أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، محمود العالول، أن البدو الذين يقطنون سلسلة الجبال التي تربط القدس بالأغوار هم حراس الأرض، وحراس تخوم القدس، همالذين يحولون دون السيطرة الصهيونية علي هذه الجبال، لإقامة مزيد من المستوطنات تمهيداً لإقامة القدس الكبري. جاءت تأكيدات العالول هذه، خلال الزيارة التي نظمتها حركة فتح ومؤسسة الرئاسةاليوم، لعدة تجمعات بدوية تقع في غلاف القدس، لتقديم الهدايا والألعاب والملابس لأطفالهم، ولتقديم المساعدات المالية لهم. وأكد العالول: 'نحن ندرك معاناة أهلنا البدو، وتحدثنا اليوم معهم، واطلعنا بشكل جيد علي معاناتهم ومعاناة أبناءهم وأطفالهم، وبالصعوبات التي يلاقيها هؤلاء الأطفال في الحصول علي التعليم، ولكن ندرك أن هناك معاناة أكبر يتعرضون لها من قوات الاحتلال من أجل أن يتركوا هذه المواقع، فهذه المواقع هي جزء من مخطط E1، والمناطق المحيطة، وكلكم تدركون مدي المخططات التي يضعها الاحتلال من أجل السيطرة عليها لمواصلة التمدد الاستيطاني'. وتابع العالول ان الاحتلال يريد أن يزيل هذه التجمعات البدوية حتي يستفرد بالأرض، إلا أن هؤلاء البدو هم العقبة أمام مخططات الاحتلال علي هذه الأرض. وخاطب العالول مضيفيه بالقول: 'كونوا علي ثقة وباسم القيادة الفلسطينية، وباسم الرئيس وباسم حركة فتح بعد أن استمعنا إلي بعض جوانب المعاناة التي تعيشونها، بأن هذه الزيارة لن تكون أول زيارة ولا آخر زيارة، وسنري ما الذي نستطيع فعله أن نصنعه'. وأكد العالول أن زيارة اليوم جاءت عشية عيد الأضحي المبارك، لتهنئة البدو بالعيد هم وأطفالهم وتقديم بعض الهدايا والألعاب والملابس، وللتأكيد علي أن الشعب الفلسطيني وقيادته فخورون بسجل الصمود الذي يسطره البدو، وبصمودهم علي هذه البقعة من الأرض. من جهته، أكد أحد سكان التجمع داوود جهالين أن سكان التجمع هجروا من أراضيهم قصراً خلال نكبة الشعب الفلسطيني في العام 1948، قبل أن يتوطنوا في السفوح الجبلية الممتدة بين مدينة القدس ومدينة أريحا، وهم يقطنون في ذات المناطق منذ ذلك الحين. وأوضح داوود جهالين أن مشاكل البدو في هذه المناطق بدأت منذ أن بدأ الاستيطان، وأدرك الاحتلال الأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة الجغرافية، فبدأ الاستيطان يتركز في محيط مدينة القدس، فتم إنشاء مستوطنات 'معاليه أدوميم'، 'كفار أدوميم' و'قيدار'، فضلاً عن العديد من معسكرات الجيش، التي تعمد إلي التضييق علي المواطنين البدو لترحيلهم. وأشار داوود جهالين إلي أن السكان لديهم مطالب محددة وهي تثبيت عرب الجهالين علي أرضهم، لأنه في حال إخلاء هذه التجمعات علي طريق القدس أريحا، فهذا هو الفصل الفعلي لشمال الضفة الغربية عن جنوبها، حيث ينعدم التواصل يشكل نهائي. وبين جهالين أن قوات الاحتلال تتعمد اقتحام المضارب في ساعات الفجر الأولي لإجراء عمليات إحصاء للسكان، فيما يتم التضييق علي السكان من خلال منع بناء مزيد من الغرف لأبنائهم المتزوجين حديثاً. من جانبه، أكد عيد الجهالين أن المستوطنين هم المنغص الأول علي سكان المضارب، لأنهم ما انفكوا يهاجمون أملاك المواطنين بالتخريب والتدمير، وبسرقة الأغنام، ويعتدون علي الأطفال والنساء. وفيما يتعلق بحصول أطفال المضارب علي التعليم، قال عيد إن طلاب المضارب كانوا في السابق يرسلون أبناءهم الي عناتا أو العيزرية أو أريحا، وكان الأولاد ينهكون جسدياً لطول المسافة، ولغياب المواصلات الدائمة، فبالتالي لم تكن الفتيات يحصلن علي التعليم. وأوضح عيد أن خمسة أطفال لقوا حتفهم بعد أن تعرضوا للدهس خلال توجههم إلي المدرسة، واضطرار الطلاب أحياناً إلي السير مشياً علي الأقدام لمسافات طويلة، وأحياناً اضطروا لأن يستقلوا الحمير للوصول إلي مقاعدهم الدراسية. وأكد عيد أن سكان المضارب أقاموا مدرستهم الخاصة بتمويل من مؤسسة التعاون الايطالية، وبأدوات بسيطة بات لدي سكان المضارب مدرسة يتلقي فيها الطلاب من الجنسين التعليم.