دعا الدكتور عبد الله حمد محارب، مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم " الألكسو "، في افتتاح الاجتماع التاسع للجنة الخبراء العرب في التراث الثقافي والطبيعي، الذي تستضيفه دولة الكويت يومي 10 و11 يونيو 2014، إلى وضع استراتيجية مشتركة للحفاظ على التراث العربي. ووفقا لبيان المنظمة ، أكد الدكتور محارب على أن دور المنظمة يرتكز بالأساس على الدفاع عن القضايا الإنسانية في المجالات الثقافية والتربوية والعلمية وتوعية المواطن العربي بأهمية التراث بغض النظر عن انتماءاته الإيديولوجية والسياسية. وأبرز أن المنظمة تسعى، بالتنسيق مع لجانها الوطنية الموزّعة على إحدى وعشرين دولة، إلى تقديم تصورات وحلول للنهوض بالمنظومة الثقافية والتربوية بالدول العربية بعد تشخيص الأوضاع فيها، وذلك بعيدا عن التجاذبات والخلافات السياسية. ودعا مدير عام الألكسو، في هذا الصدد، إلى مزيد التنسيق ودعم الجهود المشتركة بين مختلف الهياكل والمؤسسات والمنظمات التي تعنى بالتراث العربي لإيجاد السبل العملية الكفيلة بالحفاظ عليه من الاندثار والتلاشي، لا سيما في ظل المتغيرات المجتمعية الراهنة. وبيّن أهمية توحيد الأهداف والأفكار لوضع استراتيجية مشتركة تدعم منزلة التراث بمختلف أشكاله في الدول العربية، مشيرا إلى توجه المنظمة حاليا إلى إدراج عدد من المواقع الأثرية العربية في قائمة التراث العالمي لليونسكو، على غرار مواقع خور دبي، وجدّة الأثرية، وإربيل بالعراق، وبتير بفلسطين. كما شدد الدكتور محارب بالمناسبة على ضرورة متابعة تداعيات الأوضاع في القدس والأراضي المحتلة على المنظومة التراثية بالمنطقة، معربا عن استيائه في هذا الصدد من الانتهاكات التي مست بعض المكونات التراثية في عدد من المدن المصرية والمحافظات السورية خلال الأحداث الأخيرة. ومن جهته توجه المهندس علي اليوحة، أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بالشكر إلى الدكتور عبد الله حمد محارب لنجاحه في تطوير أداء منظمة الألكسو وتحسين مردودها ودعم إشعاعها، مشيرا إلى ما تقوم به من أعمال جليلة وجهود حثيثة في نسج علاقات شراكة متينة وواسعة مع شبكة كبرى من المنظمات الإقليمية والدولية، وكسب صداقات تعزز صورة الأمة العربية والإسلامية، فضلا عن إسهامها في خدمة القضايا الإنسانية عبر التحرك النشيط داخل المؤسسات الأممية والمنظمات الحكومية الفاعلة على الساحة الدولية . كما بين الدكتور يوحة أن تنظيم الدورة التاسعة لاجتماع لجنة الخبراء العرب في التراث الثقافي والطبيعي يندرج في سياق اهتمام دولة الكويت المستمر بدعم العمل العربي المشترك، ملاحظا أن من أبرز أهداف هذا الاجتماع توحيد المواقف العربية وتدارس وضع المواقع العربية الثقافية والطبيعية المطروحة على لجنة التراث العالمي في دورته ال (38) المزمع إقامتها في منتصف شهر يونيو 2014 بدولة قطر، إلى جانب دعم إدراج هذه المواقع على قائمة التراث العالمي، وكذلك التباحث في ملف القدس والنظر في السبل الكفيلة لحماية الآثار الإسلامية الفريدة في الأراضي المحتلة. وبدوره أكد الأستاذ عبد اللطيف البعيجان، أمين عام اللجنة الوطنية الكويتية للتربية والثقافة والعلوم، أن اللجنة الوطنية جزء من هذه المنظومة وشريك مع الألكسو والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في البحث عن سبل صيانة التراث الثقافي والطبيعي وحمايته، مشددا على أن هذا الأمر يتطلب مضاعفة الجهود، للوصول إلى الأهداف المرجوة. وأوضح الأستاذ البعيجان أن خطة العمل في مجال الحفاظ على التراث ترتكز على مستويين مهمّين، هما التعليم والإعلام، حيث يجب تضمين مناهج التربية والتعليم قيما ودروسا لتوعية الطلبة في مختلف المراحل الدراسية والعمرية بأهمية التراث الإنساني الثقافي والطبيعي، والعمل أيضا على توسيع التوعية الإعلامية وانخراط مؤسسات المجتمع المدني في هذا المجال.