قال الدكتور عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، أن أهل التصوف يؤكدون علي أهمية المشاركة الايجابية والفاعلة من كافة فئات الشعب المصري في الانتخابات الرئاسية لان صوت كل ناخب أمانة في عنقه وشهادة يجب أن يؤديها. وأضاف القصبي، في المؤتمر الذي عقدته مساء اليوم المشيحة العامة للطرق الصوفية برعاية شيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب وبالتعاون مع وزير الأوقاف الدكتور عبد الفضيل القوصي بعنوان "الصوفية والانتخابات الرئاسية"، أن الصوفيين أكدوا علي سلمية العملية الانتخابية بما يتناسب مع مكانة مصر، مطالبين باحترام شعب مصر ونتائج الانتخابات والقبول بما تقرره الصناديق باعتبارها تعكس إرادة الشعب المصري.
وأشار القصبي إلى تطلع الطرق الصوفية لانتخابات تفرز رئيسا لكل المصريين بكافة انتماءاتهم وعقائدهم الدينية والسياسية والاجتماعية.
وقال القصبي إن المشيخة تؤكد وجوب تماسك شعب مصر والسمو فوق كل خلاف، مطالبا بالمصداقية ودعم الممارسة الديمقراطية في استخدام الخطاب الإعلامي.
أكد الأستاذ الدكتور محمد مهنا، أمين عام الاتحاد العالمي للعلماء الصوفية، علي أن مؤتمر اليوم جاء للتأكيد علي قواعد التصوف ، فالتصوف يمثل تجسيد شامل لعملية الاستخلاف علي الأرض بكل مظاهرها السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، بعيدا عن ضيق الرؤية الحزبية ، أو اثر المقاعد الحكم.
وقال :”إن اجتماعنا اليوم لنذكر أنفسا بثوابت أسياسية أن وحدة الأمة والحافظ علي تماسكها هو الأساس الأول الذي يجب ألا يغيب عن عقل المصريين لحظة مهما كانت توجهاتهم ورؤيتهم فالجماعة رحمة والفرقة عذاب.
وأضاف أن فكر الاختلاف هو ركيزة أساسية في الأمة الإسلامية ، وقبول الرأي والرأي الأخر ، وهو ما يتميز به الشعب المصري علي مر تاريخها، والاختلاف سنة قرآنية ونبوية وطبيعة بشرية وسنة كونية فمن خرج عن ذلك خرج عن سنن كلها.
وأكد أن التعصب لجماعة أو فصيل او أحزاب هو دليل علي الرجعية، مشيراً إلي أن الطامة الكبرى هو أتباع الهوي والظن والظن لا يغني من الحق شيئا.
وحذر محمد مهنا من تزوير الانتخابات وشراء الأصوات، معتبرا انه تدليس الحق بالباطل، مؤكدا أن الإدلاء في الانتخابات هو واجب شرعي للدفاع عن الحق، وأن موقف الصوفية يتحدد بالمبادئ والمواقف واستعادة القيم الروحية والخلقية، وانه لا سبيل إلا باستعادة هذه القيم لنجاح وتقدم البلاد، وموقفنا يتحدد بقدر ترجمة هذه المواقف في البرامج المطروحة من قبل المرشحين.
من جانبه قال الدكتور علي جمعة ،مفتي الجمهورية ،:" أبناء مصر إلي المشاركة الايجابية في الانتخابات الرئاسية ، وانتخاب رئيس الجمهورية في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها الأمة ، والإدلاء بصوته يعتبر من باب الشهادة" وقال تعالي(ولا تكتموا الشهادة).
وطالب جمعة خلال كلمته ألقاها عنه الدكتور مجدي عاشور،" جميع القي السياسية والحزبية والدينية باحترام إرادة الشعب ونتائج الصناديق؛ لان الرئيس القادم سيكون رئيسا لجميع المصريين، وعلي جميع أنصار المرشحين باحترام حق المصريون في الاختلاف معهم فيما من يمثلهم ، وتجنب الصدام والعنف والالتزام بالسلمية والحفاظ علي الانتخابات ،وتجنب الفتنة حتي لاتسيء إلي الأمة المصرية التي يتطلع إليها العام وينظر إليها بعين الاحترام والتقدير".
شدد جمعة علي ان الجهات التنفيذية ومؤسسات الدولة عليها عبء ثقيل في المرور بالانتخابات إلي بر الأمان.
وأكد الدكتور فؤاد عبد العظيم، ممثلا عن وزير الأوقاف:" أن الأزهر سيظل المرجعية الأولي في العام الإسلامي وليس في مصر فقط، و120 ألف مسجد نؤكد علي أن مرجعيتنا الأزهر الشريف، وحصن الإسلام هو الأزهر".
وحمل عبد العظيم الشعب المصري مسئولية سلمية الانتخابات، مطالبا المصريين بالخروج إلي صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، لأن صوتهم أمانه سوف يحاسبون عليها أمام الله يوم القيامة، مؤكدا علي أن المصريين عليهم أن يختاروا رئيسا بعيدا عن الحزبية والتعصب لجماع أو فصيل لان رئيس مصر القادم هو رئيس لكل المصريين.
السيد محمود الشريف، نقيب الأشراف، من يطبق أخلاق الحبيب المصطفي رفعاه فق الرؤوس ، ونطالب الرئيس القادم بأن يكون خادما لشعبها العظيم، وان يسير بأهل مصر بسيرة العمرين" ابن الخطاب وابن عبد العزيز" وان يسير علي سيرة القائد صلاح الدين في تحرير القدس، بالعمل والعطاء لوجه الله تعالي.
وطالب نقيب الاشراف من الرئيس القادم بالعدل والإصلاح ونتجه جميعا نحو العمل المثمر، وعلي الرئيس القادم لم شمل الأمة ومكافحة الفقر والبطالة ومحاربة الأمية واستثمار الثروة البشرية وانتعاش الاقتصاد والعمل علي تأسيس علي دولة العدل والقانون، وان يكون هناك دستورا قويا يتوافق عليه أبناء الأمة والمحافظة علي دعم القوات المسلحة؛ لأنها الدرع الواقي ليس لمصر فقط بل للعالمين العربي والإسلامي. وأكد علي المجتمعين أن الرئيس يتلقي أوامر من الشعب المصري وليس من تيار أو فصيل او حزب او جماعة، مؤكدا أن وزارة الأوقاف سوف تحافظ علي الأضرحة ونحتفل بهام، وسوف نقوم بعمل الموالد .
فيما أوضح الدكتور محمد محمود أبو هاشم عمد كلية أصول الدين جامعة الأزهر مقرر المؤتمر،أن انعقاد المؤتمر جاء للتأكيد علي أن الصوفية ليس عبادة فقط بل عبادة وعمل، فهم فرسان بالنهار وعٌباد بالليل، وهناك علاقة قوية بين التصوف ورسالة الإسلام من نشر فضائل الأخلاق.
وأضاف ان الصوفية دعوة ايجابية نحو المجتمع تدعو للمشاركة في هذا الظرف التي تمر بها البلاد، ويهدف المؤتمر للعدة الامور ، أولها للخروج المصريين الي الانتخابات في هذه الظروف التي تمر بها البلاد ، اني يكون الشعب المصري حراسا للبلاد في الانتخابات ولصناديق الاقتراع ، القبول بنتيجة الانتخابات عقب اعلانها وان يلتف المصريون جول الرئيس القادم ، والأزهر الشريف هو المرجعية الدينية الأولي والكبرى في العالم الإسلامي اجمع . وأوضوح أن المؤتمر جاء للتأكيد علي المؤسسات المصرية المتمثلة في الأزهر الشريف ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف ومشيخة الطرق الصوفية ونقابة الأشراف علي قلب رجل واحد في هذه الأيام العصيبة التي مر بها.