أكد الدكتور محمد سامح عمرو سفير مصر باليونسكو ورئيس المجلس التنفيذى للمنظمة أهمية التعليم كأحد الأسس لتحقيق التنمية المستدامة و أيضاً الجهود الأممية المعنية بتنمية القدرات البشرية باعتبار أن "الإنسان" هو المعنى الأول عند وضع الخطط الساعية لتحقيق هذه التنمية . جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها خلال الجلسة الأولى لأعمال المؤتمر الدولى الخاص "بالمساعدات الدولية" الذى تنظمه دولة أذربيدجان تحت رعاية رئيس الدولة السيدة إلهام علييف، ويشارك فيه أكثر من أربعمائة شخصية دولية من رؤساء دول وحكومات سابقين وشخصيات عامة وممثلين لعدد من المنظمات الدولية وعدد كبير من العلماء الحاصلين على جائزة نوبل، وفقا لما ذكرته وكالة انباء الشرق الاوسط. و ذكر بيان صادر اليوم عن المكتب التنفيذي لليونسكو أن محمد سامح عمرو استعرض في كلمته الجهود التى تقوم بها المنظمة استنادا الى نصوص ميثاقها التى تؤكد على ضرورة العمل على محاربة كل أشكال الجهل وعدم المعرفة بثقافات الشعوب الأخرى، و ما تسعى إليه المنظمة لبناء الثقة بين أبناء البشر بما فى ذلك ضرورة الاهتمام بدعم البرامج التى تهدف إلى تضييق الهوة بين ما يدعيه البعض من خلافات بين الثقافات المختلفة وذلك من خلال البرامج التعليمية والتى يجب ان توفر أيضا أفضل السبل لتحقيق العدالة وضمان الحريات وتحقيق السلام. وأضاف السفير المصرى بأن اليونسكو لا تدخر وسعا لترسيخ ثقافة السلام فى عقول البشر وتسعى لفتح جميع قنوات الاتصال بين الشعوب لتوفير أفضل بيئة للحوار بين المنتمين لحضارات وثقافات مختلفة. كما استعرض الدكتور محمد سامح عمرو جهود المنظمة الأممية لتعزيز التنوع الثقافى لمواجهة التحديات التى تفرزها ظاهرة العولمة. وأشار إلى الجهود التى بدأت من خلال أجهزة الأممالمتحدة واليونسكو - باعتبارها أحد المنظمات الأممية المتخصصة - لتحقيق الكرامة الإنسانية وضمان تحقيق المساواة خاصة فيما يخص توفير فرص التعليم بين الجنسين وإزالة كافة صور التمييز فيما بينهما. ولفت الى أنه لا سبيل أمامنا اليوم الا ان نعمل سويا وان تتضافر جهودنا للقضاء على المشكلات المشتركة التى قد تقف حائلا دون تحقيق أهداف خطط التنمية ويأتى فى مقدمتها القضاء على الفقر أو الحد منه بشكل كبير، وتوفير أفضل السبل التعليم للأطفال، ومواجهة ظاهرة التغيرات المناخية. وركز سفير مصر باليونسكو على الجهود الحالية لصياغة أجندة التنمية المستدامة لما بعد عام 2015، مؤكدا الى عدم إمكانية مواجهة التحديات المختلفة التى يواجهها عالم اليوم بشكل منفرد وإنما يجب ان تتضافر الجهود وان نعمل سويا وبشكل مشترك، مشددا ان اليونسكو باعتبارها المنظمة الدولية المعنية بالتعليم تجد لزاما عليها ان تعمل على تنفيذ البرامج الخاصة بضمان جودة التعليم، والاهتمام ببرامج التعليم المستمر مدى الحياة، وتنفيذ البرامج المعنية بتطوير البحث العلمى وتحسين أخلاقيات العلوم فى ذات الوقت، وتحقيق الاندماج المجتمعى باعتبارها جميعا ركائز التنمية المستدامة. وطالب سفير مصر باليونسكو بوجوب الاهتمام بتعليم العلوم على جميع المستويات وحث الدول على وضع سياسات للتعليم الفنى بشكل يضمن الاستفادة من طاقات شعوبها، وأخيرا ضرورة السعى لضمان ان تكون الثقافة أحد محددات التنمية المستدامة. وبحسب البيان من المتوقع أن تتوصل مجموعات العمل المنبثقة عن المؤتمر الذي يستمر لمدة يومين الى عدد من التوصيات التى سيتم مخاطبة المنظمات الدولية بها لوضعها موضع الاعتبار عند وضع الخطط المستقبلية لبرامجها والسعى لتنفيذها بما يحقق الرفاهية المنشودة للشعوب. كما ستتطرق الى ضرورة العمل لإحتواء الأخر بما يضمن عدم تمادى الجماعات المتطرفة من خلال ممارساتها وما يصدر عنها من تصريحات تؤدى الى رفع مستوى الاحتقان وان يسود جو عام يمكن ان يحقق بشكل طبيعى لمواجهة عدد من الظواهر السلبية المتنامية دوليا يوم بعد آخر.