قال خبراء بقطاع الكهرباء والطاقة: "أن مشروع توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في الصحراء الإفريقية المعروف باسم "ديزرتك"، بات مهددا بالفشل بعد انسحاب شركتين من كبريات الشركات الألمانية من المشروع. وتشير تقارير لخبراء الطاقة بقطاع الكهرباء حول هذا الموضوع أن المشروع الذي تصل تكلفته الاستثمارية حوالي 400 مليار يورو أصبح محفوفا بالمخاطر في ظل تصاعد المشكلات التى تعانى منها دول الربيع العربي بعد سلسلة الثورات والقلق الأوروبي من المجازفة بالاستثمارات الباهظة فى ظل مناخ مضطرب.
وصدرت هذه التقارير حول هذا الموضوع بعد أن أعلنت شركة بوش الألمانية للصناعات التكنولوجية الانسحاب من مشروع "ديزرتك" للطاقات المتجددة انطلاقا من صحارى عدد من الدول العربية.
وتعد شركة "بوش" من أكبر الشركات التى كانت ستشارك في هذا المشروع نظرا لتكنولوجياتها العالية في هذا المجال و تعد ثاني شركة تنسحب من المشروع الذي يطلق عليه مشروع اتحاد الشركات (الكونسورتيوم) بعد انسحاب شركة "سيمنس" الألمانية.
ويستهدف مشروع "ديزرتك" إقامة محطات طاقة شمسية عملاقة مستغلة امتداد الصحراء الإفريقية الكبيرة وطول فترات سطوع الشمس لتوليد الكهرباء، وبالتالي تصديرها إلى أوروبا عبر كابلات بحرية لتعويض النقص في الطاقة في الدول الأوربية، وبالتالي استفادة الدول الإفريقية من هذا المشروع ناتج التصدير ومنها مصر، و هذا الأمر كونه محل اهتمام مجموعة دول الاتحاد الأوروبي جعلها تتبنى هذا المشروع وتعطيه اهتماما كبيرا بل ودعمت بعض مشروعات الطاقة الشمسية والتي بدأتها مصر وخصصت الحكومة المصرية في عهد الرئيس السابق مساحات شاسعة من الأراضي لإقامة مثل هذه المشروعات مستقبلا.
ويعزى الخبراء انسحاب الشركات من المشروع إلى الأحوال الاقتصادية التى لا تسمح باستمرارها في المشاركة" مشيرين في هذا الصدد إلى إغلاق بعض الشركات أنشطتها الخاسرة للطاقة الشمسية في إطار مساع لتحسين الربحية.
وكان (كونسورتيوم ديزرتك) قد تأسس عام 2009 بالتزامن مع مشروع الشمس المتوسطية بين ألمانيا ومصر الذي كان يرعاه رئيسا البلدين في ذلك الوقت ويتوقع من "ديزرتك" أن تستورد أوروبا من خلاله 20% من استهلاكها من الكهرباء من مشروعات للطاقة الشمسية وطاقة الرياح فى شمال إفريقيا والشرق الأوسط بحلول عام 2050.
ومن المخطط أن يتسع المشروع ليغطي نحو 17 ألف كيلومتر مربع، أي أكبر من نصف مساحة بلجيكا، وأن تولد "ديزرتك" 1064 تيراوات في الساعة، وهي كمية كافية لتوفير احتياجات ألمانيا بالكامل من الكهرباء لمدة عامين.
وتمتلك مصر محطة الكريمات الشمسية التى تعتبر واحدة من 4 مشروعات رائدة على مستوى العالم وساهم مرفق البيئة العالمي فيها بمنحة تبلغ 50 مليون دولار مساهمة منه في خطة قطاع الكهرباء والطاقة لتنمية استغلال الطاقات المتجددة باعتبارها طاقات غير ناضبة وصديقة البيئة.
وتأتى هذه المحطة في إطار سعى مصر لمواكبة التطور في استخدامات مصادر الطاقة الطبيعية بعيدا عن المخاطر النووية والنظر بجدية إلى استخدامات الطاقة الشمسية على اعتبار أن مصر ضمن دول الحزام الشمسي الذي تعتبر الدول الأوروبية بعيدة عنه.
وقد بدأت محطة الكريمات الشمسية العمل على نطاق تجارى بعد سلسلة من تجارب تشغيل خلال الفترة الماضية لإنتاج 140 ميجاوات باستثمارات إجمالية تبلغ ملياري جنيه ويستمر العمل في المحطة على مدار اليوم ويضاف إنتاجها إلى الشبكة القومية لخدمة مشروعات التنمية ومواكبة التطور في الأحمال الكهربائية التى تحتاجها مصر خلال المرحلة الحالية. مواد متعلقة: 1. توفيرا للكهرباء..إنشاء مشروع «الطاقة الشمسية ومياه البحر» بسفاجا 2. «قنديل»: نسعى لزيادة توليد الطاقة الشمسية بالوادي الجديد 3. السخانات الشمسية "إجباري" في "الشيخ زايد"