فرقت قوات الأمن المصرية مسيرات خرجت في عدة مدن، اليوم الجمعة، لليوم الثاني على التوالي، لإحياء الذكرى السنوية الأولى لفض اعتصامي "رابعة العدوية" (شرقي القاهرة)، و"نهضة مصر" (غرب العاصمة)، حسب شهود عيان ومراسلي الأناضول. وجاءت الفعاليات استجابة لدعوة أطلقها "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي للخروج، اليوم، في مظاهرات في إطار فعاليات مستمرة لإحياء الذكرى الأولى لفض ميداني "رابعة العدوية" و"نهضة مصر". وحسب شهود عيان ومراسلي الأناضول، تصدرت صور قتلى فض اعتصامي "رابعة العدوية"، و"نهضة مصر"، ولافتات المطالبة بالقصاص، احتجاجات أنصار مرسي، في اليوم الثاني، لإحياء الذكرى السنوية الأولى لفض الاعتصامين، وسط هتافات مناوئة للرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي. كما رفع بعض المحتجين صورًا لمرسي، وسط هتافات تطالب بعودته إلى رئاسة البلاد، ورفعوا لافتات أخرى مكتوب عليها "الشعب يريد إسقاط النظام". ففي القاهرة، فرقت قوات الأمن مسيرتين لأنصار مرسي بمنطقة المطرية (شرقي القاهرة)، ومنطقة حلوان (جنوبيالقاهرة). وسقط قتيل جراء فض مسيرة المطرية، وفق ما أفاد به مصدر في "التحالف الوطني" ل"الأناضول". وبجانب مسيرتي حلوان والمطرية، خرجت مسيرات في مناطق أخرى بالقاهرة منها: المعادي (جنوب)، ومدينة نصر (شرق)، وشبرا الخيمة (شمال). وفي محافظة الجيزة (غرب العاصمة)، فرقت قوات الأمن مسيرة خرجت في منطقة شارع الهرم؛ ما أسفر عن سقوط 3 قتلى وعدد غير محدد من المصابين، والقبض على عدد آخر، وفق مصادر ب"التحالف الوطني". كما أدى تفريق قوات الأمن لمسيرة في مدينة الحوامدية بمحافظة الجيزة إلى سقوط قتيل وعدد آخر من المصابين، وفق مصادر ب"التحالف الوطني". وبجانب مسيرتي الهرم والحوامدية، خرجت، اليوم، 11 مسيرة أخرى في مناطق مختلفة بمحافظة الجيزة، دعت إلى القصاص لضحايا فض الاعتصام. وفي محافظة الإسكندرية (شمال)، فضت قوات الأمن مسيرة في منطقة أبو سليمان، شرقي مدينة الإسكندرية، مركز المحافظة، وسط حالة من الكر والفر بين الأمن والمتظاهرين. ولم يعرف بعد ما إذا كانت عملية الفض أسفرت عن سقوط ضحايا من عدمه. وبجانب مسيرة أبو سليمان، خرجت مسيرات في مناطق أخرى بمدينة الإسكندرية، وهي: "السيوف"، "العوايد"، "سيدي بشر" (شرق)، العجمي، الورديان (غرب). كما خرجت مسيرة في مدينة العامرية بالمحافظة ذاتها. وطالب المشاركون في مسيرات الإسكندرية نعوشا رمزية، مطالبين بالقصاص لقتلى فض اعتصام رابعة العدوية ونهضة مصر، بجانب الإفراج الفوري عن المحبوسين على خلفية الاعتراض على عزل مرسي. وتنفى سلطات الأمن المصرية وجود معتقلين في السجون المصرية على خلفية سياسية، وتقول إن المحبوسين من أنصار مرسي ألقى القبض عليهم على خلفية جنائية. وفي دلتا النيل، شمالي مصر، فرقت قوات الأمن مسيرة أخرى لأنصار مرسي في مدينة النوبارية بمحافظة البحيرة (دلتا النيل/ شمال)؛ ما أسفر عن وقوع عدد غير محدد من المصابين، وفق شهود عيان للأناضول. كما خرجت مسيرات ومظاهرات مماثلة في محافظات: كفر الشيخ والمنوفية والشرقية والدقهلية ودمياط (دلتا النيل/ شمال)، والسويس والإسماعيلية (شمال شرق)، والفيوم (وسط)، وسوهاج (جنوب). وفي بورسعيد (شمال شرق)، استبق خبراء المفرقعات بوزارة الداخلية، مظاهرات أنصار مرسي، بحملة تمشيط واسعة بالمباني الملاصقة لأماكن تجمع المظاهرات. وهو ما تكرر في محافظة الغربية (دلتا النيل/ شمال)، والتي شهدت حالة من الاستنفار الأمني، والتعزيزات علي المصالح الحكومية والبنوك والكنائس وأقسام ومراكز الشرطة وسجن طنطا العمومي. وفي محافطات الصعيد، فرقت قوات الأمن بمدينة المنيا مركز محافظة المنيا (وسط)، وسط حالة كر وفر بين المتظاهرين، كما ألقت القبض على اثنين من المتظاهرين، وفق شهود عيان ل"الأناضول". كذلك خرجت مسيرات في مدن أخرى بمحافظة المنيا منها: سمالوط، ديرمواس، العدوة، بنى مزار، رفع خلالها المحتجون صورا لمرسى وشارات رابعة، ولافتات تطالب ب"القصاص" من قتلة معتصمي رابعة ونهضة مصر. وفي محافظة بني سويف (وسط)، خرجت مسيرات في عدة مدن منها: ببا، الوسطى، الفشن، طافت عدة شوارع، وهتف المشاركون فيها هتافات مناهضة للجيش والشرطة. وأمس الخميس، نظّم التحالف الداعم لمرسي مسيرات في 95 مدينة مصرية، في الذكرى الأولى لفض رابعة، وهي المسيرات التي شهدت مقتل 7 متظاهرين، حسب مصادر بالتحالف الوطني. وبخصوص قتلى مظاهرات اليوم وأمس وفق الرواية الرسمية، قال محمد سلطان، رئيس قطاع الرعاية العاجلة والإسعاف بوزارة الصحة المصرية، إنهم تلقوا بلاغات من المستشفيات حتى الساعة 16:50 ت.غ باستقبال قتيلين و15 مصابا سقطوا في احتجاجات اليوم. وفي تصريح لوكالة الأناضول عبر الهاتف، أوضح سلطان: "المؤكد لدينا حتى الآن سقوط قتيلين في مظاهرات منطقة الهرم بالجيزة، وهناك حالة ثالثة حرجة في مستشفى أم المصريين (مستشفى حكومي بالجيزة) لم نتأكد من وفاتها بعد". وأمس، قال خالد الخطيب، رئيس الإدارة المركزية للرعاية العاجلة والحرجة في وزارة الصحة إنهم تلقوا بلاغات من المستشفيات باستقبال "4 قتلى، بينهم شرطي، و17 مصابا خلال مظاهرات إحياء ذكرى رابعة ونهضة مصر في مختلف محافظات البلاد". وفي 3 يوليو من العام الماضي، عزل الجيش المصري بمشاركة قوى دينية وسياسية الرئيس الأسبق محمد مرسي، بعد عام واحد من حكمه للبلاد، عقب احتجاجات واسعة ضده، في خطوة وصفها مؤيدوه أنها "انقلابا عسكريا"، ووصفها معارضوه بأنها "ثورة شعبية". وفي 14 أغسطس من العام الماضي، فضت قوات من الجيش والشرطة بالقوة اعتصامين لأنصار مرسي في ميداني "رابعة العدوية" و"نهضة مصر" بالقاهرة الكبرى؛ ما أسفر عن سقوط 632 قتيلا منهم 8 شرطيين بحسب "المجلس القومي لحقوق الإنسان" في مصر (حكومي)، في الوقت الذي قالت منظمات حقوقية محلية ودولية (غير رسمية) أن أعداد القتلى حوالي الألف. وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، نشرت، الثلاثاء الماضي، تقريرا عما وصفته ب"القتل الجماعي في مصر خلال شهري يوليو، وأغسطس عام 2013"، قالت فيه إن "قوات الأمن المصرية نفذت واحدة من أكبر عمليات قتل المتظاهرين في العالم خلال يوم واحد في التاريخ الحديث"، وذلك في فضها اعتصام رابعة العدوية. ودعت المنظمة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة تحقيق لكشف المسؤولين عن "مذبحة رابعة"، واتهمت السلطات المصرية بأنها لم تجر أي تحقيق في هذا الإطار، فيما اعتبرت الحكومة المصرية أن التقرير "مسيس ويهدف لإسقاط الدولة". وتدخل تظاهرات اليوم الأسبوع ال60 من احتجاجات مؤيدي مرسي، والتي بدأت في 28 يونيو 2013، واليوم ال354 منذ ذلك التاريخ، وال408 منذ عزل مرسي في 3 يوليو 2013، وال366 منذ فض اعتصامي مؤيدي مرسي في رابعة العدوية (شرق) والنهضة (غرب) في 14 أغسطس من العام.