معلومة: هل تعلم أن استراحة الملك فاروق الموجودة أمام الهرم الأكبر "خوفو" تحولت لمقر شركة النظافة الخاصة بمنطقة أهرامات الجيزة؟.. هل تعلم أن شركة النظافة تركن سيارات جمع القمامة في باحة الاستراحة؟.. وان صناديق القمامة موجودة بالداخل بجوار السور المكسور؟.. هل تعلم أن شبابيك الأستراحة مكسرة بالكامل وحالة المبني يرثى لها؟.. هل تعلم أن الاستراحة منهوبة بالكامل.. هل تعلم أن هذه الاستراحة يعود تاريخها 1946؟ بعد أن خبطني على ظهري وهو منفعل.. وردد بعض كلمات اللوم.. بالرغم من ان معرفتي به لا تتعدي الدقائق الفائتة.. إلا أنه عاد سريعا وكان مصرا على تقديم عرضه الذي كرره أكثر من 15 الف مرة في حوالي 15 دقيقة.. إصراره ناتج عن توقف الرواج في المنطقة والفقر الذي ضرب منطقة من أهم المناطق في مصر بل في الكرة الارضية على حد السواء.. وبالرغم من ان عرضه مثير وانه يريد تقديمه بكل الامكانيات التي لم تكن متاحة من قبل حين كانت المنطقة تضج بالاجانب الوافدين من كل مكان. إلا أن هذه المرة كانت العروض تنهال.. لكنها بشكل مستفز ويدفعك للانصراف مباشرة من على سفح الهرم.. بسبب تكابل اصحاب الخيول والكارتات والجمال ليدفعوك للركوب.. لان الحالة الامنية والسياسية لمصر حالت دون وصول السائح الاجنبي الذي كان يصل إلى هذه البقعة من الارض ويدفع بالعملات الصعبة بداية من الجنية الاسترليني وصولا للدولار الامريكي. احسست أني ثري خليجي في شارع جامعة الدول العربية وانهال عليه سماسرة الشقق المفروشة.. الجميع يريد أن يقدم لك خدماته.. سواء كانت الجمال والاحصنة والحناطير.. لا أحد ينكر أن هؤلاء الاشخاص الذين يتكابلون عليك اليوم حين كانوا يتحدثوا إليك كمصري كانوا في السابق.. كانوا يقدمون أسواء خدمة على الاطلاق إذا كانوا قدموها اصلا. ما وصلنا إليه اليوم من ركود سياحي نتيجة طبيعية لثورة وأوضاع امنية سيئة على مدار الثلاث سنوات الفائته.. بالرغم من أن الوضع الامني والتأمين الكامل لمنطقة أهرامات الجيزة يجب أن يذكر أنه فوق المستوي المتميز.. من حيث التعامل بكل احترام بالاضافة إلى التعامل بشكل مهني جيد. الكارثة الاساسية في مجال السياحة في مصر هو "هلهلية" الدولة في ادارة المؤسسات السياحية والمتعاملين مع الوافدين للمناطق السياحية سواء مصريين أو اجانب، فحوالي 90% من المتعاملين مع زوار المناطق السياحية في مصر هم غير اكاديميين على الاطلاق ولم يتلقوا إلى تدريب يذكر وإما وجودهم في هذه الاماكن نتاج الوراثة أبا عن جدا، إما عن سوء سوق العمل مما دفعهم في العمل بالمجال السياحي.. الا من رحم ربي.. فدور الدولة منعدم تماما بشأن اهم عناصر الاقتصاد المصري.. فالمتعاملين مع السائح غير مدربين وغير مؤهلين ويرددون بعض الكلمات الاجنبية لجذب السائح بشكل مستفز، كما أن الاستغلال هو العنصر الاساسي في التعامل مع السائح وخصوصا لو كان اجنبيا او عربيا.. او مصريا لاول مرة يذهب لهذا المكان.. لان باختصار شديد لا يوجد رقابة أو تدريب ولا تسعيرة يلتزم بها المتعاملين مع السائح. أزمة السياحة في مصر إذا كانت حاليا بسبب الحظر أو بسبب الوضع السياسي والامني الغير مستقر.. فهى مستمرة منذ سنوات طويلة. لماذا لا تقوم الدولة بتنظيم دورات تدريبية للمتعاملين مع السائح لمدة 6 شهور مقابل أجر رمزي لتعلم كيفية التعامل مع السائح بشكل متميز.. ومن خلال هذه الدورات يحصل المتدرب على كارنية للتعامل مع السائح؟ لماذا لا تفرض الدولة تسعيرات على المناطق السياحية؟ لماذا لا يتم فرض تعريفة موحدة لوسائل المواصلا التي يستخدمها السائح في مصر؟ لماذا لا تطور الدولة المصرية من وسائل الجذب السياحي؟ لماذا لا تحافظ الدولة المصرية على الاثار؟ بدلا من تحويلها مقرا للقمامة! نقلا عن موقع "جود نيوز"