نيويورك: استقرت اسعار النفط الخام دون مستوي ال80 دولاراً بنهاية الأسبوع في نيويورك وذلك بعد المستويات القياسية التي وصل إليها سعر الخام على مدي 3 أيام متتالية في وقت سابق من الأسبوع. وقد شهد سعر الخام تراجعاً في نهاية الأسبوع بسوق نايمكس عن المستوي القياسي المسجل في وقت سابق الذي كان قد بلغ 80.36 دولار للبرميل. وقد جاء ذلك التراجع بعد بدء كل من شركتي "فاليرو ابنرنجي" و"توتال" عمليات التكرير لديهما التي كانت قد توقفت أثناء اعصار "همبرتو" الذي أصاب تكساس. وقد تراجع سعر النفط الخام لتعاقدات شهر أكتوبر الآجلة في جلسة نهاية الأسبوع ب 99 سنتا أو بنسبة 1.2% ليبلغ 79.10 دولار، وقد اعتبر ذلك أول تراجع لسعر خام نايمكس في عشرة أيام. وقد قدرت نسبة ارتفاع سعر الخام نايمكس خلال الأسبوع ب 3.1% و ب 2.5 على مدي 12 شهر، وقد بلغت نسبة تراجع سعر خام برنت في نهاية الأسبوع ب 1.2% ليبلغ 76.22 دولار. وقد جاء الارتفاعات القياسية الأخيرة لسعر النفط الخام ليتجاوزه مستوي ال 80 دولاراً للبرميل رغم القرار الذي اتخدته "أوبك" خلال اجتماعها الأخير بإجراء رفع لسقف الانتاج بمقدار 500 ألف برميل يومياً اعتباراً من نوفمبر المقبل. ولعل ما زاد من الضغوط على الأسعار نحو مواصلة الارتفاع بيانات وزارة الطاقة الأمريكية والتي أظهرت تراجعاً سريع في مستويات المخزون النفطي لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تعتبر أكبر مستهلك للطاقة في العالم، حيث يمكن تفسير ذلك على أن الأسواق مقبلة على تنامي في مستويات الطلب على النفط خاصة مع اقتراب فصل الشتاء. ويرى كبير الخبراء في مجال الطاقة لدى يوتش بنك في واشنطن آدم سينسكن أن أوبك كان عليها اتخاذ قرار برفع الإنتاج بمقدار مليون برميل يومياً واعتباراً من أكتوبر المقبل بدلاً من الانتظار حتى شهر نوفمبر ليبدأ ضخ 500 اللف برميل إضافي. ومن جانبه أتفق معه في الرأي أيضاً احد الخبراء في جولدن مان ساش في لندن حيث قال إن الزيادة التي أقرتها أوبك اعتباراً من نوفمبر المقبل تعتبر محدودة للغاية ومتأخرة. ووفقاً للأسعار الفعلية وفي إطار معدلات التضخم فإن النفط يعد حالياً عند أعلى مستويات له منذ أوائل الثمانينات وإن كان أقل من مستوياته القياسية السابقة التي سجلت في أواخر 1997 ليعادل تلك المستويات القياسية سعر 109 دولار للبرميل على أساس القيمة الحقيقة للعملة حالياً. وتأتي الارتفاعات أو القفزات السريعة لأسعار النفط رغم التحذيرات التي أطلقتها وكالة الطاقة الدولية إزاء التأثيرات السلبية لأزمة الرهن العقاري في الولاياتالمتحدة على اتجاهات النمو الخاصة بالطلب العالمي للنفط. وقد أقدمت الوكالة على خفض تقديرات النمو من الطلب العالمي خلال الربع الأخير من العام بمقدار 250 ألف برميل يومياً لتكون في حدود 87.8 مليون برميل يومياً كما قلصت أيضاً من تقديرات الطلب للعام المقبل بمقدار 160 ألف برميل يومياً لتكون في حدود 88 مليون برميل يومياً. وفيما يتعلق بتحركات الأسعار ما زال سعر النفط الخام يحوم حول مستوي ال 80 دولار للبرميل وإن كان بفارق طفيف بعد تجاوز ذلك المستوى يوم الأربعاء في ظل الانخفاضات الضخمة المسجلة لمستويات المخزون الأمريكية. وقد سجل اليوم سعر خام نيمكس 79.74 دولار للبرميل بانخفاض قدره 17 سنتاً بعد أن تجاوز في الجلسة السابقة ال 80 دولار للبرميل حيث كان قد سل 80.18 دولار. وبالنسبة لسعر خام برنت ما زال سعره مستقرا حول المستوى المسجل في الجلسة السابقة ليبلغ 77.31 دولار للبرميل مقابل 77.93 دولار للبرميل ويري بعض المحللين أنه إذا تمكن سعر النفط من الاستقرار فوق مستوى ال 80 دولار الذي يمثل حاجز نفسي للسوق فإن ذلك قد يمهد لارتفاعات جديدة للأسعار صوب ال 87.50 دولار للبرميل.