قالت مصادر أمنية إن مسلحين قتلوا فرنسيا وأصابوا مصريا في هجومين منفصلين في مدينة بنغازي بشرق ليبيا أمس الأحد فيما يهدد انعدام الأمن أوضاع البلاد. وفي العاصمة طرابلس اقتحم محتجون مبنى البرلمان للمطالبة بحل المؤتمر الوطني العام وأطلقوا الرصاص فأصابوا اثنين من النواب واعتدوا بالضرب على آخرين- حسبما افادت وكالة رويترز. ويحمل الكثير من الليبيين المؤتمر الوطني العام والحكومة المسؤولية عن حالة الفوضى المستمرة بالبلاد بعد ثلاثة اعوام على الإطاحة بمعمر القذافي. وقال مسؤول أمني إن الفرنسي الذي قتل في بنغازي يدعى باتريس ريل وكان يعمل في شركة باشرت أعمال تطوير مستشفى كبير في بنغازي. وأضاف "قتل بثلاث طلقات." وأصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بيانا نددت فيه بالقتل ووصفته بالحادث "المشين والجبان" وطالبت بتحديد الجناة. وفي هجمات اخرى في مدينة بنغازي التي تعاني من التفجيرات والاغتيالات أصاب مسلحون مصريا يعمل في محل بقالة وضابطا بالشرطة الليبية. يأتي ذلك بعد أسبوع من عثور الشرطة الليبية على سبعة مصريين مسيحيين مقتولين بالرصاص وألقيت جثثهم على شاطيء خارج بنغازي التي يوجد فيها العديد من الشركات النفطية. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن مقتل المصريين لكن سكانا قالوا إن مسلحين كانوا قد بحثوا عن مسيحيين في الحي الذي يقطنوه مما يشير بأصابع الاتهام إلى إسلاميين متشددين. وقتل مسلحون معلما أمريكيا أيضا في ديسمبر كانون الأول بينما كان يقوم بتمرينات رياضية في المدينة. وأغلقت معظم الدول قنصلياتها في بنغازي وأوقفت خطوط طيران رحلاتها إلى المدينة منذ قتل السفير الأمريكي وثلاثة أمريكيين آخرين في هجوم لإسلاميين متشددين في سبتمبر أيلول 2012. ويخشى دبلوماسيون غربيون أن يصل العنف في بنغازي إلى العاصمة طرابلس. وقتل بريطاني ونيوزيلندية بالرصاص في يناير كانون الثاني وألقيت الجثتان على شاطيء على بعد مئة كيلومتر غربي طرابلس. وفي هجوم الاحد على البرلمان قال عمر حميدان المتحدث باسم المؤتمر الوطني العام لقناة النبأ التلفزيونية إن عشرات المحتجين اقتحموا المبنى واعتدوا على النواب فأصابوا عددا منهم. وقال نزار كعوان عضو المؤتمر لرويترز إن المحتجين أطلقوا النار فأصابوا اثنين من الاعضاء عندما حاولا مغادرة المبنى. وقالت حليمة الورفلي وهي نائبة من بنغازي إن بعض المحتجين الشبان كانوا يحملون سكاكين. وأضافت أنهم دخلوا المبنى وضربوا بعض الأشخاص وألحقوا دمارا بالأثاث. ووافق اعضاء المؤتمر الوطني العام على إجراء انتخابات في وقت لاحق هذا العام بعد غضب شعبي عارم بعد محاولتهم تمديد تفويض المجلس الانتقالي الذي انتهى في السابع من فبراير شباط. وتبذل الحكومة الليبية الضعيفة وجيشها الوليد جهدا للسيطرة على المعارضين السابقين المناهضين للقذافي والمسلحين تسليحا جيدا وعلى الميليشيات الإسلامية.