تمكن سعر النفط الخام الأمريكي من الارتفاع فوق مستوى ال 82 دولار للبرميل وذلك لليوم الثاني في نيويورك مع تنامي التوقعات في الأسواق بشأن إمكانية حدوث انتعاش للاقتصاد الأمريكي بعد القرار الذي اتخذه بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية وهو الأمر الذي سيدعم مستويات الطلب على النفط. ووفقاً للارتفاعات القياسية فإن أسعار النفط في سوق نايمكس قد ارتفعت بنحو 11% منذ أوائل الشهر الحالي حتى الآن حيث يتجه سعر الخام لتحقيق اعلى ارتفاع شهري منذ يناير من عام 2006. وأشارت شبكة "بلومبرج" الإخبارية إلى أن سعر الخام لتعاقدات شهر أكتوبر الآجلة قد ارتفعت بمقدار 86 سنتاً أو بنسبة 101% ليبلغ سعر البرميل 82.73 دولاراً وذلك خلال التعاقدات الإلكترونية في سوق تايمكس. وقد بلغ سعر الخام في سنغافورة خلال تعاملات الصباحية في لندن 81.93 دولاراً . وفي سوق البترول الدولي بلندن ارتفع سعر خام برنت بمقدار 81 سنتا ليبلغ 78.40 دولار. ومن المؤكد أن أسواق النفط لم تتمكن من التجاوب بالشكل المأمول مع الخطوة التي اتخذتها أوبك خلال اجتماعها الوزاري في فينا بإجراء رفع بمقدار 500 ألف برميل يومياً لسقف الإنتاج اعتباراً من نوفمبر المقبل حيث تم تفسير الارتفاعات السريعة للأسعار أن السوق أعتبر الرفع الذي تم إقراره من قبل المنظمة بأنه رفع محدود للغاية وجاء متأخراً. ولعل ما زاد من الضغوط على الأسعار نحو مواصلة الارتفاع بيانات وزارة الطاقة الأمريكية والتي أظهرت تراجعاً سريع في مستويات المخزون النفطي لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تعتبر أكبر مستهلك للطاقة في العالم، حيث يمكن تفسير ذلك على أن الأسواق مقبلة على تنامي في مستويات الطلب على النفط خاصة مع اقتراب فصل الشتاء. وأشارت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" عبر موقعها الالكتروني إلى اراء خبراء في مجال الطاقة حيث يروا أن أوبك كان عليها اتخاذ قرار برفع الإنتاج بمقدار مليون برميل يومياً واعتباراً من أكتوبر المقبل بدلاً من الانتظار حتى شهر نوفمبر ليبدأ ضخ 500 الف برميل إضافي كما إن الزيادة التي أقرتها أوبك اعتباراً من نوفمبر المقبل تعتبر محدودة للغاية ومتأخرة. وتأتي الارتفاعات أو القفزات السريعة لأسعار النفط رغم التحذيرات التي أطلقتها وكالة الطاقة الدولية إزاء التأثيرات السلبية لأزمة الرهن العقاري في الولاياتالمتحدة على اتجاهات النمو الخاصة بالطلب العالمي للنفط. وقد أقدمت الوكالة على خفض تقديرات النمو من الطلب العالمي خلال الربع الأخير من العام بمقدار 250 ألف برميل يومياً لتكون في حدود 87.8 مليون برميل يومياً كما قلصت أيضاً من تقديرات الطلب للعام المقبل بمقدار 160 ألف برميل يومياً لتكون في حدود 88 مليون برميل يومياً. وفيما يتعلق بتحركات الأسعار ما زال سعر النفط الخام يحوم حول مستوي ال 80 دولار للبرميل وإن كان بفارق طفيف بعد تجاوز ذلك المستوى يوم الأربعاء في ظل الانخفاضات الضخمة المسجلة لمستويات المخزون الأمريكية.