اقتحم نحو 40 مستوطناً المسجد الأقصى، صباح اليوم الأربعاء، وسط حالة من التوتر، بحسب مؤسسة فلسطينية تعنى بشئون المقدسات. وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث "غير حكومية": "إن نحو 40 مستوطناً اقتحموا الأقصى، من جهة باب المغاربة "إحدى البوابات في الجدار الغربي للمسجد" ودنسوه بجولة فيه، خاصة في الجهة الشرقية". وأضافت في تصريح مكتوب أرسلت نسخة منه لوكالة "الأناضول": "تصدى مصلون وحراس الأقصى لهؤلاء المستوطنين وخاصة محاولاتهم المتكررة لأداء بعض الطقوس التلمودية، وكان من بين المقتحمين عدد من مستوطني كريات أربع - في إشارة إلى مستوطنة في الخليل جنوبي الضفة الغربية". ولفتت المؤسسة إلى أن "مئات المصلين من أهل القدس، والداخل الفلسطيني (ممن يقيمون داخل إسرائيل) تواجدوا منذ ساعات الصباح في المسجد الأقصى وانتشروا في جميع أنحائه، وقضوا أوقاتهم بالصلاة، وقراءة القرآن، والتسبيح، فيما لم تنقطع التكبيرات المتواصلة". ووفقاً للمؤسسة نفسها، فقد "احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة عند أبواب ومداخل الأقصى، أغلب البطاقات الشخصية (الهوية) للمصلين من الرجال والنساء، فيما انتشرت عناصر من قوات التدخل السريع في أنحاء متفرقة من الأقصى". ويتعرض المسجد الأقصى لاقتحامات شبه يومية يقوم بها مستوطنون تحت حراسة من قوات الجيش والشرطة الإسرائيليين، لتنظيم جولات استرشادية حول الهيكل المزعوم، الأمر الذي يثير حفيظة الفلسطينيين، وتسفر أحياناً عن اندلاع مواجهات بين الطرفين. وقد بنى نبي الله سليمان بناءً أطلق عليه اسم "الهيكل" لوضع التابوت الذي يحتوي على الوصايا العشر فيه، غير أن هذا البناء تعرض للتدمير على يد القائد البابلي نبوخذ نصَّر أثناء غزوه للقدس عام 586 قبل الميلاد، بحسب المعتقدات اليهودية. وفيما يصر اليهود على أن الهيكل كان في الموقع الحالي للمسجد الأقصى، فإن الحفريات الواسعة التي قامت بها إسرائيل في المنطقة منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 لم تثبت وجود الهيكل في المنطقة دون أن يكون من الواضح حتى الآن موقعه الحقيقي.