أعلن مسئول بلدي محلي اليوم الأربعاء، أن قسما كبيرا من المجموعات المسلحة بدأ بالانسحاب من بلدة عرسال الحدودية الشرقية باتجاه "الجرد السوري"، في حين دخلت قافلة من سيارات الإسعاف إلى البلدة، وذلك في إطار تنفيذ بنود مبادرة وقف إطلاق النار لإنهاء المعارك التي اندلعت بين المسلحين والجيش اللبناني منذ خمسة أيام. وأوضح نائب رئيس بلدية عرسال احمد الفليطي في اتصال مع وكالة "الأناضول" الإخبارية، أن قسما كبيرا من المسلحين انسحب باتجاه الجرد السوري من جهة جنوب وشرق عرسال، لكنه لفت إلى انه لا يعرف "العدد الدقيق" لهؤلاء. وأضاف أن الهدوء يسود داخل بلدة عرسال لكن تدور أحيانا مناوشات خفيفة على الأطراف بالأسلحة المتوسطة والخفيفة. وأكد الفليطي أن تطبيق مبادرة وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها في عرسال ما زال مستمرا"، مشيرا الى انه "حين ينسحب آخر مسلح منعرسال يكون تم تسليم آخر دفعة من عناصر القوى الأمنية المحتجزين". وبحسب المعلومات المتداولة، تحتجز المجموعات المسلحة في عرسال ما بين 20 الى 30 من عناصر الجيش وقوى الامن الداخلي منذ بدء الاشتباكات يوم السبت الماضي. وظهر 20 منهم في فيديو بثه المسلحون على يوتيوب، في حين أعلن الجيش فقدان الاتصال مع 22 من عسكرييه على الأقل. وأفرج المسلحون الثلاثاء عن 3 عناصر من القوى الأمنية الذين كانوا محتجزين لديهم وقام الوفد الذي يتولى التفاوض على وقف لإطلاق النار بتسليمهم الى الجيش اللبناني. من جهته، أفادت وكالة "الاناضول" بأن 3 سيارات إسعاف تابعة ل"هيئة الاغاثة الاسلامية" دخلت اليوم الى عرسال"، مضيفا أن "الصحفيين منعوا من مرافقة الموكب الطبي". وفي هذا السياق، قال عضو في الوفد الذي تولى التفاوض على وقف لإطلاق النار بين الجيش اللبناني والمجموعات المسلحة، في اتصال مع "الاناضول"، إن وفدا من "هيئة العلماء المسلمين ينتظر الدخول الى عرسال لاستكمال تنفيذ المبادرة". وأشار العضو، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، في اتصال هاتفي مع "الانضول" الى أن "وقف اطلاق النار صامد حتى اللحظة مع بعض الخروقات"، موضحا انه عند "وقف الخروقات سيدخل الوفد". وأضاف أنه بعد دخول الوفد واجتماعه باللجنة التي تم تشكيلها من وجهاء عرسال للتواصل مع الدولة، بحسب ما نصت مبادرة وقف اطلاق النار، سيدخل وفد طبي تابع "ل المؤسسة اللبنانية للديموقراطية وحقوق الإنسان" "لايف" ومن بعدها تطبق باقي البنود وهي تسليم كل العناصر الأمنية المحتجزة لدى المجموعات المسلحة وانسحاب هؤلاء من عرسال". وكان الوفد المفاوض، الذي تعرض لإطلاق نار لدى دخوله عرسال مساء امس الاول ما ادى الى اصابة ثلاثة من اعضائه، نجح في تثبيت وقف اطلاق النار واطلاق سراح 3 من رجال الامن المحتجزين. ولفت عضو الوفد نفسه في تصريح ل "الاناضول" امس الى انه بعد اطلاق سراح عناصر الامن الثلاثة، وتشكيل لجنة من وجهاء عرسال وكذلك لجنة سورية –لبنانية لتتولى أمر مخيمات اللاجئين السوريين في البلدة، ستدخل الفرق الطبية والمواد الاغاثية الى البلدة على أن يلي ذلك انسحاب المسلحين واطلاق باقي المحتجزين من عناصر القوى الامنية لدى المسلحين. وكانت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، أفادت مساء أمس بأن قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي وافق على وقف اطلاق النار مع المسلحين في محيط بلدة عرسال لمدة اربع وعشرين ساعة ضمن اتفاق يسمح بادخال المساعدات للبلدة واجلاء الجرحى ومن ثم الافراج عن العناصر الامنية اللبنانية المحتجزة وانسحاب المسلحين. واندلعت معارك بين الجيش والمجموعات المسلحة الذي اسماهم الجيش في بيان ب"الإرهابيين والتكفيريين" في محيط عرسال السبت الماضي على اثر توقيف احمد الجمعة، أحد القادة الكبار في "التنظيمات الإرهابية السورية"، ما ادى الى مقتل وجرح العشرات من المسلحين في حين قتل ما لا يقل عن 17 من عناصر الجيش وجرح 86 اخرين وفقد 22 عسكريا.