مع أول ظهور للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، أمس بالكرسي المتحرك أثناء إدلائه بصوته في الانتخابات الرئاسية التي خاضها للمرة الرابعة على التوالي، ويقترب من الفوز بها، انتشرت على موقعي التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" العديد من التعليقات الساخرة والهاشتاجات المناوئة له. يُذكر أن "بوتفليقة" لم "ينبس ببنت شفة"، ولم يكلم شعبه بحد وصف المراقبين، منذ قرابة العام، بسبب وعكة صحية أصابته نهاية أبريل 2013، نقل على إثرها للعلاج بفرنسا، وبعد عودته للبلاد في يوليو الماضي، مارس مهامه في شكل قرارات ورسائل ولقاءات مع كبار المسئولين في الدولة، وضيوف أجانب يبثها التلفزيون الرسمي دون الظهور في نشاط ميداني يتطلب جهدًا بدنيًا. تأتي تلك السخرية على غرار استقبال آلاف المصريين لإعلان وزير الدفاع المصري السابق عبدالفتاح السيسي، عزمه خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، على موقعي التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" بالسخرية الحادة وابتكار هاشتاجات مناوئة. وتمثلت بداية التعليقات الساخرة من (بوتفليقة) بنشر رواد ال"فيس بوك" صورة له وهو على كرسيه المتحرك لحظة إدلائه بصوته وكتبوا عليها "انتخبوا المُقعَد"، ولاقت الصورة ترويجًا كبيرا على الشبكة وآلاف التعليقات. واستدعت تلك الصورة، صورة الملك السعودي (عبد الله) أكبر الحكام سناً في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط (89 عاماً) جالسا على كرسي وهو يستخدم الأنبوب الصغير للتنفس على مستوى الأنف أثناء لقائه بالرئيس الأمريكي (باراك أوباما)، وقد أثير حولها جدل كبير بعد تناقل وكالات الأنباء العالمية لها، وإخفاء وكالة الأنباء السعودية الرسمية لهذا المشهد. وكان من أبرز الهاشاتاجات التي تم إطلاقها هي هاشتاج (انتخبوا- الكرسي- المتحرك)، والذي بدأ أمس على موقع الفيس بوك في الساعة الواحدة ظهراً بتوقيت جرينتش، وبدأ على موقع تويتر قبلها بساعة أي في تمام الساعة الثانية عشر بتوقيت جرينتش. ونالت صورة أخرى إعجابًا وتعليقات كثيرة، ظهر فيها شقيق الرئيس الأصغر ومستودع أسراره وهو السعيد بوتفليقة، وحملت الصورة التعليق التالي "الرئيس القادم.. خو مول الكروسة" وتعني "هذا هو الرئيس المقبل للجزائر، إنه أخو صاحب الكرسي المتحرك". وعلق على الصورة أحدهم قائلا: "إنهم قراصنة الجزائر" في إشارة إلى "الإخوة بوتفليقة"، حيث يجدر بالذكر أن بوتفليقة تنقل إلى مركز الانتخاب رفقة أخويه السعيد وناصر وبعض أبنائهما. ويستدعي مشهد الكرسي المتحرك ل(بوتفليقة) الحديث عن أهلية الحكام كبار السن الذين بالرغم من حالتهم الصحية المتردية لا يفرطون أبداً في السلطة ويتشبثون بها دوماً. وتعدّ منطقة إفريقيا والشرق الأوسط من أكثر المناطق في العالم تتركز فيها تلك الحالة. ويأتي الرئيس الجزائري (بوتفليقة) ذو ال77 عاماً في المرتبة الرابعة على مستوى القارة الأفريقية كلها، من حيث الحكام الأكبر سناً، وذلك بعد كل من رئيس زيمبابوي روبرت موغابي (89 عاما)، ورئيس الكاميرون بول بيا (81 عاما)، ورئيس نامبيا هيفيكبوني بوهامبا (78 عاما). وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط فإن الملك السعودي (عبد الله) تصدّر قائمة الحكام الأكبر سناً بعمر يناهز ال(89 عاماً)، ويأتي (بوتفليقة) ثانياً (77 عاماً)، والسلطان (قابوس) سلطان عمان ثالثاً (73 عاماً). وأظهرت النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة الجزائرية التي جرت، أمس الخميس، أن بوتفليقة حسمها في الدور الأول وبفارق كبير عن أقرب منافسيه علي بن فليس، رغم أنه لم "ينبس ببنت شفة"، ولم يكلم شعبه منذ تعرضه لوعكة صحية منذ عام. وكشفت النتائج الأولية أن بوتفليقة فاز وبفارق كبير في الدور الأول للسباق، بنسبة تفوق ال 60 % من الأصوات، وهو ما يضمن له عهدة رئاسية رابعة.