قال سيف الاسلام القذافي يوم الاثنين ان والده سيحارب ثورة شعبية حتى اخر رجل وذلك في الوقت الذي انضم فيه مواطنون في العاصمة طرابلس الى الاحتجاجات لاول مرة بعد ايام من الاضطرابات العنيفة في مدينة بنغازي في شرق ليبيا. وتجمع محتجون مناهضون للحكومة في شوارع العاصمة طرابلس واعلن زعماء قبليون رأيهم صراحة ضد القذافي وانضمت وحدات بالجيش للمعارضة في الوقت الذي تشهد فيه ليبيا المصدرة للنفط واحدة من ادمى الثورات التي تهز العالم العربي. وظهر سيف الاسلام على التلفزيون الوطني في محاولة لتهديد وتهدئة الناس في الوقت نفسه قائلا ان الجيش سيفرض تطبيق الامن بأي ثمن. وقال "نحن معنوياتنا مرتفعة والقائد معمر القذافي يقود المعركة في طرابلس ونحن معه والقوات المسلحة معه. "نحن لن نفرط في ليبيا سنقاتل حتى اخر رجل وحتى اخر امرأة واخر طلقة ولا يمكن نتركها بلادنا." وانحى سيف الاسلام باللائمة على منفيين ليبيين في تأجيج اعمال العنف. ولكنه وعد ايضا باجراء حوار بشأن الاصلاحات وزيادة الرواتب. وربما يكون هذا التملق غير كاف لاطفاء نار الغضب الذي انطلق بعد 40 عاما من حكم القذافي في انعكاس للاحداث في مصر حيث اطاحت منذ عشرة أيام ثورة شعبية بالرئيس حسني مبارك الذي كان يبدو منيعا. وقال محام في بنغازي لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) بعد ان شاهد الخطاب "الناس هنا في بنغازي يضحكون على ما يقول انها نفس القصة القديمة ( وعود الاصلاح) ولا أحد يصدق ما يقول. "انه كاذب كاذب سمعنا هذه الاكاذيب 42 عاما." وصرح مسؤول امريكي بأن الولاياتالمتحدة تدرس اتخاذ "كل الاجراءات الملائمة" ردا على حملة القمع الليبية العنيفة ضد المحتجين وتقوم بتحليل كلمة سيف الاسلام القذافي لمعرفة مااذا كان هناك امكانية لاجراء اصلاح جاد. واضاف المسؤول انه يجري اطلاع الرئيس الامريكي باراك أوباما بشكل منتظم على التطورات السريعة في ليبيا وان ادارته ستسعى الى الحصول على " ايضاحات" من كبار المسؤولين الليبيين مع حثها على انهاء اعمال العنف ضد المتظاهرين السلميين. وقال المسؤول الامريكي "اننا نحلل الخطاب.. لنرى ما هي الامكانيات التي تضمنها لاجراء اصلاح جاد." وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية اليوم الاثنين ان علي العيساوي سفير ليبيا لدى الهند قدم استقالته احتجاجا على قمع حكومته العنيف للمتظاهرين الذي أدى الى مقتل اكثر من 200 شخص. وقالت البي.بي.سي على موقع خدمتها بالعربية على الانترنت ان العيساوي اتهم ايضا الحكومة بنشر مرتزقة اجانب ضد المحتجين. واكدت البي.بي.سي لرويترز انها تحدثت الى العيساوي. وفي مدينة بنغازي بدا ان المحتجين يسيطرون بشكل كبير على المدينة الساحلية بعد ان اجبروا قوات الجيش والشرطة على الانسحاب الى مجمع. واضرمت النار في مبان حكومية ونهبت. وفي اول علامة على وقوع اضطرابات خطيرة في العاصمة اشتبك الاف المحتجين مع انصار القذافي . ودوت اصوات اطلاق النار خلال الليل واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين رشق بعضهم صور القذافي بالحجارة. واعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية اليوم الاثنين ان مئات الليبين الذين كان بعضهم مسلحا بسكاكين وبنادق هاجموا موقع بناء تديره شركة كورية جنوبية في طرابلس مما ادى الى وقوع اشتباك اصيب فيه اربعة اجانب على الاقل. وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش ان 223 شخصا على الاقل قتلوا خلال خمسة ايام من العنف . وكان معظمهم في بنغازي مهد الانتفاضة وهي منطقة قبضة القذافي فيها اضعف دائما من المناطق الاخرى في ليبيا. وقال حبيب العبيدي الذي يرأس وحدة للعناية المركزة في مستشفى الجلاء ان جثث 50 شخصا معظمهم قتل رميا بالرصاص نقلت الى المستشفى بعد ظهر الاحد . واضاف ان 200 مصاب نقلوا ايضا الى المستشفى. وذكر ان احد الضحايا كان مطموس المعالم بعد اصابته بقذيفة صاروخية في بطنه. واضاف ان افراد وحدة بالجيش تعرف باسم فرقة"الصاعقة" نقلوا زملاء لهم مصابين للمستشفى. وقال الجنود انهم انضموا لقضية المحتجين وانهم قاتلوا وهزموا الحرس الخاص بالقذافي. وقال رجل اخر بالمستشفى وهو محمد المانع لرويترز بالهاتف ان الجنود يقولون الان انهم تغلبوا على الحرس وانهم انضموا لثورة الشعب. واذا كان القذافي يأمل استبعاد بنغازي بوصفها مشكلة اقليمية فانه واجه تطورا ينذر بالخطر مساء الاحد مع خروج الحشود الى شوارع طرابلس . وقال احد السكان لرويترز ان بامكانه سماع اصوات اطلاق النار في الشوارع وحشود من الناس. واضاف "اننا بداخل المنزل والانوار مطفأة. هذا ما اسمعه اصوات اطلاق نار والناس .لا استطيع الخروج." وقال عامل وافد ان المتظاهرين المناهضين للحكومة تجمعوا في المجمعات السكنية. واضاف"الشرطة تفرقهم.بوسعي ان اراهم يشعلون النار في السيارات." وتراجع ايضا التأييد للقذافي بين القبائل الصحراوية في ليبيا. والقذافي نجل راعي اغنام استولى على السلطة في عام 1969. وهدد زعيم قبيلة الزوية الشرقية بوقف صادرات النفط اذا لم توقف السلطات ما وصفه بقمع المحتجين. وقال الشيخ فراج الزوي لقناة الجزيرة انه سيوقف صادرات النفط للدول الغربية في غضون 24 ساعة اذا لم تتوقف اعمال العنف. وقال اكرم الورفلي وهو شخصية بارزة في قبيلة ورفلة للجزيرة انه سيقول للاخ القذافي انه لم يعد اخا وسيقول له ارحل من البلاد. والانتفاضة الليبية واحدة ضمن سلسلة ثورات تنتشر كالنار في الهشيم عبر العالم العربي منذ ديسمبر كانون الاول مما ادى الى اسقاط رئيسين ظلا يحكمان لفترة طويلة في تونس ومصر وتهدد انظمة راسخة وغير راسخة ابتداء من البحرين حتى اليمن. ويتابع الغرب الموقف بقلق مع سقوط حلفاء وخصوم قدامى او تعرضهم للخطر. وكان الرئيس الامريكي الاسبق رونالد ريجان قد وصف القذافي بأنه "كلب الشرق الاوسط المسعور".