الطلاب: المناهج لا علاقة لها بسوق العمل ولا نشعر بتأنيب الضمير .. والظاهرة وصلت إلي طلاب الدراسات العليا أكد عدد من الطلاب أنهم يستخدمون طرقاً مختلفة للغش، منها الدخول بأوراق صغيرة الحجم مكتوبة بخط اليد أو مصغرة من الكتاب المقرر أو من مذكرة المراجعة التي يشترونها من المكتبات المنتشرة خارج المجمع ثم يقومون بتصغيرها، بينما أكد بعضهم أنهم يشترونها «مصغرة جاهزة» من هذه المكتبات ليلة الامتحان لكن بسعر أعلي. ومن طرق الغش أيضاً الدخول إلي لجنة الامتحان قبل الموعد بربع أو نصف ساعة والكتابة علي الديسك أو الحائط أو الكتابة علي اليد أو الذراع أو علي المساطر والآلات الحاسبة أو علي رقم الجلوس، بالإضافة إلي التحدث مع زملائهم أثناء اللجنة، خاصة مع عدم إلزامهم بالجلوس وفقاً لأرقام جلوسهم، وبالتالي يجلس كل مجموعة أصدقاء بجوار بعضهم البعض، مما يسهل عليهم الغش عن طريق التحدث شفاهة بصوت منخفض أو استخدام الإشارات في الأسئلة الخاصة بالاختيارات أو الصواب والخطأ، أو أن ينقل الطالب من كراسة إجابة زميله الجالس أمامه أو بجواره أو الكتابة علي ورقة الأسئلة وتبادلها أو الكتابة علي المنديل. كما يلجأ بعض الطلاب إلي استخدام أوراق شفافة والكتابة عليها ولصقها علي الديسك أو وضعها داخل كراسة الإجابة بطريقة يصعب ملاحظتها. ورغم أن الجامعة أصدرت قراراً بمنع دخول الموبايلات إلي اللجان، إلا أن الطلاب أكدوا أنهم مازالوا يستخدمون الموبايل في الغش، إما عن طريق كتابة بعض المصطلحات وتخزينها علي الموبايل أو عن طريق سماعة البلوتوث، وهي طريقة منتشرة أكثر بين البنات، حيث تتمكن من تغطية السماعة بالطرحة أو الشعر بينما يوضع الموبايل نفسه داخل الجيب أو تتم تخبئته داخل الملابس بحيث لا يظهر، كذلك تصوير صفحات من الكتاب أو المذكرة بالموبايل. وقد رصدت «الدستور» عدداً من الطلاب في ساحة كلية التجارة أتوا من أجل «مساعدة» زملائهم الذين يؤدون الامتحان، حيث ينتظرون خروج بعض الطلاب بعد نصف الوقت لأخذ ورقة الأسئلة منهم وحلها سريعاً من مذكرة المراجعة، وإرسال إجابات أسئلة الاختيارات والصواب والخطأ في رسائل نصية بالموبايل إلي زملائهم الموجودين داخل لجنة الامتحان. وقال بعض الطلاب: إحنا بنخلي بالنا كويس بحيث إن الملاحظ ما يخدش باله والدليل علي كده إننا ولا مرة «اتقفشنا»، وأوقات الملاحظ ياخد باله و«يطنش» إلا لو مر حد من الدكاترة فبيشدوا شوية. وأضافوا: المواد المقررة علينا كثيرة وصعبة وكلها «دش» ولا تتناسب مع ميولنا لأننا دخلنا الكلية بالمجموع، مشيرين إلي أنهم ضحية لنظام تعليمي فاشل، حيث قالوا: نتعب نفسنا ليه في مذاكرة مناهج عقيمة لن تفيدنا بأي شيء وليس لها أي علاقة بسوق العمل، إحنا عايزين ننجح بأي طريقة وناخد الشهادة عشان نتجوز بيها، مؤكدين أنهم لا يشعرون بأي تأنيب ضمير، بل علي العكس يكونون سعداء للغاية لو غشوا وحلوا كويس، وأضافوا: لما المسئولين الكبار اللي بيسرقوا البلد يحسوا بتأنيب الضمير نبقي إحنا نحس بتأنيب الضمير. جدير بالذكر أن الغش في الامتحان يمتد إلي طلاب الدراسات العليا، حيث أكد عدد من طلاب تمهيدي ماجستير بإحدي الكليات النظرية أن بعض الطلاب يدخلون الامتحان ومعهم الأبحاث التي من المفترض أنهم هم الذين قاموا بإعدادها ويقومون بفتحها والغش منها أثناء الامتحان، وفي معظم الأحيان لا يتخذ الملاحظون أي إجراء ضدهم لأنهم «بيحبوا يريحوا دماغهم» طالما الطالب مش بيعمل صوت أثناء الغش. ويؤكد د. أحمد شعبان - الأستاذ بكلية التربية ورئيس كونترول الدبلومة العامة - ارتفاع نسبة الغش بين طلاب الدبلومة البالغ عددهم 3200 طالب، مشيراً إلي أن عدد حالات الغش خلال امتحانات النصف الدراسي الثاني التي انتهت يوم الأربعاء الماضي بلغ 26 حالة، وأضاف أن هؤلاء الطلاب ومعظمهم من «المعلمين» يعتبرون لجوءهم للغش رد فعل طبيعياً علي قرار وزارة التربية والتعليم بإجبارهم علي الحصول علي هذه الدبلومة. من جانبه: أكد د. عكاشة عبدالعال - نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب - أن الغش في الامتحانات لا يمكن اعتباره ظاهرة وإنما مجرد حالات فردية تتم مواجهتها بصرامة، وتطبيق العقوبة المنصوص عليها في قانون تنظيم الجامعات التي تتراوح بين الرسوب في مادة أو مادتين أو عام أو عامين، وقد يصل الأمر إلي الفصل من الجامعة إذا تكررت محاولة الغش، مشيراً إلي أن عدد حالات الغش علي مستوي كليات الجامعة كلها بلغ في النصف الدراسي الأول 195 حالة، وقد جاءت كلية الحقوق في المقدمة بواقع 123 حالة تليها التجارة 39 حالة، ثم الآداب 23 حالة، أما بالنسبة للكليات العملية فبلغ العدد في الهندسة 4 حالات، بينما خلت العلوم والزراعة من أي حالات، كذلك الطب والصيدلة وطب الأسنان، مع وجود حالتين بين طلاب الدراسات العليا بكلية الطب، مضيفاً أن معظم حالات الغش التي تم اكتشافها كانت باستخدام الموبايل إما في التحدث أو في تصوير أجزاء من المقرر.