الإخوان أكثر التيارات الإسلامية تشددا لكنها تراعي المواءمات السياسية الإسلاميون لن يخوضوا الانتخابات دون موافقة الأجهزة الأمنية "جماعة الإخوان" هي الأم و"الجهاد" ابنها الأكبر النور ينفذ دورا في المرحلة الراهنة مقابل مصالح شخصية..وليس له مستقبل سياسي دفعت الثمن غاليا ولن أسمح بالمزايدة على تاريخي التخلي عن احتكار الاسلاميين لمفهوم الدين وإعلان الأزهر مرجعية وحيدة .. الحل الأمثل للخروج من الأزمة أجرت شبكة الإعلام العربي " محيط " حواراً مع الجهادي السابق "ياسر سعد" والذي يعد من أبرزهم قائدة الفنية العسكرية ، بالإضافة إلي أنه عضو في الجبهة الوسطية .. وجاء الحوار على النحو التالي. * في البداية نريد أن نعرف السر وراء تحولك من فكر الجهاد المتشدد إلي الفكر الوسطي ؟ في بادئ الأمر لم تكن لدي ثقافة أو دراسة فقهية متعمقة , لذلك دفعت الثمن غاليا وسجنت ستة عشر عاماً ، قرأت خلالها عددا كبير من الكتب الأزهرية ، و كنت دائما أقارن في الأصول والفروع والطريقة والأسلوب والسمت العام للمسلم, ما أتاح لي مراجعة كل الأفكار التي تدعو إلي العنف و في النهاية تغير فكري من التشدد إلى الوسطية. * ما صحة النظرية القائلة بتشابه فكر الإخوان وفكر الجهاديين , حيث يتفقان نظريا ويختلفان في طرق التنفيذ ؟ بالعكس , الإخوان هم أصحاب الرؤى المتشددة والحكم على المجتمع المصري بأنه غير ملتزم ، وكلمة غير ملتزم لها مراتب عليا وسفلى, ولكننا كنا نذهب دائماً كتيار جهادي إلي الحد الأقصى " الأكثر تشددا" ، فأخذنا موقفا من المجتمع المصري واصطدمنا معه ، وكنا نعتقد بأنه يحتاج إلي إعادة تأهيل وهذا هو المبدأ الخاطئ والفخ الذي وقعنا فيه ووقع فيه أيضاً التيار الإسلامي بأكمله ، أما بالنسبة للإخوان فقد قصروا كلمة غير ملتزم على عدم اصطفافه في صفوفها أو قناعته بفكرها . وعندما انعزلنا كتيار جهادي عن المجتمع ظهرت الفروق بيننا وبين الإخوان ، حيث كان اهتمامنا وتعاملنا مع مسائلة ترك الحجاب واللحى على أساس أنها كبيرة من الكبائر تدخل صاحبها النار, على عكس تعامل الإخوان ، فالفرق بيننا وبينهم استعمالنا للعنف فقط ولكن الفكر واحد ومن هنا يمكننا أن نقول " جماعة الإخوان هي الأم والجهاد هو أبنها " ، كما أن الإخوان تراعي التوازن السياسي بغض النظر عن تطبيق الأفكار . * إذن فمن أين أتيتم بمفهوم التغيير بالعنف الذي تبناه الجهاديون ؟ جاء مع " صالح سرية " مؤسس جبهة التحرير الفلسطينية فلقد أتصل في البداية بالإخوان ثم أتصل بنا وحدث اجتماع مشترك بيننا، قال لنا فيه إن إخوة لنا مازالوا يقومون بتجارب من أجل أن نصل في النهاية إلى الحكم بالإسلام, وحينها أقترح علينا فكرة تسمى ب " الانقلاب " و أكد لنا أنه بعد تطبيق هذه الفكرة سنستطيع أن نحكم البلاد بشريعة الإسلام ، وتعتبر الفكرة التي طرحها صالح سرية تطوير واقعي وتفعيل لفكر "حسن البنا" ، ومن هنا اكتملت الفكرة لدينا وهي " إيجاز النصر بقتل من يخالف فكرنا " إلا أن هذا له شروط كثيرة جداً لا تنطبق على أحوالنا لأن كلنا مسلمون. * كثير من القوى السياسية والمدنية وحركات شبابية تدعو لإلغاء كل ما ارتبط وله صلة بمسمي التيار الإسلامي..ما رأيك؟ خسرنا كثيراً بسبب تسميتنا بالتيار الإسلامي وكان الأجدر ومن وجهة نظري فأنا أري أنه على التيار الإسلامي أن يتنازل عن كل التسميات الإسلامية ، بدء صفحة جديدة والسؤال الذي يطرح نفسه حاليا , لماذا تريد أن تتسمي بالتيار الإسلامي وتأخذ ميزة فوق حق الجميع ، فاستخدام لفظ " الإسلامي " ليس في محلة ويعد من الأمور " الخاطئة ". برأيك كيف ترى الحديث عن تدخل الدين في السياسة، والسياسة في الدين؟ الدين في السياسة والسياسة في الدين هذه التداخل صنعته الجماعة، فمع دراستك للشريعة الإسلامية سنجد أن هناك في الإسلام ما هو قاطع الثبوت قاطع الدلالة وقاطع الثبوت قاطع الدلالة ليس بمفردة فهناك ضرورات وغيرة مما يرفع الحكم ففقه الواقع ليس ملك الإخوان أو غيرهم. فإذا أقمت الحدود الأن ستجد أن هناك وجهة نظر تفرض نفسها وهي أنك ستقع في نسبة كبيرة من الخاطئ لأنك لم تستوفي الشروط ولم تنفى الموانع فنؤجل هذا حتي تستوفي الشروط وتنتفي الموانع ، أذاً هناك ما يحتمل التأجيل وما يحتمل التأخير وما يحتمل الإبدال أو الدفع بأخف الضررين ، ضرر قوى يطيح بالمجتمع وضرر أخف منه فأنا أدفع بالضرر الأخف ، ومن الممكن أن يكون هناك واقع مخالفة لشرع. * وما رأيك في احتمالية خوض الإسلاميين للانتخابات القادمة ؟ الإسلاميين لن يخوضوا الانتخابات قبل استئذان الجهات الأمنية، ولن يقدموا على هذه الخطوة إلا برضا كامل وموافقة نهائية من كافة الأجهزة الأمنية . * ما تقيمك لجملة مواقف حزب النور؟ مواقف حزب النور لم تمثل لي صدمة ولم تكن مفاجئة فالحزب منفذ حرفي لكلام أجهزة الأمن منذ عهد "مبارك" وهو بذلك يخدم مصالحه الخاصة مقابل تنفيذ تعليمات أجهزة الأمن ، وفي تصوري فإنه ينفذ دورا في هذه المرحلة ولن يكمل أو يكون له مستقبل سياسي ، ومازال الأمر متوقف على الظروف المحيطة به وقدرته على تقديم تنازلات سياسية تساعده على الاستمرار داخل المعترك السياسي ، كما أن الدولة لن تصطدم معه مادام لا يصطدم معها . * أعلن شباب التيار الإسلامي سواء من جماعة الإخوان أو من باقي التيارات الإسلامية رفضهم مواقف قادتهم مونوا وكونوا حركات تمرد لإصلاح ما أفسده القادة فما رأيك .. وهل سينجحون فيما فشل فيه رموزهم ؟ لا اعتقد .. لأن الإخوان لم يتربوا على مفهوم التحرر الثقافي أو فكرة البحث ولكنهم تربوا على التلقين بحيث يتلقى الفرد الإخواني الأوامر وينفذها دون إعمال عقلة ، لذلك يختارون شباب صغار لا يستطيع مواجهة هذه المكينة الضخمة التي تغسل أدمغتهم ، فنجد تمرد بعض الشباب من داخل الجماعة قد تعود أسبابه إلي ضغط يشعرون به من خلال محيطهم الاجتماعي , فتخيلوا انه ربما يكون ثمة من هو أفضل لإدارة الأزمة. كيف تري مستقبل جماعة الإخوان ؟ أعتقد أنهم سيخوضون معركة طويلة للاندماج مرة أخرى داخل النسيج الوطني, ذلك كون قيادتها خارج مصر وهذه القيادة لها مصالح نحن كشعب لسنا من ضمنها. في رأيك ما هو طريق الخروج الأمثل من المأزق الحالي ؟ لابد من مبادرة يقوم بها التيار الإسلامي بكامل فصائله مع تحفظي وعلى الرغم من تحفظي الكامل منهج وطريقة إدارة الإخوان للأزمة الحالية إلا أنني اشفق عليهم فهم "متلبسين بفتنة" ، وارى ان يصطف الجميع للخروج بمبادرة يعلن من خلالها التيار الإسلامي بأنه لا يتميز عن الجميع فينفي عن نفسه صفة "الإسلامي" بمعني أنه يحتكر الإسلام ويخلعه عن آخرين , وارى أيضا أن تكون أهم بنود تلك المبادرة إعلان الأزهر الشريف أعلم بالإسلام منا جميعاً.