مع بدء موسم الامتحانات يستعد بعض الطلاب للامتحانات بتشديد المذاكرة، ومراجعة المنهج الدراسي جيدا ليكون سلاحا لهم عند الإجابة على الأسئلة، فيما يستعد البعض الآخر جيداً للغش بتجهيز الأسلحة الخاصة بذلك، التقليدية منها والمتطورة. حول موضوع الغش في الامتحانات والاستعداد لها، ولماذا يقبل الطالب على الغش؟، وهل هو راض عن نفسه؟، كان لنا الحوار التالي مع احد الطلاب اللذين اعتادوا عدم المذاكرة، ويتخذون من الغش الأساس في الإجابة على أسئلة الامتحانات. والى نص الحوار: كيف تذاكر طوال العام ؟ أذاكر قبل اقتراب موعد الامتحان بثلاثة أسابيع تقريباً. كيف تعد نفسك للامتحانات ؟ اتصل بأصدقائي لمعرفة ما هي المواد التي سنمتحن فيها، وأسأل عن الملخصات والملازم الخاصة بهذه المواد، وأعرف الأجزاء التي سنذاكرها والأجزاء المحذوفة من المنهج، وأهم الأجزاء التي ركز عليها أستاذ المادة، وبعد ذلك أبدأ بمذاكرة أسهل المواد. كيف تستعد للغش في الامتحانات؟ الغش لا يتطلب إلا الاستعداد النفسي، وتعتمد عملية الاستعداد بصفة عامة على التركيز على أهم أجزاء المنهج، وتصويرها تصغيرها، واخرج الأوراق المصغرة داخل لجنة الامتحان، بدون أى توتر، حتى لا يشك مراقب اللجنة في الطالب ويفتشه، وإذا كانت اللجنة "مشدودة" انتظر قبل انتهاء الوقت ببضع دقائق عندما يشعر المراقب بالتعب ويجلس على كرسيه واخرج الأوراق المصغرة، وإن فشل هذا، أتجه لدورة المياه وأخرج الأوراق وأحفظ ما بها من معلومات ثم أعود وأكتبها في ورقة الإجابة. هل لو ذاكرت جيداً ستشعر بحال أفضل ؟ بالطبع، لكني لا أحب المذاكرة منذ بداية العام وأبدأ المذاكرة مع اقتراب موعد الامتحانات، وحينها أشعر بأنني لا أستطيع أن أجمع كل هذا الكم من المعلومات في ذهني، وفي كل عام أقول لنفسي سأذاكر قبل الامتحانات بمدة أكبر، ولكني أفشل. كيف تقوم ب "الغش" و أنت تعلم أنه حرام، إلا يشعرك هذا بتأنيب ضمير؟ اعلم أنه حرام، ولكني لا أشعر بتأنيب الضمير، وبالعكس اشعر بالنصر بتغلبي على المراقب، وحصولي على ما أريده، ولكن عند النتيجة ومعرفتي بالنجاح، لا أشعر بمعني الفرح، وعندما يأتي أحد لتهنئتي أشعر بالإحراج والحزن في داخلي لأنه نجاح زائف لم يأت ببذل مجهود ولكنه جاء عن طريق الغش والخداع !. هل أصبح الغش هذه الأيام منهج حياة؟ بالفعل لا يقتصر الأمر على الغش في الامتحانات، بل يتجاوزه ويصل إلى حياة الفرد، فبائع اللبن يغش الناس بتزويده بالمياه، وبائع الخبز يغش بوضع الرمال وتصغير حجم الرغيف، والبناء يغش في عمله مقابل الحصول على المزيد من المال، وهناك غش يؤذى صاحبه وأخر يضر بمن حوله، فالغش في الامتحان يضر من يقوم به فإذا رآني المدرس يؤذيني ويسحب ورقتي وسأرسب في الامتحان، أم غش اللبن والخبز والبناء وغيرهم، يضر الآخرين. هل يوافق والداك على "الغش" ؟ لا يعرفان بهذا الأمر، ولو علم والدي بذلك سيؤنبني ويعاقبني، فهو يريد أن يراني في أحسن حال، وأفضل صورة. اقرأ فى هذا الملف * "محيط" تخترق عالم الغش..البروفيسور «برشامة» يعجز أمام «شغل المخابرات» * المتفوقون : الغشاشون يجبروننا علي الغش * "محيط "تكشف أسرار انتشار ظاهرة العنف بين الطلاب في المدارس * خبراء ل«محيط»: غياب القانون وسوء المنظومة التعليمية السبب وراء الغش عند الطلاب ** بداية الملف