تل أبيب: أكدت دراسة اسرائيلية إن المطالب التركية من إسرائيل لحل الأزمة "غير معقولة"، والاعتذار لن يغير السياسة المعادية لإسرائيل التي يقودها التيار الإسلامي بقيادة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان. وطالبت الدراسة،التي أصدرها معهد "بيجن السادات" للدراسات الإستراتيجية في تل أبيب حول الأزمة في العلاقات التركية الإسرائيلية،الحكومة الإسرائيلية بالانتقال من مرحلة الدفاع عن نفسها، إلى مرحلة الهجوم على تركيا، لأن السياسة الحالية لتل أبيب تجاه أنقرة، تعبر عن ضعف. وذكرت الدراسة إنه داخل الحكومة الإسرائيلية يوجد نقاش حول المطالب التركية، مشيرة الى إن المطالب التركية من تل أبيب غير معقولة. واشارت الدراسة إلى أن تقرير بالمر، رئيس لجنة التحقيق الخاصة من قبل الأممالمتحدة خلص إلى النتيجة بأن الإجراءات الإسرائيلية ضد السفينة التركية في مايو/آيار من العام الماضي كانت قانونية، كما أن الأتراك الذين كانوا على متن السفينة هم مجموعة من الإرهابيين الذين قاوموا بعنف غير مسبوق جنود البحرية الإسرائيلية. ولفتت الدراسة إلى ان وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك، على حق، عندما أعلن عن موافقته على الرضوخ للمطالب التركية، مبررا ذلك بأن مجرد الاعتذار سيؤدي إلى ترميم العلاقات الإسرائيلية التركية، والتي تعتبر في غاية الأهمية. واستطردت الدراسة أن العلاقات الجيدة مع تركيا هي في الواقع قيمة جدا، ولكن الوضع الذي كان قائما من غير المحتمل أن يعود في المستقبل القريب، ذلك أن التدهور في العلاقات ليس ناتجا من السياسات الإسرائيلية في الساحة العربية أو في مكان آخر، أنما مرده إعادة تقييم رئيسية في السياسة الخارجية التركية في ظل حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم. وقالت الدراسة أن النصر الانتخابي الأخير لحزب العدالة والتنمية من شأنه تعزيز التخلي عن السياسة الخارجية التركية التقليدية الموالية للغرب. وفي المقابل، فإن حزب العدالة والتنمية يبتعد عن الغرب، ويريد تحسين العلاقات مع الجيران المسلمين، ويملك طموحات لقيادة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، علاوة على ذلك، فقد انضمت أنقرة إلى القوى الإسلامية الراديكالية في الشرق الأوسط، ووقفت إلى جانب إيران، والإخوان المسلمين في مصر، حماس في غزة، وحزب الله في لبنان. وترى الدراسة إنه في إطار السياسة الخارجية التركية الجديدة، باتت العلاقات الجيدة مع إسرائيل تشكل عبئا على أنقرة، وبات الابتعاد التركي عن الدولة العبرية، وفق المنطق التركي الجديد، أداة لتجاوز الشكوك التاريخية بين العرب والأتراك تجاه الشيعة، وفي هذا الإطار. وذكرت الدراسة "انه لا يكاد يمر يوما تقريبا دون أن تتعرض إسرائيل أو اليهود لانتقادات لاذعة من أردوجان، النابعة في ما هي نابعة من معتقداته ومن محاولاته لإرضاء العالم الإسلامي، المشبع بالمشاعر المعادية للسامية ولإسرائيل". وبالتالي، فإن الاعتذار الإسرائيلي غير المبرر لن يرمم العلاقات، وتركيا لم تعد مهتمة في الشراكة الإستراتيجية مع إسرائيل، وسيتم استخدام مثل هذا الاعتذار لإذلال الدولة العبرية وتعزيز موقف رئيس الوزراء التركي كبطل ضد إسرائيل، ويُفسّر إحجام إسرائيل عن الدخول في مبارزة كلامية مع أردوغان على أنه ضعف. وزادت الدراسة أن العروض الأمريكية على القيادة التركية لا ترتقي إلى مستوى التطلعات في أنقرة، وبالتالي فإنها تحاول إضعاف حليفة أمريكا الرئيسية، إسرائيل، كما أن الأتراك يستغلون بشكل جيد التوتر الحاصل في العلاقات بين تل أبيب وواشنطن. وتقترح الدراسة على حكومة نتنياهو اختراق الرأي العام في تركيا، ذلك أن هناك قطاعات واسعة من الأتراك لم تصوت لأردوجان في الانتخابات الأخيرة، بسبب كرهها للتوجهات الإسلامية، ولا يمكن التقليل من التعاطف مع إسرائيل من قبل المثقفين والنخب التجارية والعسكرية، على الرغم من إن هذه الفئات لا تملك النفوذ السياسي الكبير في الوقت الحاضر.