أشجع الفتيات على تعلم المهنة والبعض يعتبرها نوع من الفساد النساء تأكلهن الغيرة منى والبعض منهن يحضرن مع أزواجهن تعرضت لمضايقات من الزبائن وأطرد من يخالف حدوده لا تتعجب عندما تدخل صالون حلاقة للرجال، وتجد امرأة ممسكة المقص في انتظارك كي تهذب شعرك وتبدع فيه أحدث "القصات"، "سهير هيكل" حلاقة وسط البلد تدير صالون "سعيد" للرجال بشارع شريف، مثلت أبرز دليل على مواجهة العنصرية والتفرقة بين الرجل والمرأة، لتقتحم عالم الرجال من أخص أبوابه. على الرغم من رفض الكثيرين وجودها كامرأة تحلق للرجال، وقول البعض بعدم جواز ذلك دينيا، إلا أنها تعشق المهنة فوق الخيال ولا تستطيع العيش دونها، وتراها مهنة محترمة، حتى رفضت نصيحة أحد الشيوخ لها بالابتعاد عنها لما فيها من فتن. مرأة في صالون الرجال تقول سهير في حديثها مع شبكة الإعلام العربية "محيط" أنها منذ صغرها وهي تكره التفرقة العنصرية، وعدم الجواز للفتاة فعل أشياء يفعلها الولد، وكانت تميل للعب المشترك لا عرائس البنات المعتادة. وعن عملها، قالت سهير: بدأت العمل وعمري لم يتجاوز ال 16 عاما حين ذهبت إلى الحلاق مع أخي الصغير وانتظرته وهو يحلق وتابعته جيدا وجاءتني رغبة العمل في هذه المهنة فقررت أن أخوض التجربة، وبعد فترة حينما سيطرت الفكرة على عدت إلى صاحب المحل وطلبت أن أساعده وأتعلم منه المهنة فوافق بعد إلحاح كبير مني. وتستكمل: بالفعل ظللت أعمل معه لفترة طويلة حتى استطعت تعلم القص بنفسي، وتخليت عن دور المساعدة ولكنى عانيت كثيرا مع أسرتي أن تقبل هذه الفكرة وان تتركني أعمل حلاقة في صالون رجالي وجميع من أتعامل معهم رجال. أكدت سهير أنها تمكنت من إقناع عائلتها ولكنها دخلت في معاناة إقناع الزبائن بأن الأمر ليس غريبا، فمنهم من اندهش في البداية ومنهم من خاف أن تفشل في قص شعره أو حلاقه ذقنه ومنهم من لا يؤمن بعمل المرأة عموما في هذا المجال. مع الوقت استطاعت "حلاقة الرجال" أن تثبت أقدامها في المهنة، وشهد من حولها بمهارتها، حيث استمرت فترة طويلة في العمل مع الرجل الذي تعلمت منه المهنة ومع الوقت زادت زبائنها داخل محله الذين كانوا يطلبونها بالاسم. وحول ذلك قالت سهير: إذا كنت خارج المحل أو في إجازة لم يوافق الزبون الحلاقة على يد أخرى غيري، فانزعج صاحب المكان واستمر في إحباطي فقمت بترك المحل وذهبت لأعمل بكوافير حريمي ولكنى لم أشعر بأنني افعل شيئا مميزا أو مختلف فأنا دائما أحاول السعي للاختلاف ورأيت من داخل المكان انتقادات كثيرة من سيدات كانت تهاجمني عندما تعرف أنني حلاقه رجال. أشهر حلاقة في وسط البلد عملت سهير بكوافير رجالي اسمه "كوافير سعيد" الذي رحب بعملها معه بعد اختبار أعده لها لقياس مدى مهارتها بأن كلفها بالتعامل مع زبون سعودي والذي أعجب بها قائلا لصاحب المحل أنه أصبح من زبائنها لأن يديها خفيفة وقليلة الكلام ومتمكنة من عملها. أصبحت سهير مع الوقت من أشهر وأهم حلاقي وسط البلد، وتزوجت من سعيد صاحب الكوافير والذي كان له الفضل في تعليمها الكثير من مهارات المهنة، وأصبح زبائن المحل من صفوة المجتمع ورجال الأعمال والمشاهير من النجوم منهم فاروق الفيشاوي ومحمود يس وكبار السن والشباب. أغرب مواقف وعن أغرب المواقف الصعبة التي كانت تتعرض لها في بداية مشوارها مع المهنة، تقول سهير: أن امرأة طلبت من زوجها الطلاق وصممت عليه بسبب حلاقته عندي وكانت تراقبه وزاد الشك بها لأنه كان يأتي بصفة دائمة إما لحلاقة ذقنه أو شعره. وأضافت أن كثيرا من النساء تأكلهن الغيرة منها والبعض منهن يحضرن مع أزواجهن أثناء الحلاقة ويتحول الموقف إلى نوع من الكوميديا أثناء مراقبة الزوجة لكل حركة يقوم بها زوجها قائلة "تطوّرت الأزمة في بعض الأحيان إلى أن حضرت زوجة لتقول لي إنها ستقاضيني لكنه يكون مجرد انفعال نتيجة الغيرة لم اهتم به ولكن بداخلي احزن من الفكر المتخلف التي تعتقد به بعض السيدات المصريات". وتستأنف سهير: لا شك في أنني أتعرض كثيرا لمضايقات الزبائن من معاكسات وخلافه وأقوم مثل هذا السلوك بطرد من يتجاوز لكني أتعامل بشكل عام بود وذوق وكأن زبائني أصدقائي ولا أنكر أنني في البداية كنت أواجه معاكسات كثيرة لكن لا يوجد حاليا بسبب قدرتي على التحكم أكثر فكل رجل يأتي يعلم جيدا أنني لدي القدرة أن أطرده لأنني صاحبة المحل وصاحبة القرار النهائي. أحلامها أعربت سهير عن حلمها تحلم بإقامة مدرسة لتخريج أجيال من الفتيات المحترفات في مهنة الحلاقة، مؤكدة أنها بدأت في تكوين فريق عمل كامل من الفتيات وهي الخطوة الأصعب في بداية مشوارها، ولكن لم يستمر أغلبهن في العمل لأنهن أخذن المهنة كهواية مؤقتة فقط، أو لمساعدة الأسرة في كسب الرزق قبل الزواج كما أن بعضهن لم يجدن فرصة عمل بعد التخرج، ومع ذلك كنت أساعدهن، ولا أرفض تعليمهن مثلما حدث معي في البداية وهن حاليا معروفات في هذه المهنة. وأشارت سهير أن أعداد السيدات المهتمّات بالعمل داخل صالونات الحلاقة الرجالي بالقاهرة تزداد، وراجت الفكرة في مناطق وسط القاهرة كالمهندسين ومدينة نصر. وعلى الرغم من رفض بعض فئات المجتمع تلك المهنة بحجة وضع المرأة في مجتمعاتنا، إلا أنها شددت على أنها لن تتراجع عنها لأنها أصبحت كل حياتها ولا ترى فيها عيبا. من أجل تنمية مهاراتها ومواكبة أحدث الموضات العالمية تقول:أحرص على حضور كل المعارض الخاصة بالكوافيرات الرجالي التي تتم داخل مصر وخارجها، وأشارك في الرابطات الخاصة بالكوافيرات، وأُحضر العديد من الكتالوجات المتخصصة حتى أتابع جيدا كل جديد وأتواصل على الإنترنت مع الرابطات بالخارج لأتعلم منهم كل ما هو جديد.