مع بدء انتقال مصر من فوضى ما قبل الانتخابات إلى فتح أبواب الاقتراع أمام الشعب المصري لتحديد مصيره ومستقبله، انتفضت جميع المؤسسات الدينية في مصر دار الإفتاء ووزارة الأوقاف ومشيخة الأزهر ومشيخة الطرق الصوفية ونقابة الدعاة، مطالبين المصريين بالخروج للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية. دار الإفتاء اشتعلت الحرب الانتخابية وظهرت دعوات المقاطعة، مما دعا الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، لنشر بيان صباح أمس السبت، حث فيه الشعب المصري على المشاركة بقوة وإيجابية في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مراعاة لمصلحة البلاد واستقرارها. وقال المفتي لجموع الشعب المصري "مصر تناديكم فلبوا نداء الوطن بأمانة ومسؤولية"، مؤكداً أن المشاركة في الانتخابات مسئولية جسيمة تقع على المواطنين تجاه بلدهم ووطنهم، لا ينبغي لهم تجاهلها أو إدارة ظهورهم لها. وطالب مفتي الجهورية، المصريين أن يتكاتفوا ويتعاملوا بإيجابية مع هذه الاستحقاقات الانتخابية المهمة، وأن يحكِّم كل مواطن ضميره ويختار من تتوافر فيه شروط القيادة والقدرة على إدارة شئون البلاد والعباد، والالتزام بما ستسفر عنه نتائج هذه الانتخابات. الأزهر قال الأزهر الشريف إن "المشاركة في الاستحقاق الانتخابي للرئاسة واجب وطني، وإن ديننا الحنيف، قد حث على المشاركة في كل ما من شأنه إصلاح أمور البلاد والعباد، فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم"، محذرا شعب مصر من الفتاوى " الشاذة المتطرفة" التي تمنع من الخروج في الانتخابات الرئاسية . الأوقاف أما الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، دعا جموع الشعب المصري بالخروج في الانتخابات الرئاسية والإدلاء بأصواتهم، موجها خطابًا إلى جميع المديريات والجهات التابعة للوزارة بضرورة إتاحة الفرصة كاملة أمام جميع العاملين بالأوقاف لأداء واجبهم الوطني والخروج في الانتخابات الرئاسية. الطرق الصوفية أيضا كان للصوفية دور في الحث على المشاركة الايجابية، فقد قال عبد الهادي القصبي رئيس مشيخة الطرق الصوفية في تصريحات صحفية أمس السبت، إنه كلف وكلاء المشيخة على مستوى الجمهورية خلال اجتماعه بهم بأداء مهمتهم الوطنية وحشد المصريين للخروج للتصويت فى الانتخابات الرئاسية. وأضاف أن الخروج للتصويت بكثافة هو حائط الصد ضد محاولات زعزعة الأمن والاستقرار وضد المخططات التي نالت من بعض الدول الشقيقة والتي ينتشر فيها الآن حالة من الرعب والفزع، مؤكدا أن مصر يحفظها الله عز وجل ببركة الأولياء الصالحين وبرجالها المخلصين الذين يقدرون قيمة ترابها. نقابة الأئمة ومن جانبها، ناشدت نقابة الدعاة جموع الشعب المصري بجميع أطيافه بالخروج للإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع. وقالت في بيان لها إن هذه اللحظات حاسمة فى تاريخ مصر الحديث، وحان دور المصريين بالخروج إلى صناديق الاقتراع، واختيار من يرونه يعبر بمصر إلى شاطئ الأمان أننا في حاجة إلى عودة الأمن والاستقرار. وتابع مخاطبا المواطن: خروجك واجب وطني يجب عليك ان تلبى ندا الوطن واختار من تشاء وذلك لينعم الوطن بالامان ويقضى على العنف والإرهاب وسيل الدماء فى ربوع مصر. ومن جانبه، أكد الدكتور زكريا بكار عضو الهيئة العليا للاتحاد، أنه يجب على المصريين بعث رسالة للعالم بأن ما حدث في 30 يونيو ثورة شعبية ستنعكس على الانتخابات الرئاسية مشيرا إلى أن اختيار رئيس الجمهورية الجديد فرصة طيبة لممارسة جميع المصريين حقهم في المواطنة، لأن السلبية تهدم الوطن. ووصف الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، فتوى تحريم الخروج في الانتخابات الرئاسية، بأنه كلام منسوب من فم محروق، مؤكدا أن الأحكام الشرعية لا تكون بالأهواء لأن إصدار الحكم الشرعي له بياناته، مطالبا جميع المصريين بالخروج في الانتخابات الرئاسية، موضحاً أن موضوع الانتخابات الرئاسية أمر لا يتعلق بالأمور الفقهية آو العقائدية