كشف عضو في وفد التفاوض الذي توجه إلى بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع سوريا لإرساء وقف لإطلاق النار بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة تخوض اشتباكات معه، أنه يجري العمل على مبادرة جديدة. وأضاف العضو حسبما ورد بوكالة "الأناضول" الإخبارية أن المبادرة الجديدة تتضمن إطلاق 3 من عناصر الجيش المحتجزين لدى المسلحين، مقابل امتناع الجيش عن تنفيذ "مداهمات انتقامية" وتشكيل لجنة من أهالي البلدة للتواصل وإدخال الفرق الطبية والمساعدات إليها. وأوضح عضو وفد التفاوض الموجود في عرسال والذي طلب عدم الافصاح عن اسمه، أنه تم اطلاق النار على الوفد، مساء أمس، من سلاح ناري من عيار 23 ملم، واصيب نتيجة ذلك الشيخ سالم الرافعي "عضو هيئة العلماء المسلمين" بكسر في رجله ونبيل الحلبي رئيس "المؤسسة اللبنانية للديموقراطية وحقوق الإنسان-لايف" برأسه. وأضاف العضو خلال اتصال هاتفي مع "الأناضول" الإخبارية، أن الوفد ما يزال في عرسال حتى ظهر اليوم، وتجري اتصالات مع أمين عام المجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير ووزيري الداخلية نهاد المشنوق والعدل اشرف ريفي، بهدف الاتفاق على "بنود وقف إطلاق نار تتضمن تشكيل لجنة من أهالي عرسال ووجهائها تتولى التواصل مع الدولة وتمنع تنفيذ الجيش اي مداهمات انتقامية في البلدة". وأضاف أن ذلك "يترافق مع اطلاق سراح 3 عناصر من الجيش تحتجزهم المجموعات المسلحة في عرسال"، وتشكيل "لجنة سورية – لبنانية لتتولى أمر مخيمات اللاجئين السوريين في البلدة". واشار الى انه بعد ذلك "تدخل الفرق الطبية والمواد الاغاثية الى البلدة" على ان يلي ذلك "انسحاب المسلحين واطلاق باقي المحتجزين من عناصر القوى الامنية لدى المسلحين". وتعرض موكب هيئة علماء المسلمين في لبنان مساء امس لإطلاق نار خلال دخوله الى بلدة عرسال المحاذية للحدود السورية من اجل العمل على ارساء هدنة بين الجيش اللبناني ومسلحين في البلدة بعد 3 ايام على اندلاع اشتباكات مسلحة، مشيرا الى وقوع إصابتين بين أعضائه. من جهته، كان الحلبي تحدث ل "الاناضول" قبل توجهه الى عرسال مساء امس، مشيرا الى ان عمليات الوساطة التي تقودها مؤسسته (لايف) مع هيئة علماء المسلمين نجحت في التوصل الى اتفاق يشمل اطلاق سراح العسكريين وجعل عرسال "منطقة خالية" من المسلحين. وكشف الحلبي ان توجه وفد التفاوض الى عرسال يهدف للبدء بتنفيذ الاتفاقية، وهو الامر الذي لم يحصل نتيجة استمرار الاشتباكات وتعرض وفد اللجنة ذاته لاطلاق النار. واضاف ان الاتفاق يشمل "وقف اطلاق النار ويليه اطلاق سراح العسكريين الاسرى لدى المسلحين السوريين في عرسال، ومن ثم انسحابهم بعيدا عن مواقع الجيش في المنطقة". واوضح ان بنود المبادرة تستكمل "بانسحاب جميع المسلحين وعددهم نحو 3000 من عرسال وجعلها منطقة خالية من المسلحين"، على ان "تتولى لايف مهمة نقل الجرحى الى خارج البلدة عبر فريقها الطبي وبحماية امنية". وقال الحلبي ان "تسليم المعدات الطبية سيكون حصرا للبلدية"، آملاً ان يكون وقف اطلاق النار الذي بدأ اليوم "نهائيا". ولفت الى ان المسلحين تخلوا عن مطالبتهم بالافراج عن ابو احمد الجمعة، الذي ادى اعتقاله السبت على احد حواجز الجيش الى اندلاع المعارك، كشرط للانسحاب ووقف القتال، مشيرا في الوقت نفسه الى ان "قائد الجيش ابدى استعداده لتسليم الجمعة الى النيابة العامة بعد انتهاء التحقيقات العسكرية معه". واندلعت معارك بين الجيش والمجموعات المسلحة الذي اسماهم الجيش في بيان ب"الإرهابيين والتكفيريين" في محيط عرسال يوم السبتالماضي على اثر توقيف جمعة، ما ادى الى مقتل وجرح العشرات من المسلحين في حين قتل 14 من عناصر الجيش وجرح 86 اخرين وفقد 22 عسكريا.