ثلاث وسبعون ألف قتيل كل عام.. ألا تخجلون؟ سامح مكرم عبيد عدد ضحايا حوادث الطرق في مصر وصل إلي 73 ألف قتيل في سنة 2007 طبقاً لما أعلنه د. زكريا عزمي في مجلس الشعب قبل بضعة أيام وطبقاً لما نشر في الجرائد الحكومية بزيادة 30 ألف قتيل عن سنة 2006 طبقاً لبعض التقديرات أي بمعدل زيادة 70%، أرقام مفزعة ولكنها لم تفزع الحكومة مع أنها تعني 200 قتيل كل يوم أو 1000 قتيل كل خسمة أيام، نفس عدد ضحايا العبارة الشهيرة كل 5 أيام أو بمعني آخر تكرر مصيبة العبارة كل يوم أحد وخميس من كل أسبوع . أرقام مرعبة أرقام محزنة أرقام مخزية خاصة إن تم مقارنتها بمعدل الوفيات في الحروب المختلفة في العقود الخمسة الأخيرة، في حرب فيتنام »1964 1973« بلغت »58« ألفاً والحرب العراقية بعد الغزو الأمريكي »2003 2007« بلغت »53« ألفاً أما الحرب الأهلية اللبنانية »1975 1990« بلغت 150 ألفاً بمعدل عدد قتلي يومي في كل هذه الحروب الدامية 90 قتيلاً يومياً أي أقل من نصف عدد القتلي اليومي في شوارعنا المحروسة، مع الفارق أن هؤلاء ضحايا في ساحات قتال دامية أما المصري كل ذنبه هو رغبة في الانتقال من بيته الي عمله في بلد يسوده الأمن والأمان. والمصيبة أن هذه أعداد سنوية وليست تراكمية أي أعداد القتلي في خلال عامي 2006 و2007 بلغت »116« ألفاً أما عن أعداد الضحايا في خلال العشر سنوات الأخيرة ليس متوافراً ولكنه قد يقدر بما يزيد علي »300« ألف قتيل مصيبة بأي مقياس قومي أو إقليمي أو دولي مصيبة، جريمة، خيانة، »300« ألف عائلة تفقد أباً أو أماً أو ولداً، »300« ألف عائلة حزينة محطمة، منكسرة، كارهة للنظام وللدولة »300« ألف أسرة أو »5.1« مليون مصري يري أن الدولة لم تقم بواجبها في حمايتهم، »5. 1 « مليون مواطن يشعر بعدم الولاء وعدم الانتماء.
ما الحل؟ الحل من وجهة نظر الحكومة وبعض النواب في تعديل قانون المرور والحقيقة أن تعديل قانون المرور هو الشماعة المعتادة لتعليق أخفاقاتنا المتتالية كشماعة الشبورة أو شماعة السرعة الجنونية أو شماعة اختلال عجلة القيادة وكل هذه السخافات التي تطل علينا من حادث أليم إلي حادث أليم آخر. العيب ليس في قانون المرور الحالي لأن أبواب العقاب والردع به كافية ولكن العيب الحقيقي هو في تطبيق القانون فقانون المرور الحالي يعاقب بالحبس مدة لا تزيد علي ثلاثة أشهر وبالغرامة في حالة قيادة مركبة آلية بسرعة تتجاوز الحد الأقصي أو غير مرخص بها او كانت رخصتها قد انتهت مدتها أو سحبت رخصتها أو لوحتها المعدنية أو بدون رخصة قيادة أو برخصة قيادة لا تجيز قيادتها أو برخصة انتهي أجلها أو تقرر سحبها أو إيقاف سريانها أو مركبة خالية من الفرامل أو تعمده تعطيل المرور، أما من قاد مركبة وهو تحت تأثير مخدر او مسكر فيعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تزيد علي سنة. ويتم سحب رخصة القيادة لمدة لا تقل عن شهر ولا تزيد علي شهرين »وفي حالة التكرار في خلال سنة من تاريخ ارتكاب المخالفة تلغي رخصة القيادة لمدة سنة كاملة« عقوبة للأفعال التالية: 1 السماح بوجود ركاب علي الأجزاء الخارجية للمركبة. 2 قيادة المركبة ليلاً بدون استعمال الأنوار الأمامية. 3 استعمال الأنوار المبهرة للبصر. 4 وقوف المركبة ليلاً في الطريق في الأماكن غير المضاءة. 5 ترك المركبة بالطريق بحالة ينجم عنها تعرض حياة الغير أو أمواله للخطر أو تعطيل حركة المرور أو إعاقتها. 6 عدم اتباع قائد المركبة لاشارات المرور. 7 عدم التزام قائد المركبة الجانب الأيمن من نهر الطريق. 8 قيادة مركبة آلية بسرعة تجاوز الحد الأقصي للسرعة المقررة أو بطريقة تعرض الأرواح أو الممتلكات للخطر. 9 قيادة مركبة آلية غير مرخص بها او كانت رخصتها قد انتهت مدتها أو سحبت رخصتها أو لوحاتها المعدنية. 10 قيادة مركبة آلية خالية من الفرامل. 11 قيادة مركبة برخصة قيادة لا تجيز قيادتها. 12 تعمد قائد المركبة تعطيل حركة المرور. 13 استعمال أجهزة التنبيه علي وجه مخالف. 14 اعتداء قائد المركبة علي رجال المرور. 15 استعمال المركبة في مواكب خاصة. 16 مخالفة مركبات النقل لشروط وزن الحمولة. 17 السير في عكس اتجاه حركة المرور بالطرق. 18 تلويث الطريق بإلقاء أية فضلات أو مخلفات بناء أو أية أشياء أخري، وكل من قاد مركبة في الطريق تصدر أصواتاً مزعجة أو ينبعث منها دخان كثيف أو رائحة كريهة أو يتطاير من حمولتها أو يسيل منها مواد قابلة للاشتعال أو مضرة بالصحة العامة أو مؤثرة علي صحة الطريق للمرور أو يتساقط من حمولتها ما ينال من سلامة الطريق أو يشكل خطراً أو ايذاء لمستعمليه. أي أن كل الأفعال الضارة التي نراها جهاراً نهاراً في شوارعنا يعاقب عليها القانون ولكن القانون لا يطبق والحل ببساطة شديدة، دون فلسفة هو تطبيق ما لدينا في القانون الحالي بكل صرامة وجدية واستمرارية أي كل ساعة من كل يوم وكل سنة الي أن يتم القضاء علي هذه المصيبة. أرجوكم وأتوسل اليكم لا أضاعة للوقت في تعديل قانون المرور بل اهتموا بتطبيق القانون الحالي لأن كل يوم يمر يضاف »200« قتيل الي آلاف الذين قتلتهم مصر في السنوات العشر الأخيرة. عن صحيفة الوفد المصرية 13/4/2008