منذ ما يزيد على 65 عاما، وعائلات فلسطينية، تعيش حالة لجوء في بيوت متناثرة، على جبل شرقي القدس، بفعل ملاحقة السلطات الإسرائيلية لهم، محاولة طردهم من مساكنهم، مبررة ذلك بأنها منطقة عسكرية. ففي عام 1948 هجرت 40 عائلة تسكن "جبل البابا"، قرب بلدة العيزرية، من منطقة بئر السبع، لتسكن شرق القدس، وبالقرب من منطقة البحر الميت. و"منذ عدة أيام سلمت السلطات الإسرائيلية إخطارات لهذه العائلات بهدم مساكنهم البدائية المبنية من الصفيح، والتي تفتقر لأدنى مقومات الحياة"، بحسب قول عودة مزارعة (60عاما)، من سكان جبل البابا، مضيفا لوكالة الأناضول: "بيوتنا بدون كهرباء، ولا شبكات اتصال، لكن لن نخرج منها، حتى لو هدمت على رؤؤسنا، سنعيد بنائها ونبقى". وتابع قائلا: "نسكن على هذا الجبل قبل بناء ما تسمى مستوطنة معالية أدوميم (من أكبر مستوطنات الضفة الغربية)، يريدون طردنا منها، وإقامة مستوطنات تربط بين القدس، والبحر الميت". ويسكن "مزارعة"، وعائلته المكونة من 10 أفراد، في بيت يلهو أطفاله في فناءه، وسط الماعز، بينما تقوم السيدات بغسل الملابس يدويا، وتقول إحداهن: "شو "ماذا" نعمل هذه هي حياتنا". وفي بيت سليمان الجهالين كان يجلس ضباط اسرائيلين برتب عالية، لكنهم غادرو المكان فور وصول كاميرا الأناضول، ليتسائل سليمان قائلا: "ماذا يريدون، أخطرونا بهدم المساكن، ويطلبون منا هجرة المكان"، ويتساءل "ماذا بعد، لما يأتون لنا مرة أخرى؟". الجهالين رب أسرة تزيد عن 10 أفراد تعيش من تربية المواشي، ومنتجاتها، يتذمر قائلا: "تم تهجيرنا عام 1948، ويريدون تهجيرنا مرة أخرى الآن". وكان فلسطينيون يعرفون ب"عرب الجهالين"، قد هُجروا عقب ما يسمى ب "نكبة عام 1948" من أراضيهم في النقب (جنوب البلاد)، وتحديداً من منطقة تل عراد، واستقر بهم الحال منذ ذلك الحين في منطقة الخان الأحمر، التي تعتبر عمقاً استراتيجياً لمدينة القدس من الناحية الشرقية. من جانبه قال عطا الله جهالين منسق لجان مقاومة الجدار والاستيطان، في العيزرية للأناضول: "السلطات الإسرائيلية تسعى لطرد السكان من المنطقة، وبناء مستوطنات إسرائيلية، تربط بين مستوطنة معالية أدوميم والقدسالمحتلة، ومستوطنات البحر الميت لتحقق حلم اسرائيل بما يسمى "إسرائيل الكبرى". وأضاف الناشط أن "منطقة جبل البابا، والتي يسكن بها نحو 40 عائلة تقع ضمن المشروع الإسرائيلي في المنطقة "E1" (تقع بالضفة الغربية، ومساحتها نحو 12 كيلومتراً مربعاً، وهى إحدى المناطق التي قررت الحكومة الإسرائيلية بناء المستوطنات فيها). وبحسب الناشط، فإن المشروع يهدف إلى الاستيلاء على 12 ألف دونم، تمتد من أراضي القدسالشرقية، حتى البحر الميت، بهدف تفريغ المنطقة من أي تواجد فلسطيني، كجزء من مشروع لفصل جنوب الضفة عن وسطها. ودعا الناشط القيادة الفلسطينية إلى اتخاذ موقف حازم يتمثل بوقف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، والتوجه للأمم المتحدة لإدانة إسرائيل، وتثبيت الوجود الفلسطيني على الأرض، لافتا إلى أن صمود المواطن على الأرض بحاجة إلى دعم سياسي، ورسمي. وبين جهالين أن "سكان جبل البابا منذ نحو 10 سنوات يمارس بحقهم مضايقات، وتهديدات، ووعيد من قبل الجيش الإسرائيلي لكي يخلي المنطقة، ليقيم عليها مستوطنة، تفصل جنوب الضفة الغربية عن وسطها". وكان نشطاء فلسطينيين قد أقاموا السنة الماضية قرية "أحفاد يونس"، المناهضة للاستيطان بالقرب من المساكن، تزامنا مع وصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإسرائيل، وهدمتها قوة عسكرية بعد عدة أيام