قالت مصادر دبلوماسية مصرية رفيعة المستوى، اليوم الخميس، إن الجانب المصري يسابق الزمن من أجل تقريب وجهات النظر بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي المشاركين في المباحثات الجارية حالياً بمصر لتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي ينتهي في الساعة الثامنة من صباح يوم غد الجمعة بالتوقيت المحلي لإسرائيل وغزة. المصادر المطلعة على تفاصيل المباحثات، أضافت لوكالة الأناضول أن الجانب الإسرائيلي يصر على مطلب نزع سلاح المقاومة في قطاع غزة، في وقت أبدى تحفظه على إنشاء مطار وميناء بحري في القطاع. وبحسب المصادر ذاتها، فإن الوفد الإسرائيلي أبدى خلال لقائه المسؤولين المصريين موافقته المبدئية على مطالب فلسطينية أخرى تتمثل في رفع الحصار عن قطاع غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين جرى اعتقالهم على خلفية حادثة اختفاء ومقتل المستوطنين الثلاثة بالضفة الغربية في يونيو الماضي، والإفراج عن الدفعة الرابعة والأخيرة من معتقلي "أوسلو" والتي تراجعت تل أبيب من الإفراج عنهم أواخر مارس/ الماضي، بالإضافة إلى الموافقة على توسيع مساحة الصيد أمام صيادي القطاع". وأوضحت المصادر أن "المسئولين المصريين أبلغوا الوفد الفلسطيني بتلك الموافقة المبدئية والتي لم يعتبرها الوفد إنجازاً طالما لم يتم الاتفاق على تفاصيلها"، مشيراً إلى أن الموقف ازداد صعوبته، بسبب "إصرار الجانب الإسرائيلي على شرط نزع سلاح المقاومة وهو ما يرفضه الوفد الفلسطيني من جهته، وكذلك تحفظ الوفد الإسرائيلي بشأن إنشاء ميناء بحرى ومطار، خاصة أن تلك المطالب تم اقتراحها لاحقاً من جانب الوفد الفلسطيني وليس في بداية المفاوضات". وقدم الوفد الفلسطيني مطلع الأسبوع الجاري إلى القاهرة، خلال الاجتماع الأول للمفاوضات، عدة مطالب بينها وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة إلى المواقع التي كانت فيها قبل الحرب (التي شنتها إسرائيل في ال7 من الشهر الماضي)، وإعادة العمل بتفاهمات 2012 (التي أنهت حربا إسرائيلية)، وفك الحصار على قطاع غزة بكافة صوره. كما تضمنت مطالب الفلسطينيين، السماح للصيادين بالصيد في بحر غزة، وإزالة المنطقة العازلة بين غزة وإسرائيل، وإطلاق سراح الأسرى الذين أعيد اعتقالهم، وإطلاق سراح النواب المعتقلين، والدفعة الرابعة من الأسرى القدامى التي تراجعت إسرائيل عن الإفراج عنها، بالإضافة إلى تقديم ضمانات عربية ودولية بعدم تكرار العدوان الإسرائيلي، والتزام تل أبيب بما يتم الاتفاق عليه. وفي تصريح مقتضب لوكالة الأناضول اليوم، قال قيس عبد الكريم عضو الوفد الفلسطيني، اليوم إن "اللقاءات مع المسئولين المصريين مازالت متواصلة اليوم". ورفض عبد الكريم وهو ممثل الجبهة الديمقراطية في الوفد المشارك في المفاوضات، الحديث عن تفاصيل المفاوضات قائلاً إن "الوفد الفلسطيني اتفق على عدم الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام إلا بعد انتهاء المفاوضات". وكان مصدر دبلوماسي فلسطيني نفى في تصريحات سابقة صباح اليوم وجود اتفاق بين الأطراف المجتمعة في القاهرة على تمديد التهدئة المؤقتة في قطاع غزة حتى الساعة (13.00 ت.غ) صباح الخميس. وأوضحت المصادر الدبلوماسية أن "الجانب الإسرائيلى أبدى موافقته بشأن تمديد الهدنة لفترة غير محددة فيما رفض الجانب الفلسطيني الأمر في لقاءات الأربعاء". وقالت متحدثة باسم الخارجية الإسرائيلية أميرة أورون للأناضول، اليوم الخميس، إن "تل أبيب تريد استمرار الهدنة لمصلحة الجانبين، من أجل ضمان استمرار وقف إطلاق النار". وبدأ يوم الثلاثاء الماضي سريان هدنة لوقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة، اقترحتها مصر، لإفساح المجال أمام مفاوضات بشأن التوصل لهدنة دائمة. وأسفرت الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، منذ السابع من يوليو/تموز الماضي، بدعوى العمل على وقف إطلاق الصواريخ من غزة على بلدات ومدن إسرائيلية، عن مقتل نحو 1886 فلسطينياً وإصابة نحو 10 آلاف آخرين بجراح، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، إضافة إلى دمار مادي واسع في القطاع الذي يقطنه أكثر من 1.8 مليون فلسطيني. ووفقا لبيانات رسمية إسرائيلية، قتل في هذه الحرب 64 عسكرياً و3 مدنيين إسرائيليين، وأصيب حوالي 1008، بينهم 651 عسكرياً و357 مدنياً، بينما تقول كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، إنها قتلت 161 عسكرياً، وأسرت آخر.