أوجب الإسلام تحرير الأرقاء بنوعين: الأول: نوع مباشر سبق بيانه. ويكون في حال وجود قرابة. أو وقوع التعذيب علي الرقيق من سيده. أو حصول الرقيق علي جزء من حريته. النوع الثاني: عير المباشر ويكون بالنذر. والكفارات. والأمر بتحصيل القرب والطاعات ونبين ذلك فيما يلي: "1" العتق بالنذر. والنذر في اللغة هو إيجاب شيء علي النفس. والنذر في اصطلاح الفقهاء هو إلزام المكلف نفسه لله تعالي شيئاً غير واجب عليه بأصل الشرع. بصيغة النذر ونحوه. والنذر من العقود المشروعة في الجملة. ويجب الوفاء بما كان طاعة منه بالإجماع. ولقوله تعالي: "وليوفوا نذورهم" "الحج: 29". ولحديث البخاري عن عائشة رضي الله عنها. أن النبي صلي الله عليه وسلم. قال: "من نذر أن يطيع الله فليطعه. ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه". وإذا كان محل النذر عتق مملوك وجب الوفاء به بالإجماع. لكون العتق في الأصل قربة وطاعة. كما ورد في الصحيحين عن أبي هريرة. أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "ايما رجل اعتق امرآً مسلماً استنقذ الله بكل عضو منه عضواً منه من النار". "2" العتق بالكفارة. والكفارة في اللغة اسم لما يكفر به. من صدقة أو صوم أو نحوهما . مأخوذة من الكفر. وهو الستر. لأنها تغطي الذنب وتستره. والكفارة في اصطلاح الفقهاء هي ما وجبت فيما وجد فيه صورة مخالفة أو انتهاك. وإن لم يكن فيه إثم. كالقتل الخطأ وغيره. وقد أوجب الله تعالي الكفارات في بعض المخالفات. أو في بعض ما فيه صورة المخالفة. رحمة بالناس وترقيقاً لقلوبهم. وجاء النص بوجوب عتق الرقبة تعيينا عند القدرة. في كفارات القتل. والظهار. وإفساد صوم رمضان بالجماع عند الجمهور. أو بكل مفطر عمداً عند أبي حنيفة. كما جاء النص بوجوب عتق الرقبة علي سبيل التخيير في كفارة اليمين. ومثل هذه المخالفات من القتل والظهار وإفساد صوم رمضان والحنث في الإيمان تكثر في المجتمع مما يجعل روافد تحرير الأرقاء كثيرة. "3" العتق بالقربة. والقربات جمع قربة. وهي الطاعة التي يتقرب بها العبد إلي ربه. ومن أهم وأعظم القرب والطاعات التي ندب إليها الإسلام تحرير الرقبة من ذل الرق قال تعالي: "فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة" "البلد: 11 13" وأخرج أحمد. عن عمرو بن عبسة أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "من بني لله مسجداً ليذكر الله عزوجل بني الله له بيتاً في الجنة ومن أعتق نفساً مسلمة كانت فديته من جهنم ومن شاب شيبة في سبيل الله عزوجل كانت له نوراً يوم القيامة". مما سبق يتضح أن الإسلام يتحين أدني مناسبة لأمر اتباعه أن يحرروا الأرقاء من ذل الرق. لأن الحرية حق إنساني. نقلا عن صحيفة " الجمهورية" المصرية