ترأس الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " إيسيسكو" صباح اليوم في روما أعمال الاجتماع الرابع عشر للمجلس الأعلى للتربية والعلوم والثقافة للمسلمين خارج العالم الإسلامي الذي تعقده الإيسيسكو بالتنسيق مع الجمعية الإسلامية الإيطالية (الكورييس) . وألقى في افتتاح أعمال الاجتماع كلمة أكد فيها أن الرسالة التي ينهض بها المجلس الأعلى تتجاوب مع تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات ، موضحًا أن تأسيس المجلس الأعلى، كان إنجازا ً متميزًا حرصت الإيسيسكو على أن تساهم به في تعزيز جهود المجتمع الدولي في الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات. فيما دعا إلى التواصل المستمر مع وسائل الإعلام، والمتابعة لما ينشر والرد عليه من خلال إعداد التقارير الإعلامية، وإعطاءِ التصاريح والبيانات الصحافية حول الأحداث التي تمسُّ قضايا الإسلام والمسلمين خارج العالم الإسلامي، حتى لا يُتْرَكَ المجالُ فارغاً لمن يسعى إلى تشويه حقيقة الإسلام الدينية والحضارية. وبيَّن أن الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات رسالة ٌ ومسؤولية ٌ وواجبٌ تقوم به الإيسيسكو على عديد من المستويات. وقال : « انطلاقًا من إيماننا بالرسالة الحضارية السامية للحوار على هذه المستويات، فإن الإيسيسكو أعدت وثيقة حول تفعيل (مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات : المنجزات والآفاق المستقبلية)، اعتمدها المؤتمر الإسلامي السابع لوزراء الثقافة المنعقد في الجزائر سنة 2011، واعتمدت آليات تنفيذها في الدورة الثامنة لهذا المؤتمر المنعقدة في المدينةالمنورة في مطلع سنة 2013». كما أبرز الدكتور عبد العزيز التويجري الأهمية البالغة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين التي وصفها بأنها إنجازٌ كبيرٌ تَعَزَّزَ بتأسيس (مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي لحوار أتباع الأديان والثقافات) الذي افتتح في فيينا خلال سنة 2011، كما تعززت هذه المبادرة بإنشاء (برنامج عبد الله بن عبد العزيز العالمي لثقافة الحوار والسلام) في اليونسكو. وقال إنها جميعها إنجازات ثقافية حضارية تصبّ في مصلحة تعزيز ثقافة الحوار وتعميقها وإشاعة قيمها على النطاق الدولي الواسع. وأكد أن الحوار هو سبيل الحكماء ومنهج العقلاء ومسئولية مشتركة بين النخب الفكرية والثقافية والقيادات الروحية والعلمية ودعاة الوئام والسلام، كما هو مسؤولية صانعي القرار على جميع المستويات؛ لأن الحوار هو الوسيلة الفعالة لحفظ السلام، ولاستتباب الأمن، ولإقامة العلاقات الدولية بين الأمم والشعوب على قواعد ثابتة راسخة. وأوضح أن في هذه المرحلة القلقة التي يجتازها العالم، تشتد الحاجة إلى تفعيل الحوار على جميع المستويات، وإلى تعزيز ثقافة الحوار عبر كل القنوات، مشيرًا إلى أن انعقاد الدورات المتعاقبة للمجلس الأعلى للتربية والعلوم والثقافة للمسلمين خارج العالم الإسلامي في عواصم مختلفة، هو سعيٌ نحو هذا الهدف، وسيرٌ في هذا الاتجاه، وهو إلى ذلك يشكل إضافة ً إلى الجهود الدولية الرامية إلى إقامة السلام في العقول والضمائر، لنشر السلام في الأرض