تكثر الأسئلة مع حلول شهر رمضان عن الغذاء الصحي الملائم للصائم، وأفضل طريقة لتناول الطعام، وتتباين إجابات الخبراء حولها، ويتبني إبراهيم بدوى الأستاذ بقسم التغذية وعلوم الأطعمة بشعبة الصناعات الغذائية بالمركز القومي للبحوث الإجابة على تلك الأسئلة طبقاً لما ورد في السنة النبوية. وصرح بدوي بأنه توجد أربعة أحاديث قالها الرسول (محمد خاتم الأنبياء) منذ مئات السنين، أثبت العلم الحديث أنها أفضل دليل للتغذية في رمضان، كما أن السلوك النبوي الشريف بالإفطار على مرحلتين هم من أفضل النصائح التي يمكن تقديمها للصائم، طبقاً لما ذكرته وكالة "الأناضول". الأحاديث الخمسة: - "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر"، ويقول عنه بدوي: "التعجيل بالإفطار له آثار صحية ونفسية هامة، فالصائم يكون في ذلك الوقت بحاجة ماسة إلى ما يعوضه عما فقد من ماء وطاقة أثناء النهار". وأضاف أن التأخير في الإفطار يزيد من انخفاض سكر الدم، مما يؤدي إلى شعور بالهبوط والإعياء العام وفي ذلك تعذيب نفسي لا طائل منه، ولا ترضاه الشريعة السمحاء. - إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، وعن أنس رضي الله عنه قال "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفطر قبل أن يصلي على رطيبات، فإن لم تكن رطيبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من الماء"، وعن هذا الحديث يؤكد بدوي أن الصائم عند الإفطار بحاجة إلى مصدر سكري سريع يدفع عنه الجوع، مثلما هو بحاجة إلى الماء، والإفطار على التمر والماء يحقق الهدفين وهما دفع الجوع والعطش. وأوضح بدوي أن المعدة والأمعاء الخالية تستطيع امتصاص المواد السكرية بسرعة كبيرة، كما يحتوي الرطب والتمر على كمية من الألياف التي تقي من الإمساك، وتعطي الإنسان شعوراً بالامتلاء فلا يكثر الصائم من تناول الطعام. - "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يغضب"، وشرح بدوي هذا الحديث قائلاً: "من المعلوم أن الغضب يزيد من إفراز هرمون (الأدرينالين) في الجسم بمقدار كبير، وإذا حدث ذلك في أول الصيام (أي أثناء هضم الطعام) فقد يضطرب الهضم ويسوء الامتصاص، وإذا حدث أثناء النهار تحول شيء من (الجليكوجين) في الكبد إلى سكر الجلوكوز ليمد الجسم بطاقة تدفعه للشجار، وهي بالطبع طاقة ضائعة". وأضاف أن ارتفاع "الأدرينالين" قد يؤدي إلى حدوث نوبة ذبحة صدرية عند المصابين بهذا المرض ، كما أن التعرض المتكرر للضغوط النفسية يزيد من تشكل النوع الضار من الكوليسترول، وهو أحد الأسباب الرئيسية لتصلب الشرايين. - قال رسول صلى الله عليه وسلم "ما تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور"، واقتداءً بهذا الحديث النبوي، يحذر بدوي من إهمال وجبة السحور، وهو سلوك انتشر هذه الأيام، مؤكداً أن تناول السحور يفيد في منع حدوث الإعياء والصداع أثناء نهار رمضان، ويخفف من الشعور بالعطش الشديد. وينصح بدوي بإحتواء طعام السحور على أغذية سهلة الهضم كاللبن الزبادي والعسل والفواكه وغيرها. - "السلوك النبوي بالإفطار على مرحلتين"، حيث تنقل كتب السيرة النبوية أن الرسول كان يعجل بفطره على تمرات أو ماء، ثم يعجل بصلاة المغرب ويقدمها على إكمال طعام إفطاره. ويفيد بدوي: "في ذلك حكمة نبوية رائعة فتناول شيء من التمر والماء ينبه المعدة تنبيهاً حقيقياً، وخلال فترة الصلاة تقوم المعدة بامتصاص المادة السكرية والماء، ويزول الشعور بالعطش والجوع، ويعود الصائم بعد الصلاة إلى إكمال إفطاره". ويضيف أنه من المعروف أن تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة وبسرعة قد يؤدي إلى انتفاخ المعدة وحدوث تلبك معوي وعسر هضم.