دعا الرئيس الإيفواري "الحسن واتارا" شعبه إلى عدم الاستسلام ل "الشائعات المجنونة" الرائجة، حاليا في كوت ديفوار، حول الوصول الوشيك لفيروس إيبولا للبلاد، وذلك تجنبا ل"تنامي مناخ من الإضطراب". وفقا لما جاء على وكالة "الأناضول" للأنباء فقد طلب "واتارا" من مواطنيه، في حديث له من مطار "فيليكس هوفويت بوانيي" بأبيدجان، إثر عودته من فرنسا حيث شارك في الاحتفال بالذكرى 70 للهبوط في بروفانس، "التصرّف بمسؤولية لمواجهة المرض". والهبوط في بروفانس هي عملية الإنزال التي قام بها الجنود الفرنسيون والمقاتلون من "السكان الأصليين" في المستعمرات الأفريقية السابقة لفرنسا، على سواحل منطقة بروفانس جنوبفرنسا، لمحاربة الجيش الألماني المحتل إلى جانب الحلفاء. وفي السياق ذاته، أكّد الرئيس الإيفواري أنه "لا توجد حالات إصابة بإيبولا في كوت ديفوار"، لافتا إلى أنّه "ينبغي للشائعات المجنونة التي راجت في بعض الأحياء أن تتوقف، لأنّ مثل هذا الأمر لا يخدم صالح البلاد في مثل هذه الفترة من الاضطرابات". وكان رئيس قسم فيروس الوباء في معهد باستور بكوت ديفوار "أدجوغوا إدغار فاليري"، والمكلّف بتحليل جميع الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس ايبولا في البلاد، أكّد الجمعة، أن جميع الاختبارات كانت سلبية، وفقا لمصادر صحية إيفوارية. وأضاف "إدغار فاليري" قائلا "ومع ذلك، يجب علينا أن نظل يقظين، وأن نتّبع التدابير الوقائية التي أوصت بها لجنة المتابعة". وبالنسبة ل "واتارا"، فإنّ الفضل في بقاء كوت ديفوار بمنأى عن فيروس إيبولا "يعود، في جزء كبير منه، إلى التدابير الوقائية" التي تمّ إقرارها في البلاد. وعلاوة على ذلك، قدّم الرئيس الإيفواري تهانيه، "على وجه الخصوص، إلى رئيس الوزراء دانييل كابلان دونكان، ووزير الصحة ومكافحة مرض الإيدز ريموند غودو"، ل "الجهود التي بذلاها بهذا الاتجاه"، قائلا "نحن حذرون بما فيه الكفاية، وسنتمكّن من هزيمة الوباء، بالتنسيق مع جميع بلدان المنطقة الفرعية" الأفريقية. كما دعا "واتارا" أيضا إلى التحلّي بحسّ التضامن مع شعوب البلدان المتضررة من فيروس إيبولا، وخصوصا دول الجوار "ليبيرياوغينيا." وختم قائلا "نخطّط لمبادرات بهذا الاتجاه مع الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا جون ماهاما دراماني الرئيس الحالي لغانا، والمجتمع الدولي، من أجل الوقاية والقضاء على هذه الآفة في أسرع وقت ممكن". ولم يتم الإبلاغ، حتى الآن، عن أي إصابة مؤكدة بفيروس إيبولا في كوت ديفوار، غير أنّ ذلك لم يمنع الحكومة من تكثيف التدابير التوعوية وإجراءات السلامة المتعلقة بالوقاية من الوباء. وكانت منظمة الصحة العالمية، قد أعلنت في أحدث تقاريرها الصادرة بتاريخ 22 أغسطس/ آب الجاري، عن ارتفاع عدد الوفيات، الناتجة عن الإصابة بفيروس "إيبولا" إلى (1427) شخصا في غرب أفريقيا، يضاف إليها الحالات الأربعة التي توفيت في الكونغو الديمقراطية، بحسب السلطات الصحية في البلاد، وهو ما يرفع مجموع ضحايا إيبولا في غرب افريقيا إلى 1431. و"إيبولا" من الفيروسات الخطيرة، والقاتلة، حيث تصل نسبة الوفيات من بين المصابين به إلى (90%)، وذلك نتيجة لنزيف الدم المتواصل من جميع فتحات الجسم، خلال الفترة الأولى من العدوى بالفيروس. كما أنه وباء معدٍ ينتقل عبر الاتصال المباشر مع المصابين من البشر، أو الحيوانات عن طريق الدم، أو سوائل الجسم، وإفرازاته، الأمر الذي يتطلب ضرورة عزل المرضى، والكشف عليهم، من خلال أجهزة متخصصة، لرصد أي علامات لهذا الوباء الخطير. وكانت الموجة الحالية من الإصابات بالفيروس بدأت في غينيا في ديسمبر /كانون أول 2013، وامتدت إلى ليبيريا، ونيجيريا، وسيراليون.