رفض جمال حشمت و عبد الموجود الدرديري القياديان بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، الثلاثاء، دعوة أطلقها مفكر المصري فهمي هويدي، طالب فيها الجماعة بإعلان هدنة من طرف واحد، حفاظًا على الوطن. وطالب الكاتب المصري والمفكر الإسلامي فهمي هويدي، أن تحسم جماعة الإخوان المسلمين موقفها من العنف والإرهاب، على أن يتم الإعلان عن هدنة من جانبهم للحفاظ علي الوطن. وفي تصريح لوكالة لأناضول، قال جمال حشمت، عضو مجلس الشورى العام للإخوان (أعلى هيئة استشارية): "لا أفهم معني الهدنة التي يدعو لها هويدي وقد تلطخت الأرض بدماء المصريين علي يد قادة الانقلاب العسكري". وأضاف حشمت أن "من يملك الهدنة في قتل واعتقال وتعذيب الشعب هم قادة الانقلاب، الذين يعيثون في الأرض فسادًا". وتعجّب حشمت من "سير هويدي خلف الإعلام المصري الذي طالما انتقده، ومطالبته الإخوان بالتبرؤ من العنف والإرهاب، وكأنه لا يعرف الجماعة ولا تاربخها ولم يعاشر قياداتها ولم يقرأ أدبياتها"، مبديا دهشته من "صدور مثل هذا الحديث من هويدي الذي لديه مكانه كبيرة في نفوس الإخوان". وتساءل القيادي الإخواني عن سر مطالبة هويدي الجماعة بالانسياق خلف الانتخابات الرئاسية المقبلة التي لم يتم تحديد موعدها، وقال: "منذ متي ونحن نعترف بخارطة الطريق التي جاءت جراء الانقلاب العسكري، وأين الاستحقاقات الانتخابية السابقة التي تم إهدار فيها أصوات الناخبين". وفي السياق ذاته، قال عبد الموجود الدرديري، عضو لجنة العلاقات الخارجية بحزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، إن الموقف الواضح من خلال البيانات الرسمية وتصريحات المتحدثين هو الحفاظ على السلمية، بما فيهم المرشد العام للإخوان الذي قال من أعلي منصة اعتصام ميدان "رابعة العدوية"، إن السلمية أقوى من الرصاص. وأشار الدرديري إلي أنه "لا يوجد تصريح لأى قيادي يخالف السلمية، باعتبار هذا هو منهج الجماعة التي نشأت عليه". وتساءل: "ماذا تعني هدنة من طرف واحد؟، وأين مطالبات الطرف الآخر؟"، قائلاً: "إذا كان المقصود منع العمليات الإرهابية فليخاطب الفاعلون وليس الإخوان الذين يدينون كل تلك العمليات". وتابع: "أما إذا كان المقصود هو إيقاف التظاهر السلمى فهذا طلب مستحيل". وأشار إلي أن "كون انتخابات الرئاسة استحقاقا لابد من استثماره إيجابيًا فنحن نراه استمرارًا لخارطة طريق جاءت بعد انقلاب عسكري على إرادة حرة منتخبة من الشعب"، لافتًا إلى أن "الانقسام المجتمعى حقيقي والمصالحة واجبة، ولكن السبب فى الانقسام هو الانقلاب والحل فى عودة المسار الديمقراطى". وفي وقت سابق اليوم، طالب الكاتب المصري والمفكر الإسلامي، فهمي هويدي، أن تحسم جماعة الإخوان المسلمين موقفها من العنف والإرهاب، وأن تمضي في مواصلة النضال السلمى لتحقيق أهداف الثورة، على أن يتم الإعلان عن هدنة من جانبهم للحفاظ علي الوطن. وتحت عنوان "ليحسم الإخوان موقفهم من العنف والإرهاب"، مضى هويدي قائلا، في مقاله اليومي بصحيفة "الشروق" المصرية الخاصة، الثلاثاء، "ما أدعو إليه هو إعلان موقَّع من قيادات الإخوان فى داخل السجون وخارجها يرفض العنف، ويدين ممارساته، ومواصلة النضال السلمى لتحقيق أهداف الثورة، جنبا إلى جنب مع فصائل الجماعة الوطنية الأخرى". وأشار إلى أن "الإخوان ومعهم تحالف الشرعية الداعم لمرسي، أصدروا بيانات، كما عبروا عن تصريحات ترفض العنف والإرهاب، فى مناسبات سابقة إلا أنها لم تكن حاسمة ولم تصدر عن قيادات الجماعة، فضلا عن أن التصريحات التي صدرت عن بعض أطراف التحالف بدت متناقضة معها". وأضاف: "يعُرف أن للأزمة طرفين وأن الهدنة إذا قدر لها أن تقوم فينبغي أن يتوافق عليها الاثنان، وليست هناك هدنة من طرف واحد، لكنني أقول أن ذلك هو الوضع الأمثل والهدف النهائي، وكثيرا ما تتعامل السياسة مع الممكن وليس الأمثل". وتضمنت خارطة الطريق التي أعلنها الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور في 8 يوليو الماضي، بعد أيام من عزل محمد مرسي، تعديل الدستور والاستفتاء عليه، وإجراء الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية، غير أن الدستور الجديد، منحه حق تحديد أي الانتخابات تجرى أولا الرئاسية أم البرلمانية.