على إثر تصريحات مسئولين في الإدارة الأمريكية عن توسيع عمليات قوات التحالف في العراق ضد تنظيم "داعش"، لتشمل مواقعه في سوريا، لجأ التنظيم إلى تغيير تكتيكاته، حيث أخلى بسرعة مواقع كثيرة، للتخفيف من خسائره، وغادرت عائلات قادته الأجانب الأماكن، التي كانت تقيم فيها، بالقرب من التجمعات والمقرات العسكرية والحقول النفطية. وأفاد الناشط الإعلامي في مدينة حلب محمد نور الدين لوكالة "الأناضول"، اليوم الاثنين، بأن داعش سحب عدداً من مقاتليه، من عدة مواقع من ريف حلب الشمالي، وترك عدداً آخر للدفاع عن المنطقة، وأزال بعض الحواجز، كما أخلى عدة نقاط من بلدة "أخترين"، وبات يتواجد فوق تلال، يصعب اقتحامها، في كل من "احتيملات"، و"تلة رشاف"، القريبة من بلدة "مارع"، إلى جانب عدة قرى من الصعب اقتحامها. وليس هناك مؤشرات على نيّة داعش الانسحاب من الريف الحلبي الشمالي، بل السيطرة عليه، حيث تحاول منذ عدة أيام اقتحام مدينة "عين العرب"، وتخطط للوصول إلى مدينة "اعزاز"، وأن تحكم السيطرة على "مارع" و"تل رفعت"، ومن ثم الدخول إلى مدينة "عفرين". ومن بين تغيير تكيتيكات التنظيم، أنه لم يعد يتحرك ضمن أرتال من السيارات والعربات، وألغى استعراضات القوة، بل وعمد إلى استخدام الدرجات النارية، منعاً لاستهداف عناصره. وبعد قصف مصاف النفط أوقف إنتاج عدد من الحقول التي يسيطر عليها، لكنه لم يخلِ كل مقراته في المدن والبلدات الخاضعة له، بعكس كل من جبهة النصرة وأحرار الشام وجيش المهاجرين، الذين أخلوا المقرات في المدن وفي البلدات، كي لا يتعرض المدنيون إلى الأذى جراء تعرضها للقصف، فيما نشر داعش أعلامه على منزل المدنيين في عدة بلدات، حسبما أفاد ناشطون في تنسيقيات معارضة. يذكر أن الولاياتالمتحدة، ودول أخرى حليفة لها، بدأت بشن غارات جوية في سوريا، منذ 23 من الشهر الجاري، على مواقع لتنظيم "داعش"، الذي يسيطر على مساحات في شرق سوريا وشمالها، فضلاً عن سيطرته على مناطق واسعة في العراق. وتعود نشأة تنظيم "داعش" إلى العراق، بعد الاحتلال الأمريكي في مارس/ آذار 2003، وامتد نفوذه إلى سوريا بعد اندلاع الثورة الشعبية فيها منتصف مارس/ آذار 2011. ومنذ حوالي ثلاثة أشهر، بات هذا التنظيم يسيطر على مناطق واسعة في العراق، إضافة إلى سيطرته على مناطق في شمال وشرق سوريا. وأعلن في يونيو/ حزيران الماضي عن قيام ما أسماها "دولة الخلافة". وشكلت الولاياتالمتحدة، تحالفاً دولياً لمحاربة داعش، وبدأت منذ 8 آب / أغسطس الماضي بشن غارات جوية على مواقع التنظيم في العراق، ثم امتدت الغارات إلى مواقعه في سوريا.