نعيش في عالم ملئ بالتوتر التي أصبح وباء العصر الحديث، حيث يفقد الإنسان مناعته ويجعله عرضة للإصابة بالأمراض، مثل الحساسية ونقص المناعة والسرطان وارتفاع ضغط الدم والقرحة المعدية والقولون العصبي، لذا نحتاج إلى أدوية جديدة ضد التوتر بلا آثار جانبية وأفضل دواء نقدمه في اليوم العالمي للضحك هو البسمة والضحك والقهقهة إذ استطعت. فالضحكة المنبعثة من القلب لها بصمات وآثار علاجية فعالة على جسمك، وذلك لأنه يسمح للإنسان بالتخلص من همومه ومتاعبه, فعندما نضحك لا يسهم هذا في تحريك عضلات الوجه فقط, وإنما عضلات الجسم كله، الأمر الذي يحمي الأوعية الدموية ويعزز وظائفها، هذا ما أكده الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة في حديث خاص ل"محيط". ويحتفل العالم الأحد الأول من شهر مايو من كل عام ب "اليوم العالمي للضحك"، وكان الطبيب الهندي مادان كاتاريا هو أول من دعا إلى هذا اليوم عام 1998. ويؤكد بدران أن الإنسان البالغ يضحك في المتوسط 15 مرة يومياً وهذا معدل ضئيل للغاية, في حين يضحك الأطفال400 مرة في اليوم الواحد, مع أن الضحك كله فوائد، مشيراً إلى أن الضحك يخفض ضغط الدم المرتفع ويوسع الشرايين. الشفاء بالضحك.. أحدث علاج! منحت اليابان 49 رخصه للعمل كمعالجين بالضحك لمساعدة الناس على تحسين أداء الجهاز المناعي والوقاية من الأمراض ومساعدة المرضى على الاسترخاء والتخلص من التوتر حتى يمكنهم التغلب على المرض بصورة أفضل. وأصبح العلاج بالضحك فى اليابان ضرورة كعلاج تكميلي بجانب الطب الدوائي وليس له أي آثار جانبية. وأكد بدران أن الضحك والقهقهة العالية يزيدان نشاط الجهاز المناعي بالجسم بنسبة 40 %، فالشخص الذي يميل للضحك أقل عرضة للأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر وقرحة المعدة والقولون العصبي. فوائد الضحك يرى بدران أن الضحك يساعد على حيويه الخلايا المبطنه للأوعيه الدمويه، وفقدان هذه الحيويه هو الذى يؤدى إلى ترسب الدهون على جدران الأوعيه الدمويه داخلياً والاصابه فيما بعد بتصلب الشرايين. ويؤكد بدران أن الضحك يرفع نسبة الأكسجين في الدم، الأمر الذي يساعد على استنشاق كمية أكبر من الأكسجين وطرد كمية أكبر من ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي يجعل التنفس أكثر عمقاً، ويساعدنا على الاسترخاء، بالإضافة إلى أنه يزيد من حيوية الجلد. وأوضح بدران أن الضحك يساعد وظائف المخ ويقوي الذاكرة، ويوازن بين كيمياء التوتر والضغط، كما أنه يعمل على زيادة إنتاج هرمون السعادة المعروف بإسم "سيروتونين"، الأمر الذي يقلل من إفرازات هرمونات الغضب التي تقلل المناعة. كما أن الضحك ينشط الغدد الليمفاوية التي تهاجم الخلايا السرطانية فضلاً عن بروتين "جاما- أنترفيرون" المضاد للفيروسات التي تهاجم الخلايا والذي يساعد في القضاء على الأورام. وأخيراً .. يعدي كالأنفلونزا وأوضح بدران أن الضحك ظاهرة معدية، فكثيراً ما يحدث أن شخص يضحك والآخرين يضحكون معه دون أن يعرفوا سبب ضحكه، فيعتقد البعض بأن الضحك ينتقل من شخص إلى آخر كالعدوى، وهذا ما أكده الباحثين أن هناك أسباب علمية لهذا الضحك، مشيرين إلى أن الضحك له فعل السحر في مواجهة المواقف الصعبة في الحياة والأزمات النفسية والعصبية. ومن أهم مزايا الضحك أنه مثل الأنفلونزا "معد" وعندما يضحك الإنسان أو يبتسم فإنه يخرج طاقة التوتر من عضلات وأعصاب الوجه, وبالتالي تنتقل عدوي الضحك لمن حوله، فعندما نسمع أو نرى الآخرين يضحكون، فإن المناطق التي تسيطر على الضحك والابتسامة في دماغنا تصبح نشيطة أيضا، مما يلهمنا على الابتسام. وقد أفاد باحثون بأن الضحكة المنبعثة من القلب تساعد علي خفض ضغط الدم, وتزيد من مقاومة الجسم للإجهاد وتحفزه علي إفراز هرمونات تؤثر علي الحالة النفسية والجسدية. وقد أثبتت دراسة أخرى أجراها باحثون في كلية إمبريال التابعة لجامعة لندن، أن الدماغ يستجيب ل"الأصوات الانفعالية" التي تصدر عن أشخاص آخرين ومنها الضحك. كما أتضح للباحثين أن هذه الأصوات تستثير منطقة معينة في دماغ المستمع عند رؤيته وجهاً باسماً حيث يطرأ تغير فوري على عضلات وجهه قبل أن ينفجر في الضحك، مؤكدين أنه عندما نتحدث مع شخص ما فإننا نميل لتقليده من دون أن ندري من حيث تكرار ما يقوله أو حتى تقليد حركاته، والآن أثبتنا أن ذلك ينطبق أيضاً على الضحك.. على الأقل من الناحية العلمية.