باحث إسلامي: علينا تطبيق النموذج التركي أو الباكستاني النادي: من يتصدر المشهد السياسي هم قادة الإخوان في الخارج قيادي بالبناء والتنمية: المصير بيد الله سياسي أمريكي: على السيسي ألا يندد بالإسلاميين علناً منسق تحالف شباب الثورة: من يؤيد استخدام الجماعة للعنف أشبه بالقواد كانت دائرة الأحزاب بالمحكمة الإدارية العليا، برئاسة المستشار فريد نزيه، قد أصدرت حكمًا نهائيًا بحل حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، ومصادرة جميع ممتلكاته وأمواله للدولة، وقبلت المحكمة طلب لجنة شئون الأحزاب السياسية التي يترأسها المستشار أنور الجابرى، بحل حزب الحرية والعدالة. وتطرح شبكة الإعلام العربية «محيط» الأسئلة الأكثر جدلا في أروقة الجماعات والأحزاب السياسية الإسلامية الآن؛ ما هو مصير الإخوان بعد فشل كل مبادرات الصلح وحل حزب الحرية والعدالة؟ وهل ستنتهي الجماعة إلى الأبد؟ أم ستمارس عملها سراً؟ وما السبيل إلى لم الشمل وعودة الأمور إلى نصابها مرة أخرى؟ لم الشمل عن منهجية الإخوان في المرحلة المقبلة، يقول مصطفى خضري خبير التحليل المعلوماتي وقياس الرأي العام، ورئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام "تكامل مصر" أن "حزب الحرية والعدالة وشباب الإخوان يمتلكون مساحة كبيرة من تأييد المجتمع المصري ولن يختلف موقفهم في المدى القريب". وعن منهج وإستراتيجية الرئيس عبد الفتاح السيسي في التعامل مع الإسلاميين عامة والإخوان خاصة، أشار خضري في تصريحات خاصة ل«محيط» أن "السيسي اعتمد على إستراتيجية إرهاب الخصم عن طريق استعمال أقصى درجات العنف والتدمير في حق الإسلاميين". وأكد خضري أن مجازر رابعة والنهضة خير دليل على تلك الإستراتيجية، فهولا يسعى لحل مع الإسلاميين لسبب بسيط أن السيسي نفسه هو" لب المشكلة وهو يعرف جيداً أنّ أي حل مع التيار الإسلامي سيكون في عدم وجوده". و يرى خضري أن مصر الآن تتجه للأسفل محذراً أنه ما لم تتم مصالحة حقيقية بين الجيش من جهة والتيار الإسلامي من جهة أخرى باعتبارهما رمانتي ميزان البلد "فالله وحده يعلم إلى أين سنكون". وتابع: "الحل الحقيقي ينبغي أن تغيب فيه الأطراف التي كانت سبب المشكلة وذلك بعيداً عن التغطية الإعلامية التي تحاول التقليل من السقوط الوشيك للدولة؛ فمصر في حاجة إلى حل جذري للانهيار الاقتصادي الذي يمكن أن يرجع بمصر إلى الستينيات، بالإضافة إلى لم شمل المجتمع الذي تمزق بعد أحداث رابعة والنهضة". وأنهى كلامه بأن مصر في حاجة إلى بناء اجتماعي جديد يتخلى فيه كل الأطراف عن بعض مطالبهم مقابل التعايش البناء لكافة القوى الحقيقية الفاعلة في المجتمع، "فنحن أمام نموذجين لابد أن نختار بينهما إما النموذج التركي أو النموذج الباكستاني". عواقب وخيمة وعلى نفس المنوال قال محمد فتحي النادي الباحث في الفكر الإسلامي: "أن الإخوان المسلمين واقع قائم لا يمكن تجاوزه، ولم يكن عدم اعتراف نظام مبارك بهم ومحاربتهم يعني عدم وجودهم، وتصدرهم للمشهد بعد ثورة 25 يناير و تنامي فكر الإخوان في المجتمع المسلم لا يمكن اجتثاثه؛ حيث نشأت الأسر والعائلات في المجتمع التي تحمل الفكرة؛ فتجد الزوج والزوجة والأبناء كلهم مؤمنون بفكر الإخوان". وعن رأيه في حل حزب الحرية والعدالة قال إن "حل حزب الحرية والعدالة لا يعني انتهاء الإخوان من عالم السياسة؛ فالشارع يتحرك بفعل الإخوان ومؤيديهم، وما زال قادتهم ينشئون التحالفات السياسية لمجابهة الانقلاب، وكذلك من يتصدر المشهد السياسي هم قادة الإخوان في الخارج، في حين أننا لم نعد نسمع صوتًا لقامات سياسية كانت تتصدر المشهد من بعد ثورة 25 يناير، فلا نسمع صوتًا لشفيق أو صباحي، في حين يظهر أبو الفتوح على استحياء". وعن رأيه في المصالحة أوضح:"سياسة الإبعاد والتنكيل والبطش المُمارس من النظام الانقلابي لا يمكن أن يوجد أفقا للمصالحة؛ فلم يعد الأمر إقصاءً سياسياً،أو إزاحة عن صدارة المشهد، بل تعداه إلى التصفية الجسدية والفكرية". وأكد النادي أن هذه النظرة الأمنية الإقصائية الباطشة أثبتت فشلها قديمًا في صراع العسكر مع الإخوان في الخمسينيات والستينيات، وكذلك حديثا مع مبارك، مضيفاً "وهي نظرة أمنية بعيدة عن الأفق السياسي الرحب، تثير الثارات في النفوس، وتعمق من شدة الانقسام و التجاذبات والانشقاقات في المجتمع المصري". وعن رؤيته للحل قال أن الحل يتمثل في أن تكون قواعد اللعبة حاكمة للجميع؛ فالاحتكام للصناديق ونتائجه لا يمحوه إلا صندوق انتخابي مثله، أما تحكيم السلاح في صراع سياسي يجر الخراب والويلات على البلاد، واستخدام القضاء وتسييسه وجعله أداة للانتقام بدلا من العدالة يؤذن بتحويل البلد إلى غابة؛ حيث إن المظلوم لا يجد من ينصفه، فيأخذ حقه بيده، وكذلك الشرطة بدلا من أن تكون حامية للشعب وساهرة على أمنه، فإنها أصبحت أداة الترويع والبطش والتنكيل". ونوه إلى أن للخروج من الأزمة على الشعب أن يعي وأن يعرف أن ما يحدث سيزيد من معاناته وتخلفه وانشقاقه، لذلك يجب محاسبة المخطئ أيا كان، والأخذ على يده، وإلا فالعواقب وخيمة". حراك سلمي من جانبه قال عامر عبد الرحيم المتحدث الرسمي باسم حزب البناء والتنمية في تصريحات خاصة ل«محيط»: "الحل الأمثل هو عودة المسار الديمقراطي وحقوق الشهداء وذلك باستمرار الحراك السلمي الثوري حتى تعود مصر كما كانت". وبسؤاله عن مصير الإخوان، قال: "المصير بيد الله ولكن عليهم أن يستمروا في نصرة هذه القضية سواء عاشوا، أو ماتوا". مؤكداً "نحن أصحاب قضية عادلة حتى وإن طال الزمن، وإن لم نر نصرا". شهيد بوليسين : السيسي يعادي الإسلاميين كافة وعلى نفس السياق أوضح شهيد بوليسين المحلل السياسي الأمريكي إستراتيجية الحكومات مع معارضيها قائلا: "هذه ممارسات معتادة في أعقاب الانقلابات، فتضييق الخناق على أي شكل من أشكال المعارضة هو خطوة في تعزيز السيطرة، وتجريم الحزب الذي يعارضك هو ردة فعل طبيعية لأي شخص يتولى الحكم بطريقة غير ديمقراطية". وتابع: "الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يضيق الخناق على الإخوان المسلمين فحسب؛ بل على الإسلاميين عامة, كما اتخذ أيضا العديد من الوسائل لإعاقة المعارضة والمخالفين له في المجتمع المدني بشكل عام، مثل منع الاحتجاجات، وسن القوانين الجديدة التي تقيد إقامة المؤسسات الغير ربحية, وحظر تحديات الطرف الثالث للمعاملات الاقتصادية بين الحكومة والقطاع الخاص, كل هذه هي إجراءات قمعية لإقصاء الشعب من المشاركة في العملية السياسية". وأوصى بوليسين السيسي بأن يعرّف الإخوان المسلمين كأعداء للدولة دون التنديد علنا بمبادئ الإسلاميين؛ لأن الغالبية المسيطرة من المصريين تؤمن بهذه المبادئ". وتابع: "أنشأ النظام صيغة لتحييد تعبير "الإسلامية", أي بإنشاء معارضة شعبية وذلك باتهام أي شكل من أشكال التنظيم السياسي الإسلامي بأنه جزء من الإخوان المسلمين, وبذلك فالنظام يتهم كافة الإسلاميين بأنهم مجرمين وإرهابيين حسب التعريف، وبهذه الطريقة يتم تجريم أي تنظيم يتبع للفكر الإسلامي. استقصاء الإرهابية وعلى صعيد آخر، قال مينا فهمي منسق تحالف شباب الثورة: "يوجد جزء من شباب الإخوان ينتمي للجماعة وهم لا يستطيعون أن يخلعوا عباءة الإخوان عنهم، وجزء آخر غير معروف وهو الخطر الحقيقي؛ فهم مخترقي معظم الأحزاب الكرتونية الموجودة لدينا، وهؤلاء هم ما يسموه بالخلايا النائمة، وسيتم الدفع بهم في معظم القوائم كشباب". وأوضح: "نظرا لأن معظم الأحزاب أو التحالفات سعَرت النزول على القوائم الانتخابية، فالإخوان ستدعم الخلايا النائمة في الخفاء لأن البرلمان معركتهم الأخيرة للبقاء". وأشار إلى أن الأحزاب لم تتعلم درس برلمان 2011 الذي أتى بالإرهابية تحت القبة، ولم يتحد الجميع من أجل مصر. وأوصى مينا بأن يتم تفعيل لجنة داخل الأحزاب، تسمى لجنة الأمن القومي تقوم بعمل تقارير عن أعضاء الحزب وتحركهم السياسي، قبل الانضمام. وطالب مينا استقصاء كل من تلطخت يده بدماء المصريين من أجل الكرسي، وإقصاء كل من يؤيدون ذلك، لأن من يؤيد القتل واستخدام الجماعة للعنف أشبه بالقواد". اقرأ فى الملف " الأحزاب الإسلامية المصرية علي حبل المشنقة " * أحزاب إسلامية تلاشت قبل تأسيسها وأخرى مارست السياسة خلف الستار * الجماعة الإسلامية وحزبها على خط النار * باحث في الحركات الاسلامية: خلاف السلفيين مع الإخوان عقائدي * إسلاميون: خروج الوسط من تحالف الإخوان تكتيك أمني وإستراتيجية جديدة * «شبح» اتهام حزب الجهاديين بالإرهاب.. ومواجهة بين مؤسسه وأمينه العام ** بداية الملف