تصاعدت في الفترة الأخيرة العديد من عمليات القتل و إشعال مقرات النفط والغاز والحروب الأهلية في ليبيا، وعدم ثبات الحالة الأمنية، ومنذ 13يوليو الماضي تشهد العاصمة طرابلس اشتباكات متقطعة بين قوات حفظ أمن واستقرار ليبيا، المكونة من غرفة عمليات ثوار ليبيا وثوار سابقين من مدينة مصراتة (شمال غرب) وبين كتائب القعقاع و"الصواعق" و"المدني" المتمركزة في مطار طرابلس الدولي والقادمة من بلدة الزنتان (شمال غرب)، من أجل السيطرة على مطار طرابلس الدولي. السلطات الليبية من جانبها طالبت مصر بسرعة إجلاء المصريين العالقين بمنفذ رأس جدير الحدودي بين ليبيا وتونس بعد تصاعد الاشتباكات وإصرار السلطات التونسية على إغلاق المنفذ الحدودي لتنظيم إجراءات الدخول لأراضيها. وأجلت الحكومة المصرية رعاياها في ليبيا عن طريق الحدود مع تونس، لعدم وجود قنصلية مصرية في ليبيا. إتحاد العمال يؤمن عودة المصريين جبالي المراغي رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر بحث مع سعد الصادق رئيس الاتحاد الوطني لعمال ليبيا أوضاع العمالة المصرية في ظل الإحداث الدائرة في ليبيا وتم الاتفاق على تسهيل إجراءات عودة المصريين. كما أجرى المراغى، اتصالا هاتفيا مع إسماعيل السحباني، رئيس الاتحاد التونسي للشغل لتشكيل لجنة لاستقبال العمالة المصرية وتسهيل إجراءات مغادرتها عن طريق تونس. الهروب إلى تونس المتحدث باسم الداخلية الليبية رامي كعال قال في تصريحات صحفية لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن أعداد المصريين تتزايد يوميا عند المنفذ ورحلات الطيران المصرية غير كافية لاستيعاب جميع المصريين. وتابع، إن قوات الأمن الليبية أطلقت النار في الهواء جراء محاولة عدد من العالقين عند المنفذ اقتحامه مرة أخرى، ما أدى إلى إصابة شخصين مصريين حالتهما الصحية مستقرة الآن، مشيرا إلى قيام السلطات التونسية بإغلاق منفذ رأس جدير مؤقتا من أجل تنظيم إجراءات الدخول لأراضيها. وكانت تونس قد طالبت المصريين الراغبين في دخول أراضيها بإثبات جوازاتهم والدخول بشكل رسمي حتى لا تصبح أراضيها مناطق إقامة ولجوء وإنما نقطة عبور فقط. وعند تجمع أعداد كبيرة من المصريين علي الحدود التونسية أطلقت قوات حرس الحدود أعيرة نارية في الهواء وقنابل غاز مسيل للدموع لمنع مئات المصريين من دخول الأراضي التونسية بعد أن حاولوا عبور البوابات الحدودية بالقوة، مما أدي لحالة من الفوضى وقيل إن العشرات قد قتلوا، بينما نفت الخارجية المصرية وجود أي قتلي في صفوف المصريين. العائدون: مندوب الخارجية وصفنا بالبهائم وقال محمد ممدوح عامل نجارة واحد العائدين من ليبيا أنه سافر رغبة في زواج أخواته البنات الثمانية، فكان يعمل في مدينة طرابلس. وتابعه في حديثه لشبكة الأعلام العربية "محيط"، إن المصريون مرعوبون من الأوضاع في ليبيا، وكل يوم يتعرضون للسرقة و الضرب في الشوارع، وهناك تحيزا إلى الشخص الليبي في أقسام الشرطة على حساب المصري، إذا ابلغ عن حادثة ضرب أو سرقة. وعن كيفية وصوله لمصر، قال انه استقل أول طائرة أرسلتها الخارجية، ولكنه عانى من سوء معاملة مندوب الخارجية المصري لهم، حيث لا تختلف معاملته عن معاملة أهالي ليبيا، فكان يصفهم بالحيوانات والبهائم، لافتا إلى أن المصريين يتعرضون إلى الإهانات والقتل من قبل القوات التونسية والليبية على حدود البلدين. الإجلاء بدون مقابل ومن جانبه قال حسام كمال وزير الطيران المدني بمصر، إن الوزارة بدأت مساء الأربعاء الماضي، أولى رحلاتها لإجلاء النازحين المصريين من ليبيا نتيجة الأحداث هناك، موضحا أن رحلات الطيران ستهبط في مطار "جربا" في تونس لنقل المصريين، بعد عبورهم الحدود التونسية براً. وأضاف إن شركة مصر للطيران تنقل العائدين، بالاتفاق مع وزارة الخارجية، ولم نطلب من أي راكب سداد ثم التذاكر كشرط لإعادتهم أو تدوين تعهد بسداد القيمة المالية فور العودة؛ لأن دورنا فقط تنظيم الرحلات، وتوفير أي عدد من الرحلات للعائدين. وأشار إلى أن هناك تنسيقا مع وزارة الخارجية، لتنظيم رحلات أخري، لإعادة المصريين العالقين بين الحدود الليبية والتونسية فور وصولهم إلى تونس، لافتا إلى أن هناك جسراً جوياً لنقل نحو 2500 إلى 3000 مصري إلى أرض.