هاجم مقاتلو تنظيم "الدولة الاسلامية" المعروف ب"داعش" اليوم السبت، بلدة طوزخورماتو التابعة لمحافظة صلاح الدين، شمالي العراق، عبر ثلاثة محاور، في الوقت الذي تصدت قوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) للهجوم على أطراف البلدة ومنعت مقاتلي التنظيم من التقدم نحوها، حسب مسؤولين كرديين. وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، قال مسؤول بحزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" الذي ينتمي إليه الرئيس العراقي فؤاد معصوم، إن مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" بدؤوا فجر اليوم السبت، هجوماً على طوزخورماتو شمال بغداد عبر ثلاثة محاور، في محاولة للسيطرة على البلدة التي يقطنها خليط سكاني من الأكراد والعرب والتركمان. وأضاف المسئول الحزبي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن قوات البيشمركة، التي سيطرت على طوزخورماتو بعد انسحاب الجيش العراقي منها قبل شهرين، تصدت لهجوم مقاتلي التنظيم، وما تزال الاشتباكات مستمرة بشكل متقطع حتى الساعة (7.45 ت.غ). في سياق متصل، قال شلال عبدول قائم مقام طوزخورماتو، إن هجوم المسلحين على البلدة جاء من محاور قرية باسطاملي وقرية ينكجة والثالث من جهة مدينة تكريت. وأضاف المسئول المحلي أن المعارك ما تزال على أطراف طوزخورماتو حتى الساعة (7.45 ت.غ)، وسقط خلالها قتلى وجرحى في صفوف المهاجمين والمدافعين عنها، لم يحدد أعدادهم. وأعلن بهاء البياتي، مدير بلدية قضاء طوزخورماتو، الأسبوع الماضي، إزالة كافة الحواجز الكونكريتية (الإسمنتية) والحواجز الحديدية من شوارع بلدة طوزخورماتو بعد "إعادة الأمن والاستقرار إليها"، حسب تصريحات سابقة لمراسل "الأناضول"، وذلك قبل أن تشهد قوات البيشمركة تراجعاً أمام هجمات ل"الدولة الإسلامية" في عدد من المناطق التي كانت خاضعة لسيطرتها. وقضاء "طوزخورماتو"، الذي يضم البلدة التي تحمل الاسم نفسه، يقطنه غالبية سكان من التركمان إلى جانب الأكراد والعرب، وتعرض منذ عام 2003 لتفجيرات بالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة استهدفت مقرات أمنية ومدنيين، ولم يسقط القضاء بيد المسلحين السُنة مؤخراً مثل بعض مدن محافظة صلاح الدين، بسبب دخول قوات البيشمركة إليه وفرض سيطرتهم عليه بعد انسحاب الجيش العراقي منه مباشرة قبل شهرين. وخرجت عدة مدن ونواحي في محافظة صلاح الدين، عن سيطرة القوات الحكومية، بعدما سيطر عليها مسلحو تنظيم "الدولة الاسلامية" ومقاتلون سنة متحالفون معهم في يونيو/ حزيران الماضي. وتسيطر الجماعات السنية المسلحة في محافظة صلاح الدين على مناطق ومدن الصينية، وبيجي، والشرقاط، وتكريت وأجزاء من الضلوعية، في حين أن مدينة سامراء القريبة من بغداد ذات الأهمية الإستراتيجية والدينية باحتوائها على مراقد شيعية، لا تزال خاضعة لسيطرة القوات الحكومية والمليشيات الشيعية الموالية لها. ويعم الاضطراب مناطق شمال وغربي العراق بعد سيطرة "الدولة الإسلامية" والمسلحون السنة على أجزاء واسعة من محافظة نينوى بالكامل في العاشر من يونيو/حزيران الماضي، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها بدون مقاومة تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد.