نشرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية تقريراً لمراسلها في دمشق روبرت فيسك بعنوان "إطلاق سراح الراهبات المختطفات بدأ يكلف النظام السوري". وقال فيسك في تقريره: "إن راهبات معلولا يعتبرن من أثمن الراهبات في العالم"، مضيفاً أنه "بالنسبه للراوية اللبنانية التي تتحدث عن الظروف التي أحاطت بإطلاق الراهبات السوريات المختطفات، فإن قطر دفعت للجماعات المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد 40 مليون دولار أمريكي، أما في سوريا، فإنهم مقتنعون بأن قطر دفعت مبلغاً أكبر من ذلك وهو 43 مليون دولار أمريكي، أما إذا استمعنا إلى تصريحات الراهبات أنفسهن فإنهن يؤكدن بأنه لم يتم دفع إي مبلغ يذكر لجبهة النصرة مقابل الإفراج عنهن". وأضاف فيسك في تقرير الذي نقلته هيئة الإذاعة البريطانية ال "بي بي سي": "عدد كبير من التقارير في دمشق تشير إلى أن صفقة إطلاق راهبات معلولا لم تنجز بسبب الأموال القطرية فقط، بل بمساعدة قدمتها أحزاب لبنانية مسيحية مناوئة للنظام السوري". وأضاف التقرير: "وبالنسبه لأجهزة الأمن السورية فإن ثمن إطلاق الراهبات كان إطلاق 152 سجينة سورية وأقرباء لمقاتلين من جبهة النصرة"، إلا أن فيسك أكد في مقاله أن "ما من أحد يطلق سراحه في سوريا من دون مقابل". وأجرى فيسك عدة لقاءات مع الراهبات المفرج عنهن واللواتي عبرن عن سعادتهن العارمة بإطلاق سراحهن، وأكدن بأنهن في مأمن الآن في دمشق وقالت الأخت ايرين إنها "سعيدة جداً". وأشار فيسك في تقريره إلى أن من الغريب بمكان أن راهبات معلولا شكرن حال إطلاق سراحهن أحد القادة في جبهة النصرة وقطر كما أشدن بالرئيس السوري بشار الأسد. وقال كاتب المقال: "إن عدداً كبيراً من التقارير في دمشق يشير إلى أن صفقة إطلاق راهبات معلولا لم تنجز بسبب الأموال القطرية فقط، بل بمساعدة قدمتها أحزاب لبنانية مسيحية مناوئة للنظام السوري". وأضاف أنه فيسك: "بالنسبه لهذه التقارير فإن اللواء عباس ابراهيم المدير العام للأمن العام اللبناني هو الذي قاد العملية التفاوضية بين جميع الطراف، وهو الذي حاور بشجاعة ممثلين عن القاعدة في مخيم عين الحلوة في لبنان". وتساءل فيسك في تقريره عن عدم شكر الراهبات للجيش السوري إبان إطلاق سراهن رغم إشرافه وتنسيق عملية الإفراج عنهن.