قال نبيل فهمي وزير الخارجية المصري، إن زيارته إلى سلوفاكيا تهدف إلى مناقشة 3 محاور رئيسة، وهي "الجانب الثنائي الهادف لتطوير العلاقات بين مصر وسلوفاكيا في مجالات كثيرة وحساسة"، و" الاجتماع مع وزراء خارجية تجمع "فيشجراد"، والمكون من أربع دول تمثل وسط أوروبا، (المجر، وسلوفاكيا، والتشيك، وبولندا)، وهو الأمر الذي يمكننا من التحاور مع وزراء خارجية أربع دول في يوم واحد، بشأن التعاون بين مصر وهذه الدول، وكذلك مناقشة القضايا الهامة في منطقة الشرق الأوسط. وأضاف فهمي أن المحور الثالث يتمثل في حضور منتدى سلوفاكيا للأمن الدولي "جلوب سيك 2014"، موضحا أن هذا المؤتمر يجمع مجموعة كبيرة من المسئولين والشخصيات المهمة على مستوى وزارات الخارجية والدفاع ورؤساء الوزراء فضلا عن الخبراء والمسئولين في حلف الناتو والأكاديميين والمحللين، الذين يلعبون دورا هاما في تشكيل الرأي العام على المستوى الدولي. وأكد فهمي - في حديث خاص مع وكالة أنباء الشرق الأوسط- أهمية هذه الزيارة، مشيرا إلى أن ما تسمى بأوروبا الشرقية السابقة لم تحظ بالاهتمام الكافي من قبل مصر خلال الفترة الماضية. وبشأن التغير الذي طرأ على نظرة الدول إلى مصر، قال فهمي إن "هناك تحول جذري بالنسبة لنظرة الدول إلى مصر، موضحا أن الحديث يركز الآن على ما هو قادم، وهناك اعتراف كامل أن شعب مصر عبر عن رغبته وكذلك هناك اعتراف بوجود إرهاب وعنف في مصر وبدأ التصدي له"، لافتا إلى وجود اتفاق كامل على مواجهة هذا الإرهاب. وقال الوزير أن بعض الملاحظات التي نسمعها خلال الزيارات تتعلق بأحداث بعينها، مثل حادث وقع في مظاهرة محددة، أو قرارات محددة في مجال حقوق الإنسان تثار، موضحا أنها تثار بشكل إيجابي وهناك تقدم مستمر وتحول كبير جدا، لافتا في المقابل إلى ضرورة بذل جهد كبير يجب القيام به عن طريق التفاعل مع المجتمع الدولي. وأضاف الوزير أن زياراته الأخيرة المتعددة هي عبارة عن رسالة سياسية تهدف إلى إظهار الانتشار السياسي المصري، الذي يعكس ثقة في النفس، ويؤكد أن الساحة المصرية تشهد تطورا، وأننا انتقلنا إلى مرحلة البناء والانتشار على المستوى الدولي من خلال مواقف واقتراحات موضوعية. وتابع فهمي " أن زياراته الخارجية تهدف إلى توضيح الواقع المصري المهم الذي يتابعه العالم لتوضيح المعلومات التي تكون في بعض الأحيان غير دقيقة، وكذلك استثمار الاتفاق في وجهات النظر مع الدول بشكل مثمر". وأوضح فهمي أن القضايا الإقليمية هي أحد الأسباب المهمة لإجراء الزيارات الخارجية، لافتا إلى الأوضاع في ليبيا، والسودان، وجنوب السودان، إلى جانب فشل عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين، والأزمة السورية، والوضع الأمني في منطقة الخليج، مشيرا إلى أن جميعها قضايا حساسة وتستدعي التحاور الجاد، إلى جانب تفعيل علاقة مصر مع الدول المختلفة على الساحة الدولية شرقا وغربا، ملمحا إلى أنه بدأ التحرك والتركيز الدائم على الجانب العربي والجذور الأفريقية في انطلاقاتنا. وعن تطور مواقف الدول تجاه مصر، قال الوزير فهمي " لمست تغيرا كبيرا وتطورا على مدى العشرة أشهر الماضية"، واصفا هذا التغير "بالجوهري والجذري"، لافتا إلى جولته الحالية. وأضاف أن "هناك تطلع دولي للتعاون مع مصر والنظر إلى بناء علاقة جديدة وهناك تأييد لتنفيذ خارطة الطريق"، متابعا "معظم الملاحظات التي تواجهه لا تستند إلى حقائق في أغلب الأحوال، والبعض الآخر يحتاج بالفعل إلى توضيح وقد يحتاج البعض الآخر إلى مراجعة"، معتبرا أن هذا أمر طبيعي. وعن المقابلة التي أجراها فهمي مع رئيس جمهورية سلوفاكيا, إيفان جاشبا روفيتش، قال " لقد كان اجتماع بالغ الإيجابية لمست فيه تقدير واحترام كبير جدا لدولة مصر وتفهم كامل لطبيعة الظروف الذي تمر بها وثقة في نجاحها وكذلك الاهتمام بتحقيق هذه النجاح وقناعة تامة من قبل الرئيس بأن نجاح مصر مهم بالنسبة لاستقرار منطقة الشرق الأوسط بالكامل". وأوضح فهمي أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستؤدي إلى استقرار الأوضاع في مصر، لافتا إلى أن هذه الانتخابات تأتي عقب اتفاق أغلبية الشعب المصري على الدستور الجديد، مشيرا إلى الانتخابات البرلمانية المقبلة، مؤكدا أن كل هذه الخطوات تتحقق بناء على خارطة الطريق التي تم تحديدها والإعلان عن خطواتها. وأكد فهمي انه أوضح خلال اللقاءات الإعلامية المتعددة التي عقدها مع عدة محطات تليفزيونية أن جماعة الإخوان الارهابية مارست العنف وحاولت فرض توجهاتها على الشعب بالقوة، مشيرا إلى أنه لا توجد دولة في العالم تقبل بممارسة العنف، لافتا أن إعلان جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية جاء مؤخرا بسبب انخراطها في العنف، وقال أن "جماعة الإخوان المسلمين تضع الأيدلوجية الخاصة بها قبل انتمائها الوطني".