للمرة الأولى بعد مرور 30 عاما على الثورة، وتزامنا مع حملة خامنئي الرامية لانتخاب أحمدي نجاد، أصدر خامنئي قرارا بالسماح ببث آذان أهل السنه " الآذان الشيعي يضيف جملة أشهد أن على ولى الله" فى وسائل الإعلام المحلية لمنطقة كردستان. فقد كان ممنوعا منذ استقرار النظام الإسلامي فى إيران وحتى الأن، إطلاق الآذان السني "الذى يمثل مذهب الغالبية فى كردستان" عبر الإذاعات المحلية، وكان الملايين من الأكراد فى المحافظة مجبرون على سماع آذان " مذهب ولاية الفقيه" الذي لم يرد به نص نبوي ويتعارض مع النص المعمول به في العهد النبوي والخلفاء الراشدين حتي الآن .
وقد أعلن خامنئي هذا القرار، ومدح الحكومة الحالية لدعمها أحمدي نجاد كأنسب مرشح لانتخابات الرئاسة. كذا وفى إطار حملته على المرشحين الأخرين، فقد وصفهم خامنئي بالعاملين على إرباك الرأى العام، وقال: : "يطرح المرشحون احيانا قضايا مناقضة للواقع حول اوضاع البلاد والقضايا الاقتصادية تبعث القلق لدى المواطنين وليس بامکان الانسان ان يصدق بان يکون اثارة نسب کل هذه القضايا المتناقضة من منطلق الصدق والصفاء، وأن أقوال بعض المرشحين هى افتراءات محضة.
وتابع: على المرشحين المحترمين توخي الدقة بان لا يعملوا على ارباك أذهان الرأي العام بالکثير من التصريحات التي لا يتطابق معظمها مع الواقع".
وأضاف خامنئي فى إطار تمجيده لحكومة أحمدي نجاد: " اليوم وبخلاف عهد الطاغوت، تتجول الحكومة فى المحافظات والمدن المختلفة فى البلاد، وكذلك الناس فى المناطق النائية، يشهدون حضور رئيس الجمهورية ووزارئه والمسؤولين الآخرين".
ثم شرع خامنئي فى تأييد إدعاءات نجاد، وأضاف: " انتخبوا الشخص الذي يعرف الداء ومشاکل الشعب ويشعر بمعاناتهم, ان يکون بين افراد الشعب وحميميا معهم، وان يعيش هو واسرته واقرباؤه حياة بسيطة بعيدة عن الفساد والاسراف والحياة الباذخة، ذلک لان توجه المسؤولين نحو حياة البذخ والترف يعتبر آفة کبرى. فالمسؤولون المبذرون أو أقاربهم لا يمكنهم تقديم المساعدة للشعب فى هذا المجال".
لكن خامنئي لم يتطرق إلى قرارات الإعدام للمئات من الناشطين السياسيين والمدنيين، ووفاة المئات من التجار والحمالين، أو تعذيب الطالب" ابراهيم لطف الهي" حتى الموت ...
وحتى الأن لم تتوقف الأحكام بالسجن 30 عاما والتغريب الكفيلة بتوضيح الواقع، أو الدفاع عن اللغة الأم، وآلاف النماذج الأخرى التى هى منجزات حكومة أحمدي نجاد للأكراد، وكأن هذه المسائل لا تتعلق بالأكراد.
ثم أشار خامنئي فى كلمته إلى خدمات النظام الإيراني ودور الجمهورية الإسلامية فى تعليم الشعب، وأوضح أن أكثر من 40 الف طالب كردي مشغولون بتحصيل العلوم فى جامعات ايران. كذا أشار خامنئي إلى دور العملاء فى مواجهة كفاح تحرير الشعب، وشدد فى كلمته على استمرار سياسة العملاء فى المنطقة.
وبينما أعرب خامنئي عن شكره العميق للناس على استقبالهم الحافل له أثناء زيارته للمحافظة، قامت قوات النظام بإجبارهم فى منطقة سنندج على الخروج من منازلهم حتى يستقبلوا خامنئي، هذه القوات هى الباسيج والجيش الذين أرسلوا من محافظات کرماشان، همدان، ايلام، لرستان، تهران و آذربايجان إلى مدينة سنندج.
ومع وجود جميع هذه الإحتياطات الأمنية للنظام، بخلاف الأشخاص الذين اصطفاهم النظام لنفسه، فلم يحضر أى شخص آخر.
يقال أن مدينة سنندج تحولت منذ أسبوعين إلى ثكنة عسكرية كاملة، وسيطرت التدابير الأمنية المشددة على المدينة، وانتشرت الهليکوپتر الحربية, الدبابات، والمدافع بعيدة المدينة فى شوارع المدينة، وكأن خامنئي فى زيارة إلى قيادة العمليات الحربية على الجبهة.
-------------- * من يريد الاطلاع علي النص الاصلي للمقالة : http://www.mihan.net/y/1388/02/Mihan-02-12.htm#09 --------------
ترجمة :محمد مصطفى بناية مترجم وباحث فى الشأن الإيراني