النواب يرفع الجلسة العامة، وغدا الاستماع لبيان وزير التموين    وزير التعليم العالي يلتقي نظيره الفرنسي لبحث سُبل التعاون المُشترك (تفاصيل)    محلية إسنا الأقصر تزيل 12 حالة تعدٍ بناء مخالف (صور)    عمليات جديدة للمقاومة الفلسطينية ضد جيش الاحتلال    المجلس الوطنى الفلسطينى:انتهاكات المستوطنين باقتحام الأقصى إرهاب منظم    استبعاد عمر جابر من قائمة الزمالك لمواجهة بيراميدز    زغلول صيام يكتب: عندما تغيب الحبكة الدرامية في قرعة الدوري فلا تسأل عن طه عزت ولا الخواجة الألماني!!    المتحدة للرياضة تنشر صوراً من التجهيزات الأخيرة لغرفتي ملابس الزمالك وبيراميدز    ختام فعاليات البرنامج التدريبي بداية قادة الجامعات المصرية    إصابة 8 لاعبين دراجات بطريق مصر إسكندرية الصحراوي    قدرت ب20 مليون جنيه.. القبض على تشكيل عصابي لاتهامه بتصنيع المخدرات وترويجها    نافذة على فلسطين، برنامج أفلام خاص في مهرجان الجونة السينمائي    "نافذة على فلسطين".. برنامج أفلام خاص في مهرجان الجونة السينمائي    رئيس جامعة أسيوط يُصدر قرارات تجديد وتعيين ل 3 قيادات    مكافحة البعوض والحشرات ناقلات الأمراض بالرش في الشرقية    14 رسالة من السيسي في المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية    نظام غذائي متوازن لصحة الجهاز الهضمي    استمرار حبس موظف بالنصب على مواطن بقصد الاستثمار في الشيخ زايد    ندب الدكتور حداد سعيد لوظيفة رئيس جهاز التفتيش الفني على أعمال البناء    «القاهرة» الأولي على إفريقيا في تصنيف "ليدن" الهولندي    رد الجنسية المصرية ل24 شخصًا.. قرارات جديدة لوزارة الداخلية    ضبط 4 أطنان مواد غذائية و2817 لتر مواد بترولية في حملات رقابية بالشرقية    بعد قليل.. محاكمة شابين في واقعة دهس عامل دليفري بالإسكندرية    بلغ عددها 66.. أستراليا تراجع جميع تصاريح التصدير العسكرية إلى إسرائيل    نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى كتاب جديد لمصطفى بكري    محافظ أسيوط: بدء أعمال رصف طريق ترعة بهيج بمركز أبنوب    «شبح الإكس يطاردهم».. 3 أبراج تعتقد أن شريكها السابق أفضل    مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي يكشف عن أعضاء لجنة تحكيم مسابقة عصام السيد    87 شهيدا ومفقودا وأكثر من 40 مصابا جراء مجزرة الاحتلال فى بيت لاهيا شمال غزة    ضبط 688 بطاقة تموينية وتحرير 495 محضرا بالمراكز والأحياء في أسيوط    وزير الصحة أمام المؤتمر الثاني للسكان والصحة : نناقش قضية قومية مصيرية تمثل تحديا رئيسيا للأجيال    وزير الطاقة القبرصي: مصر شريك مهم داعم للأهداف العادلة لاستغلال الثروات الطبيعية    قوافل طبية لعلاج المواطنين مجانا بالشرقية    وزير الزراعة: نعمل على حل مشكلات المزارعين وتشجيعهم على زيادة الإنتاج    حكم استخدام زخارف المصحف في ديكورات الأفراح.. الأزهر للفتوى يوضح    هاتريك ميسي يقود إنتر ميامي لرقم قياسي في الدوري الأمريكي    «كيفية التأسي بالنبي».. ندوة توعوية للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر في مالي    قيمتها 60 مليون جنيه.. القبض على 7 أشخاص بتهمة غسيل أموال بتجارة المخدرات    قيادي حمساوي: استشهاد السنوار أمر داخلي للحركة.. وحماس لن تنتهي (حوار)    «مفاجأة في الهجوم».. شوبير يكشف عن تغييرات في تشكيل الأهلي أمام سيراميكا    الفنان محمد فوزي.. ذكرى وفاة عبقري الموسيقى    ما معنى «والله يعلم وأنتم لا تعلمون»؟.. أسرار الآية (216)    مفتي الجمهورية يوضح حكم عمليات تجميل الأنف    حزب الله يستهدف كريات شمونة شمال إسرائيل برشقة صاروخية    ماذا يحدث فى الكنيسة القبطية؟    جامعة قناة السويس تحقق إنجازا عالميا جديدا    «ارتفاع عز وهبوط الاستثماري».. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد 20 أكتوبر 2024    نائبًا عن السيسي، وزير الأوقاف يشارك في حفل تنصيب رئيس إندونيسيا الجديد (صور)    استشاري: السيدات أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام «المرض الصامت»    التشكيل المتوقع لمواجهة ليفربول ضد تشيلسي يوم الأحد    وزير الأمن القومي الإسرائيلي يُهاجم جيش الاحتلال.. ما السبب؟    اليوم.. إعادة إجراءات محاكمة متهمين اثنين في «فض اعتصام رابعة»    أمريكا تُحقق في تسريب المعلومات بشأن خطط إسرائيل لمهاجمة إيران    تامر عاشور يشدو بأروع أغانيه لليوم الثاني بمهرجان الموسيقى    هل يجوز ذكر اسم الشخص في الدعاء أثناء الصلاة؟.. دار الإفتاء تجيب    ملف يلا كورة.. قرعة الدوري.. الهزيمة الأولى لأرسنال.. و"يد الأهلي" بطلًا لأفريقيا    5548 فرصة عمل في 11 محافظة برواتب مجزية - التخصصات وطريقة التقديم    هشام يكن: الزمالك سيدخل لقاء بيراميدز بمعنويات عالية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإعلام والأمن القومي .. ما بين ثورتي 25يناير و30 يونيو
نشر في محيط يوم 03 - 03 - 2014


كيفية الحفاظ على الأمن القومي المصري
مقدمة
نظراً لما يُمثلة الإعلام الآن من وسيلة اتصال سريعة الإنتشار، تستطيع اختراق الحواجز والمسافات، وأيضاً اللوائح والقوانين أحياناً، بسبب ظهور وسائل الإعلام البديل المُتمثلة في شبكات التواصل الإجتماعي، والمدونات، والمنتديات، ومواقع الأخبار الإكترونية، وما إلى ذلك... إلى جانب تعدُد وإنتشار القنوات الفضائية بشكل ملحوظ، وعودة الإعلام الشعبي بثوبه الجديد من خلال شاشات العرض، أثناء فترات تصاعُد الأحداث، والتي مرت علينا خلال الفترة الماضية. فقد وجدتُ أن هناك أهمية للربط بين الإعلام المصري، بصورته المُنفتحة الحالية، والأمن القومي، وأيضاً بما يحفظ حقوق الإعلاميين والمُواطنين .. في حرية التعبير عن الرأى، ومُمارسة أوجه الديمقراطية التي نبغيها جميعاً فيما بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011.
فبعد تعدد الأحداث الأخيرة، أثبت الإعلام عملياً .. وعلى أرض الواقع، قُدرته على التأثير في الرأى العام، وتعبئة المشاعر والإنفعالات.. بصورة إيجابية كانت أو سلبية، تجاه مواقف أو أشخاص، أو اتجاهات مُحددة. ذلك الأمر الذي لم يكن ينتبه له العامة، وكان مجرد علم يتناوله الأكاديميين والمُتخصصين، حتى جاءت الثورة ولفتت الإنتباه إلى وسائل الإعلام بأنواعها التقليدية منها والإفتراضية، وأيضاً الشعبية.
وأخيراً، أتوجه بخالص الشكر لسيادة اللواء"يحيى محمد الكدواني" وكيل المخابرات العامة سابقاً، ومستشار رئيس هيئة قناة السويس للأمن، على مساعدته القيمة في اتمام هذه الورقة البحثية.
أهمية الأمن القومي !!
يُعد الأمن القومي أساس وجود الدولة وهدف من أهداف سياساتها العُليا، التي تتمثل بالدفاع عن كيانها في المحيط الخارجي والداخلي، لتأمين أيديولوجياتها، وتعزيز استقلالها السياسي والإنسجام الاجتماعي، وضمان الوحدة الوطنية والقومية للدولة ضد الأخطار. وهو المفهوم الذي يدور حول فكرة أمن الوطن، والمواطن في ذات الوقت، بمعنى أن أى ضرر يلحق بأحد أنشطة الدولة، أو مؤسساتها الحيوية، ينعكس بالطبع عليها وعلى أفرادها. وهو أيضاً الجهد اليومي الذي يصدُر من الدولة لتنمية ودعم أنشطتها الرئيسية السياسية، والإقتصادية والإجتماعية، بالإضافة إلى دفع أى تهديد، أو مُحاولات للإضرار بتلك الأنشطة.
ان الأمن القومي لم يعُد قاصراً على البُعد العسكري التقليدي، ولكنه اتسع ليضُم عدة أبعاد أخُرى، مثل التي تتعامل مع تهديدات مختلفة عن الحرب بمفهومها المُتعارف عليه. ولكنها لا تقل أهمية عن العدوان العسكرى المباشر؛ بل ربما تفوقه أهمية، بإعتبارها تهديدات غير مباشرة يُمكنها أن تؤدي إلى الخلل في بنية المجتمع والدولة معاً. مثل الإستخدام السئ أو الغير مسؤول لوسائل الإعلام، وأيضاً الإختراق الإعلامي، والحرب الإلكترونية .. ومن ثم يجب القول بأن مفهوم الأمن القومي، يُعد مفهوماً جماعياً؛ أى أن جميع جهات الدولة المعنية، يُحتَم عليها الحفاظ على الأمن القومي.
دور الإعلام كقوة إستراتيجية :
في ظل انفتاح الحدود والفضاءات وعدم سيطرة الدولة على سلطة حركة الفكر والثقافة، أدرك العالم الخارجي القوة الكامنة في الإعلام. الذي أصبح من أهم الوسائل التي ارتكزت عليها المخططات الإستراتيجية الأجنبية، والتبرير لظاهرة العولمة، أو الأمركة، والنظام العالمي الجديد بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى مُحاولات نشر مفهوم المُواطنة الإنسانية، من خلال تلك الوسائل الإعلامية التي أثبتت قُدرتها على إذابة الحواجز بين الثقافات، والأديان، والحضارات، وما إلى ذلك... وقد رأينا أن معظم ما تم تنفيذه من مُخططات وصلت أحياناً إلى درجة احتلال دولة ما، كانت قد استندت على قاعدة عريضة من التأييد الدولي، تتمثل في الرأي العام العالمي، والذي تم تشكيله عبر الإستراتيجيات الإعلامية التي اُتقن صُنعها تجاه قضايا وأهداف محددة، لم يكن من الممكن تحقيقها دون ذلك التأييد الدولي مثلما حدث في ليبيا، والعراق وأفغانستان من قبلها، والمُحاولات المُستميته حتى وقتنا هذا في سوريا.
وتتوقف القوة الإستراتيجية الإعلامية لأى دولة على :
حجم وجودة الإنتاج الإعلامي لها، ومدى ما يتمتع به من حرية، وحصانات تُمكنه من كفاءة أداءه.
قدرتها على تكوين رأي عام عالمي، وآخر وطني داخلي .
قدرتها على اختيار مداخل إعلامية مناسبة .
امتلاك الأقمار والمسارات والتقنيات الإعلامية الحديثة. وهو الأمر الذي دفع قطر على سبيل المثال في الفترة الأخيرة إلى الإتجاه إلى تبني قمر "سُهيل سات" القطري، ونجاحها في إتمام الشراكة مع قمر ال"عربسات".
وجود كوادر إعلامية تتمتع بالمهنية الإحترافية؛ تستطيع مخاطبة الرأى العام.
وجود آلية فعالة للتخطيط الإستراتيجي الإعلامي، وأًخرى تتولى مُتابعة تنفيذ تلك الإستراتيجية، وترعى خطة الدولة الإعلامية.
قدرتها على علاج نقاط الضعف في البنية الوطنية من خلال الدعم الإعلامي. وقدرتها أيضاً على البناء المعلوماتي السليم .
امتلاكها للقدرات، والمزايا التي تُزيد من امكانياتها التنافُسية الإعلامية، على المستوى العالمي.
وجود سياسات وبنية قانونية مُلائمة، لها القدرة على تدعيم الإعلام الوطني.
تعدُد الأجهزة الإعلامية لها سواء من وسائل تقليدية - مسموعة ومقروءه ومرئية-، أو وسائل الإعلام الإلكتروني لما أصبح لها من دور هام وفعال .
مظاهر تأثير الإعلام على الأمن القومي:
يختلف ذلك التأثير من وسيلة إلى أُخرى، ومن شخص إلى آخر، وارتباط ذلك بمدى تأثُر المُتلقي بالوسيلة التي يُفضلها، أو يتعرض لها بطبيعة الحال .. تلك العلاقة التي تتأثر ببعض العوامل مثل درجة ثقافة الفرد المُتلقي للرسالة الإعلامية ومُستواه التعليمي، وكيفية ادراكه للرسالة التي يتعرض لها، والقيم والعادات والتقاليد الخاضع لها المُتلقي، وأيضاً مستواه المادي والإجتماعي.
هذا إلى جانب نوع الوسيلة نفسها التي تُقدم الرسالة الإعلامية، حيث أثبتت بعض الدراسات أن الإتصال الشخصي يُعد من أهم وسائل الإتصال تأثيراً، يليه التليفزيون والسينما، ثم الإذاعة، وبقية الوسائل المطبوعة. في حين أننا الآن نرى قوة تأثير وسائل الإعلام البديل أو الجديد، فهى أصبحت بمثابة مصدر رئيسي للمعلومات، للمُتلقيين بشكل غير مباشر، حيث أن أغلب وسائل الإعلام التقليدية والمُتعارف عليها، أصبحت تستمد معلوماتها وبياناتها من تلك الوسائل الإفتراضية.
أما عن التأثير المباشر، فلا يُمكن القول بأن الوسائل الإعلامية البديلة لها القدرة على التأثير في مصر بشكل كبير حتى الآن، بسبب ما تُعانيه من نسبة أُمية أبجدية عالية، تؤثر بدورها على نسب الأمية التكنولوجية.
الإختراق الإعلامي، كقوة ناعمة تُهدد الأمن القومي :
وهنا التخوُف مما يُسمى غزو الثقافات من خلال وسائل الإعلام .. بمعنى قُدرة الإعلام الخارجي في التأثير على الهوية الثقافية القومية، والتأثير على القيم والمعتقدات، بشكل سلبي يُشكل خطراً وتهديداً على أمننا الداخلي. وتكمُن أهداف الإختراق الإعلامي من قِبَل الغرب في :
تشجيع انتشار الأفكار والقيم السائدة في النظام الرأسمالي العالمي لتكون قوة ضاغطة ومؤثرة على القرار في بلدان العالم الثالث.
التأثير على الرأي العام والترويج لمفهوم الديمقراطية، بما يخدم ترويج القوة المؤثرة (الولايات المتحدة الأمريكية) كقوة وحيدة خلال هذا القرن.
اختراق حالة التماسُك والإستقرار الوطني والإجتماعي؛ بهدف خلق عامل الضعف، واليأس لدى الإرادة الشعبية. والتأثير السلبي على الوحدة الوطنية والإضعاف منها، من خلال إثارة قضايا لشغل الرأى العام الداخلي والخارجي مثل : قضايا الأقليات، الطائفية، القوميات التي تستقبل قاطني المناطق الحدودية، وما إلى ذلك...
وتتمثل أهم وسائل الإختراق الإعلامي، في:
أولاً: الحرب النفسية:
وهى مجموعة من الإجراءات المُخططة، التي تصدُر عن الأجهزة المُختصة بالدعاية لدولة مُعينة، أو مجموعة من الدول تعمل سوياً على مُخطط وهدف واحد. تهدف للتأثير على الأفكار والعواطف بما يخدم أهدافها. وأهم مظاهرها إثارة الرعب والتوتر، والعمل بما يُشبه الحرب الباردة. كما تعتمد تلك الوسيلة على أساليب وإجراءات عديدة أهمها الإجراءات العسكرية الاقتصادية والسياسية، وهذه الإجراءات تستخدم ضد البلدان المُعادية والمحايدة والصديقة لتحقيق أهدافها السياسية والأيدولوجية من خلال التأثير على مصالح ومعنويات وأخلاقيات الشعوب المستهدفة.
ثانياً: الدعاية:
حيث تُستخدم الدعاية في التحكُم بالرأي العام، وأنماط السلوك المختلفة للأفراد والجماعات، وتختلف لغتها، وأسلوبها، وأنواعها – بيضاء/ رمادية / سوداء- حسب الهدف الذي تسعى إليه، وأيضاً حسب توجُه القائم بالعملية الإتصالية الدعائية، وأهدافه التي يسعى إليها من تلك الدعاية.
فهى عبارة عن عمليات اتصالية ترمي إلى التأثير على الأفراد والجماعات، والسيطرة على سلوكهم الغريزي بإتجاه يخدم أهداف مُخططي العمل الدعائي. وهنا تجدُر الإشارة إلى أن أغلبية الأنظمة لا تستخدم مصطلح الدعاية، وإنما "الإعلام"، نظراً لعلمها بأن الدعاية تترسخ عنها صورة ذهنية سيئة عند الكثيرين لإدارة المواقف الجماعية، حيث المبدأ البرجماتي الميكافيلي "الغاية تُبرر الوسيلة". فالدعاية كما نعلم تُناشد العواطف في أغلب الأحيان لا العقل، إضافة إلى اعتمادها على المُبالغة، واستخدام بعض الوسائل اللاعقلانية التي تستهدف غرس الكراهية في نفوس أبناء الشعب تجاه الشعوب الأخرى بما يخدم مصالحها.
في السياق السابق لاحظنا تهديد الإعلام المُتعاطف مع الإخوان للأمن القومي المصري:
وهو الأمر الذي قامت به بعض القنوات مثل: قناة مصر 25، وغيرها من القنوات التي كانت تُحسب على التيار الإسلامي - الحافظ والرحمة - والتي أُغلقت جميعها بعد ثورة 30 يونيو، ولكن سُرعان ما ظهرت قنوات تُشابهها في الأداء الغير مهني والذي يعرض فتاوى لا تمُت لللإسلام بصلة، بالإضافة لآراء مُحابية لتوجُهات الإخوان مثل قنوات: اليرموك، أحرار 25، زيتونة، القُدس، وما إلى ذلك ... إلى جانب قناة الجزيرة مُباشر مصر، والتي تُصبح وتمسي وهى تبث سمومها وأخبارها وتقاريرها المُغرضة، بهدف الإضرار بالأمن والصالح العام المصري؛ من أجل أهداف ومصالح تخُص مصادر تمويلها، وجهات أجنبية تتعاون معها.
ان دور قناة الجزيرة كان قد لمع وبرز منذ أحداث ثورة يناير 2011، وظل مُتأرجحاً وغامضاً حتى باتت الأغلبية من الشعب المصري على دراية بنواياها وأهدافها، والتي وضحت بطبيعة الحال بسبب ما تُقدمه من تقارير مُفبركة تُجسم من المواقف والأحداث، أو تُقلل منها طبقاً لأهوائهم الخاصة، دون مُراعاة أى قدر من المهنية والمسئولية الإعلامية.
بالإضافة إلى أنها طبقاً للمسئولون لا تملُك أى سند قانوني يُتيح لها العمل داخل مصر، كما أنها استحوذت أثناء اعتصام رابعة العدوية على أجهزة بث خاصة للتليفزيون المصري، وغير مُصرح للعمل بها من قِبلَها.
كما تجدُر الإشارة إلى قنوات مثل ال CNN، وال BBC، وال EuroNews، والتي كانت تُحَذو في بداية الأمر حذو إتجاهات الإخوان وتدعيم آراؤهم، ولكن سُرعان ما تراجعت بعد أن أدركت أن الشعب المصري يعي تماماً مثل تلك الألاعيب، وأنه يرفُض التدخُل في شؤونه الداخلية، أو المساس بأمن البلاد القومي.
الإعلام المصري كوسيلة مؤثرة على أجهزة الدولة، ومؤسساتها الإقتصادية والحيوية :
ان المُتابع للإعلام المصري بجميع أنواعه، سواء التقليدي، أو البديل، منذ ثورة يناير، وأيضاً بعد ثورة 30 يونيو وحتى الآن، لاحظ أن إعلامنا المصري أخطأ في عدة مواضع، تُعد خطراً وضرراً على الأمن القومي. فقد شاهدنا على سبيل المثال ما حدث مع جهاز أمن الدولة سابقاً، وتسريب وثائقه حين تم اختراقة، والتي تم نشرها على شبكات التواصُل الإجتماعي، وتداولها من قِبَل بعض برامج "التوك شو". وبالمثل الأخبار والوقائع التي تُسرب من باقي المنشآت الحيوية، دون التأكُد من صحتها، أو المُلابسات الحقيقية التي تُحيط بالحدث المُتبادل نشره، وتداوُله بين وسائل الإعلام بإختلافها. ان الإعلام يجب أن يكون على قدر المسؤولية، بأن لا يُصرح بأى بيانات، أو معلومات حول تلك المؤسسات والمُنشآت دون أن يتم التأكُد من صحتها، أو مصدرها، أو قبل التأكُد من أن تلك المعلومات لن تضُر بالصالح العام، والأمن الوطني للبلاد. وأن يكون دائماً على يقين أن هناك جهات مُتربصة بأمننا الداخلي، في ظاهرها تكون شرعية، وهى في واقع الأمر غير ذلك. تُتابع بإستمرار كل صغيرة وكبيرة، لإستغلال المواقف في صالح أهدافها.
فإذا تحدثنا عن "قناة السويس" على سبيل المثال، نُلاحظ مؤخراً الحديث عنها كثيراً في وسائل الإعلام. على الرغم من أن ذلك المجرى الملاحي لا يجب أن يُنشر عنه كل شئ، مثل الأخبار التي نراها في أشرطة الأخبار بالفضائيات، أو من خلال الصُحف .. ورقية كانت، أو الكترونية، حول أن السفينة، أو الباخرة الفُلانية شحطت، أو تعطلت، أو غرق غاطس، أو أن العاملين بأحد قطاعات هيئة قناة السويس مُضربون عن العمل، أو مثلما حدث عند نقل تظاهرات شرق التفريعة في بورسعيد على أنها مصدر قلق على المجرى الملاحي، أو إطلاق النار من قِبل بعض الإرهابيين على أحد السُفن الصينية، وما إلى ذلك من الأخبار... التي في واقع الأمر لن تُفيد المُواطن العادي في شئ، ولكنها على الرغم من بساطتها في ظاهرها إلا أنها يُمكن أن تتسبب في خسائر مالية نحن في غنى عنها. حيث تقوم شركات التأمين عند انتقال الشعور لها بأن هناك إضرابات في تلك المنطقة، برفع قيمة التأمينات التي تُطالِب بها، ذلك الأمر الذي يؤثر سلبياً على أوضاعنا الإقتصادية. كما يُمكن أن يُعرضنا إلى فرض حماية دولية، غير مُرحَب بها.
أما عن الحديث عن مرور جنسيات مُحددة من السُفن، من المعروف أنها تُثير حفيظة قاعدة عريضة من المُواطنين، فهو أمر خاطئ أيضاً، لأنه مُجرد تصدير أخبار تُثير البلبلة، دون توعية المُواطن أن مرور تلك السفن، ليس أمراً قابلاً للنقاش، أو في يد المسؤولون، والعاملون على القناة، لأنه يرجع إلى إتفاقيات ومُعاهدات دولية مُصدق عليها، ولم يتم تعديل، أو تغيير بنودها حتى الآن؛ وبالتالي إذا تم مُخالفتها، تُعرَض الدولة لعقوبات دولية وقانونية.
وعن القوات المسلحة، فشاهدنا كثيراً نفيها لكثير من الأنباء والشائعات التي تدور حول أخبارها، والتي منها خبر انشاء قاعدة عسكرية أمريكية في سيناء، ضمن بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بنهاية عام 2012 ذلك الخبر الذي تم نفيه مثل العديد من الأخبار الأخرى. والتي بسببها جميعاً ناشدت القوات المُسلحة في أكثر من مرة أن أى من لديه أدلة، أو معلومات حول ما يقول، أو يُدلي به من بيانات؛ أن يُقدمها على الفور إلى وزارة الدفاع، أو المتحدث الرسمي للقوات المسلحة. كما ناشدت القوات المسلحة وسائل الإعلام أيضاً تحري الدقة فيما تتناوله من معلومات وأنباء، وضرورة تجنب الأكاذيب والمعلومات المُتضاربة، التي تُمثل خطراً وتهديداً على الأمن القومي المصري.
كيف يتم توظيف الإعلام في خدمة المجتمع، والأمن القومي المصري؟!
ترتبط السياسة الإعلامية بالأوضاع السياسية، والاقتصادية، والأمنية، والاجتماعية، والحربية؛ أى أن الإعلام يرتبط بقوى الدولة الشاملة، ومن ثم فهو يسعى بطريق غير مباشر لتحقيق الأمن القومي، من خلال التغطية الإعلامية، ومن خلال الإسهام في بناء المواطن، وتحصينه ضد أي غزو إعلامي، أو فكري مُعاد. كما يقوم الإعلام بدور هام في تنمية الوعي السياسي لدى المواطنين، واستيعابهم لما يدور على الساحة الداخلية، حيث يتناول القضايا الوطنية التي تؤثر في قُدرات الدولة السياسية، من خلال الشرح، والتحليل لهذه القضايا، وتعريف المواطن بأسبابها وأسلوب التعامل معها.
ويتضح مما سبق أهمية دور الإعلام المُستقل في تدعيم الأمن وإدارة الحكم، والتنمية بعد الأزمات والحروب. بالإضافة إلى دوره في دعم بناء دولة قائمة بوظائفها، بالأخص في حالة عدم استقرار الأوضاع السياسية والإقتصادية للدولة. ولذلك يجب على أجهزة الإعلام العمل في اتجاهين:
الأول: خاص بالأخبار ذات المساس بالدولة، كالأمور العسكرية، والأمنية، والصناعة الحربية، والعلاقات الدولية، وما إلى ذلك. والتي يجب الحرص الشديد عند التناول الإعلامي معها، والرجوع فيها إلى المتحدث الرسمي المسؤول لكل جهة مُختصة بما سبق، للتأكد من صحة ما يُتداول من بيانات ومعلومات. وأن نشره لا يمس الأمن القومي للدولة.
الثاني: خاص بالأخبار والأحداث الجارية، التي لا تتطلب سوى الدقة والمهنية والمسؤولية الإعلامية في نقلها، وعرضها على الرأى العام. كما تتضح أهمية العمل على تنمية دور كلاً من : أولاً: الإعلام الأمني :
وهو عبارة عن مجموعة العمليات المُتكاملة التي تقوم بها أجهزة، ووسائل الإعلام المُتخصصة من أجل تحقيق أكبر قدر من التوازن الإجتماعي، بهدف المحافظة على أمن الفرد، وسلامته، وسلامة الجماعة والمجتمع. حيث أصبح من الضروري تدعيم مفهوم "الشرطة المجتمعية"، ومُساندة الشرطة في أدائها لدورها، من خلال وسائل الإعلام، التي يجب إدراك أهميتها ودورها في غرس المفاهيم الأمنية لدى أفراد المجتمع، وبث الطمأنينه والإستقرار من ناحية أُخرى. بالإضافة إلى أهمية الإسراع في تدشين قناة ناطقة بوزارة الداخلية تكفُل التواصُل المُستمر والفعال بين الشرطة والشعب.
وتتمثل أهداف الإعلام الأمني في :
تدعيم الإنتماء الوطني والمُمارسة الديمقراطية، في إطار السياسة العامة للدولة. والتوعية بحجم المخاطر التي تطرحها تحديات المُواجهة ضد الجريمة، مع التأكيد على ضرورة التفاف الجماهير حول مؤسساتها الأمنية وتلاحمهم معها.
تحقيق الأمن الإعلامي بمعنى إنسياب وتدفق المعلومات الصحيحة للمواطن وأجهزة الإعلام عبر قنوات شرعية مسئولة. وبأسرع وقت مُمكن بما يكفُل قطع الطريق على أية مُعالجات مُغرضة أو تأويلات، لا تحتملها الظروف الدقيقة على المستوى المحلي والإقليمي.
التفاعل الخلاق مع الرأى العام، والمُساهمة في الإرتقاء بالسلوك العام للمُواطنين في إطار حضاري، لا يصطدم مع التراث، والقيم الإجتماعية الموروثة، مما يكفُل رفض المُواطن لكل صور الوصاية الفكرية، وأساليب القهر التي تُمارسها بعض العناصر المُتطرفة داخل المجتمع أيأً كانت أشكالها أو صورها.
وسائل تحقيق تلك الأهداف، هى :
إتباع الموضوعية في التغطية الإعلامية للحدث. لأن الخبر الكاذب، والمُلون والمغلوط لن يمكُث طويلاً.
إنشاء وكالات إعلامية مُتخصصة للبث الإعلامي، وذلك بغرض نشر الأخبار الصحيحة عن المجتمع، أو الوطن، ومُواجهة الصور الإعلامية المُعادية بكشف أخبارها الكاذبة، والمُلفقة.
نشر صور حقيقية عما يقع بداخل المجتمع من أحداث وبسرعة، ونبذ سياسة التعتيم الإعلامي، لأنها تترُك مجالاً خصباً للشائعات.
تشجيع روح النقاش والنقد، لأن إختلاف الأفكار يؤدي في النهاية إلى طرح أفكار مُتعددة، ومن ثم يتم الأخذ بأفضلها للتطبيق الفعلي.
تشجيع الدور الرقابي لدور الإعلام، حتى يُمكن إلقاء الضوء على نواحي القصور داخل المجتمع، وطرق مُعالجتها، والوقاية منها.
التركيز على شرح واجبات وحقوق الأفراد تجاه المجتمع، وبيان حدود التجاوزات، وجزاء مخالفتها.
توضيح وشرح سياسات الدولة في المجالات السياسية، والإجتماعية والثقافية وسياساتها الخارجية، والداخلية وغيرها.
دور وسائل الإعلام الجماهيري في مُعاونة الشرطة على أداء وظائفها، عن طريق :
العمل على غرس القيم الإجتماعية، والأخلاقية في نفوس النشئ والشباب، وإيضاح دور الأسرة في رعاية أطفالها، وبيان الأثر الضار للإهمال، أو السلبية في عملية تنشئتهم، ورعايتهم.
توعية المواطنين بأضرار السلوك الإنحرافي وأخطار الجريمة على المجتمع والفرد، بعرض النماذج المختلفة، وترسيخ مبدأ الجريمة لا تُفيد.
حث المواطنين على احترام القانون والنظام، وتعميق الإقتناع بهذا المفهوم، وبيان أساس الحقوق والحريات في المجتمع الديمقراطي، من خلال مبدأ أنت حر فيما لا يضُر.
الحث على نبذ العادات الإجتماعية السيئة مثل عادة الأخذ بالثأر، وإيضاح خطرها على مرتكبيها من خلال الإستمالات العاطفية والعقلانية المختلفة.
الإهتمام بالبرامج، والموضوعات التي توضح أخطار تعاطي المخدرات وإدمانها، وأثرها على عقول، وصحة الأفراد، وخاصة الشباب.
تبني الحملات الإعلامية التي تُساهم في التنشئة الإجتماعية الصحيحة.
ثانياً: الإعلام الحربي :
تبرُز أهمية الإعلام في مُواجهة التهديدات المختلفة التي تُحاول المساس بالأمن القومي للدولة، وكذلك من خلال إبراز دور القوات المسلحة من أجل تحقيق الإستقرار الوطني، والمحافظة على أمن وسلامة البلاد ضد التهديدات الخارجية، وأيضاً أهمية دور الإعلام الحربي من خلال التعاون بينه، وبين أجهزة ووسائل الإعلام بالدولة.
وذلك بالتعاون مع وسائل الإعلام المرئي، والإذاعي، وأيضاً المقروء،... لما لها جميعاً من دور هام، في حل مشاكل الجماهير والقضايا التي تتصل بهم، من خلال تعميق إدراك الجماهير لحجم التحديات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والأمنية، وتوعية الجماهير بدورهم في حل المشكلات التي تواجه المجتمع. وأيضا ضرورة دعم الهوية الثقافية، وإبراز سماتها الحضارية الإيجابية المتعلقة بالقيم والموروثات الشعبية والعادات والتقاليد. مما يصُب في النهاية في عملية دعم الأمن القومي للدولة على المستويات المحلية، والإقليمية، والوطنية.
الإعلام الحربي ودوره في دعم الأمن القومي للدولة :
لاشك أن للإعلام الحربي دور رئيسي ومؤثر، من أجل مُواجهة القضايا الوطنية "سياسية - اقتصادية - أمنية - ثقافية"، والتعامل معها من خلال برامج مدروسة ومخططة جيداً، يؤكد من خلالها على المشاركة في تحقيق الأمن القومي. ولتحقيق هذا الدور يتم التأثير إعلامياً من خلال البرامج الحربية المختلفة التي تُبث عن طريق الوسائل الإعلامية بأنواعها.
ان الإعلام الحربي بجانب عمله التقليدي وقت الحرب، يلعب دوراً هاماً، في بناء الأمن القومي للدولة، وفي تخطيط استراتيجية لذلك؛ على أساس التفاعل مع التحديات والتهديدات المُوجهة للأمن القومي. وكيفية التصدي لها. بجانب دوره الحالي في مُواجهة مشاكل وقضايا المجتمع من خلال الإسهام في مناقشتها، وايجاد الحلول المناسبة لها. بالإضافة إلى مُحاولته للتصدي للغزو الفكري والثقافي المُعادي، الذي يستهدف النيل من وحدة الوطن.
ومن ثم يجب الإهتمام بدوره، وتطويره، والتأكد بإستمرار من أن هذا النوع من الإعلام يُواكب المُتغيرات الوطنية، والإقليمية والعالمية، حتى نضمن نجاحه. وذلك على عدة مستويات،أهمها :
1- السياسي والإقتصادي:
والمُفترض فيه أن يقوم الإعلام الحربي بتعريف المُواطنين بالقضايا الوطنية التي تؤثر على إعداد الدولة سياسياً، وأسبابها وسُبل مُواجهتها، والتأكيد على ارتباط سياسة الدولة وأمنها الوطني بالسياسة العربية، والأمن القومي العربي.
كما أن للإعلام الحربي دور مؤثر من خلال دعم جهود التنمية الاقتصادية على المستوى الوطني. والتأكيد على أن القوات المسلحة لا تُمثل عبئاً مؤثراً على مطالب التنمية؛ بل على العكس يُمكنها أن تُسهم بفعالية لتخفيف العبء عن الإنتاج الإستهلاكي للدولة، من أجل تحقيق الأمن الغذائي الذي يُعتبر شقاً رئيسياً في بناء أمن الوطن والمواطن. إلى جانب دور الإعلام العربي في إقناع الشعب بأن إشراك القوات المسلحة في خطط التنمية، وتنفيذ مشروعات البنية الأساسية للدولة، تأتي كلها في إطار بناء الاقتصاد الوطني، وأن الدور الذي تقوم به القوات المسلحة لا يؤثر على دورها الرئيسي للإستعداد للحرب. ويُمكن مُشاركة الإعلام الحربي من خلال حلقات النقاش والندوات عبر قنوات التليفزيون، أو من خلال شبكات التواصُل الإجتماعي على سبيل المثال، للتوعية بالمشاكل الاقتصادية التي تُواجه الدولة، وإبراز إسهامات هذه القوات في المشروعات الوطنية. 2- الأمني والحربي:
حيثُ ضرورة التعريف بدور القوات المسلحة في مُواجهة الأخطار الناجمة عن الجريمة المنظمة، وما إلى ذلك ... وأهمية مشاركة القوات المسلحة في هذا الدور من أجل حماية المجتمع. إلى جانب أهمية إبراز العديد من الأنشطة الحربية، من أجل تحقيق الإنتماء الوطني، والتأكيد على استعداد القوات لردع القوى المعادية. وضرورة التعريف بحجم التهديدات المُعادية، وسُبل مواجهتها، والتصدي لها من خلال:
تغطية الأنشطة الحربية الهامة "مناورات وتدريبات حربية ".
إقامة المعارض الحربية وعرض نوعيات ونماذج من الأسلحة متطورة التكنولوجيا، والتأكيد على مدي استيعاب أفراد وتشكيلات أفراد القوات المسلحة لهذه التكنولوجيا.
التعريف بمستوى الكفاءة القتالية التي وصلت إليها القوات، من خلال عرض أنشطة بعض التخصُصات.
الإرتفاع بمستوى الوعي الأمني لدى أفراد الشعب، وأساليب العدو في الحصول على المعلومات التي تؤثر على أمن الوطن والمواطن.
3- الاجتماعي، والثقافي، والمعنوي :
حيث تقوية وحدة الإنتماء الوطني لدى أفراد الشعب، من خلال وسائل الإعلام الحربية المختلفة، للتعريف بالمناسبات، والأعياد الوطنية والتاريخية، من أجل تحقيق الإنتماء الوطني. والإشتراك في زيادة الوعي الثقافي والفكري لدى المواطنين. ويجب تناول مشكلات المجتمع التي تؤثر على الأمن القومي، والتي تؤدي إلى النيل من قدرات المواطن، وإسهاماته ودوره خاصة ما يتعلق منها بالجريمة المنظمة والإرهاب.
إلى جانب تدعيم التلاحم والثقة بين أفراد الشعب وقواته المسلحة، لإبراز الدور الوطني الذي تقوم به القوات المسلحة من أجل المُساهمة في حل مشاكله من خلال عرض بعض النماذج التي تؤديها القوات المسلحة في العديد من المجالات مثل: المُساهمة في محو أمية أفراد المجتمع، وإيجاد فُرص عمل من أجل حل مشكلة البطالة، وإعداد كوادر مهنية وحرفية لتغطية مطالب الدولة من هذه التخصصات.
كما يستطيع أن يلعب الإعلام الحربي دوراً في التعبئة المعنوية، والنفسية للرأي العام، وبصفة خاصة في المواقف والمناسبات الهامة التي تتطلب ذلك، والتي قد تكون رداً على البرامج الدعائية والنفسية المعادية.
ثالثاً: الإعلام والسياسة الخارجية :
يرتبط الإعلام بالدبلوماسية والسياسة الخارجية، ولذلك يجب أن تعمل الدولة على استخدام كافة وسائل الإعلام المتاحة للتأثير على الرأي العام الأجنبي، ولبحث التأييد خارج الحود القومية للدولة.
ولعل التطور المستمر للمكاتب الإعلامية للدول المختلفة في الخارج يُظهِر بشكل واضح أهمية الإعلام والدعاية السياسية، والتسويق السياسي على حد سواء في خدمة سياسات الدول الخارجية، وخدمة أهدافها الدبلوماسية.
وهو الأمر الذي يُحتم علينا، أن نُواكب مثل ذلك الإتجاه، حتى تكون لنا مكاتب اعلامية على قدم المُساواة ، قادرة أيضاً على التأثير المنشود. وقد وضح في الفترة الأخيرة وبالأخص بعد سقوط حُكم الإخوان أهمية الإهتمام بالإعلام الدولي وما يبثه لشعوب العالم من معلومات وبيانات خاطئة أو مُتحيزة في بعض الأحيان، يُمكن أن تضُر بأمننا القومي؛ إذا لم نتصدى لها أولاً بأول.
رابعاً: الإعلام كأداة في عملية التفاوض:
يُعد الإعلام أداة من أدوات خلق رأي عام مُساند، أو معارض لقضية يدور حولها التفاوض، وخلق اتجاهات مُعارضة، أو مؤيدة للقضية محل التفاوض، أو لأحد أطرافها. ومن ثم فهو يلعب دوراً هاماً في عمليات التفاوُض، حيث يُقدم للأطراف المُشاركة فيها رؤية أولية. كما أنه يُمثل مصدراً للمعلومات بالنسبة للقادة السياسيين، والدبلوماسيين، وكل من لهم صلة بالعملية السياسية في المجتمع. ويكون ذلك من خلال الصور الآتية:-
الأولى: أن يُستخدم الإعلام كأداة من أدوات الضغط، من خلال:
1- تسريب بعض الأخبار والمعلومات، التي لا يُرغب في نشرها قبل التوصل إلى الإتفاق النهائي.
2- تقديم أخبار كاذبة تُمثل إحراجاً لأحد الأطراف المعنية في عملية التفاوض.
3- تسريب أخبار عن التوصل إلى نتائج قبل نهاية التفاوض.
الثانية: حين يُستخدم الإعلام كأداة لفرض موقف معين على أحد الأطراف، وذلك من خلال: دفعهِ إلى تبني موقف سياسي معين.
الثالثة: عندما يُستخدم كأداة من أدوات التلاعب بالمواقف، وذلك من خلال: تجاهُل هذه الحقائق وطرح آراء ومعلومات، وأفكار جديدة.
وهناك عدة إستراتيجيات يعتمد عليها التفاوض الدولي، عند التعامل مع الإعلام، من أبرزها: استراتيجية تجاهل الإعلام، وإستراتيجية الإهتمام بالإعلام، وأيضاً إستراتيجية التعتيم الإعلامي، والضغط على الإعلاميين.
خامساً: سياسات التبادل الإعلامي الدولي:
والتي تكمُن في تخطيط العمل الإعلامي، الذي يُعد شكلاً من أشكال التخطيط السياسي، ويدخُل في إطار العلاقات الدولية. ويجب أن يتم من خلال تحديد الأهداف العامة للخطة الإعلامية، التي يجب أن تُراعي مُتطلبات الأمن الوطني، والسياستين الداخلية والخارجية للدولة، وحشد الإمكانيات المادية، والتقنية، والبشرية وتصنيفها، وتحديد الوسائل والفترة الزمنية اللازمة لتنفيذها، مع مُراعاة دقيقة للمصاريف، والجدوى الاقتصادية والسياسية من الخطة الإعلامية.
وبالنسبة لأهم مبادئ الخطة الإعلامية، فهو التنسيق بين الأجهزة والوسائل المختلفة، للوصول إلى أفضل تنفيذ لها، وأعلى درجة من الفاعلية من خلال المعادلة التالية: من يخاطب من ؟
ومن أبرز وسائل تنفيذ الخطة الإعلامية: الدبلوماسية الرسمية المعتمدة في الخارج، والعلاقات العامة الدولية، والدبلوماسية الشعبية، والزيارات الرسمية والشخصية والإطلاعية والسياحية، والمعارض والمهرجانات الثقافية والفنية والرياضية، واللقاءات والمؤتمرات الدولية، ووسائل الإعلام الجماهيرية،... وتكون القطاعات المُستهدف خطابها من الخطة الإعلامية الدولية: إما قيادات حاكمة؛ أو قيادات وأعضاء في البرلمان، أو معارضة برلمانية؛ أو قيادات الأحزاب السياسية، سواء أكانت داخل السلطة أم في صفوف المعارضة؛ أو قيادات المنظمات الجماهيرية والمهنية والاجتماعية؛ أو قيادات إعلامية؛ أو رجال أعمال؛ أو أقليات أو تجمعات دينية، أو عرقية، أو ثقافية، أو قومية؛ أو الجاليات المقيمة في الخارج؛ أو هيئات ثقافية، أو دينية؛ أو مشاركين في المهرجانات الثقافية والفنية؛ أو مشاركين في اللقاءات الرياضية؛ أو مشاركين في المؤتمرات واللقاءات السياسية والاقتصادية والعلمية الدولية؛ أو زوار لمعارض اقتصادية أو تجارية أو صناعية أو سياحية أو إعلامية أو فنية دولية؛ أو جماهير عريضة عبر وسائل الإعلام والاتصال الجماهيرية المتاحة...
وعن التبادل الإعلامي، من وجهة نظر الأمن القومي وفكرة سرية المعلومات التي يتم تداوُلها في بعض الأوقات، فتجدُر الإشارة بأنها ليست بالصفة اللصيقة بالمعلومات، ولكنها مسألة نسبية، حيث أن ما يُعتبر سراً في فترة مُعينة، لا يُعتبر سراً بعد مرور فترة زمنية أًخرى، لأن السرية صفة تلحق بالمعلومات في لحظة معينة تمليها سلامة الدولة في تلك اللحظة.
وأخيراً، توصيات للتطوير من دور الإعلام، للحفاظ على الأمن القومي المصري:
مُراعاة التعامُل مع المؤسسات الإعلامية من مُنطلق أنها تُمثل السلطة الرابعة في الدولة. حيث الدور المحوري للإعلام، والعلاقات العامة في دعم بناء المجتمع، والفرد، والأمة، ودعم صانع القرار.
أن يؤدي الإعلام دوراً استراتيجياً في التنمية المُستدامة بمختلف مجالاتها، من خلال اثراء سُبل التنشئة الاجتماعية السليمة، وتشكيل رأي عام على أساس قاعدة بينات تتسم بالمصداقية والشفافية.
تفعيل دور الإعلام في تعزيز السلم الأهلي في المجتمعات، من خلال مُساهمة فعالة في ارساء دعائم الأمن والإستقرار، من خلال الأفكار والرؤى التي يتم تناولها وطرحها في وسائل الإعلام.
أن يقوم الإعلام بتهيئة الأجواء اللازمة لحركة التنمية الشاملة في المجتمع، من خلال العمل على توفير البيانات والمعلومات للعامة والمُتخصصين، والتي تتعلق بحركة الإستثمار، والمجالات الاقتصادية المختلفة، والقوانين، وأخبار الأسهم، والبورصات، وأسعار صرف العملات،... إلخ.
تنمية الدور الإستراتيجي للإعلام الاقتصادي في التنمية الشاملة وفي ربط رجال الأعمال والاقتصاد والمؤسسات ببعضها البعض، وبالمُستهلكين، والمُتفاعلين مع حركة التنمية في المجتمع. بالإضافة إلى التعريف بالقوانين والتشريعات والإجراءات التنظيمية.
الجمع بين الأصالة والمُعاصرة، للحفاظ على الهوية العربية، من خلال خطاب إعلامي مُتزن، يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا.
التزام المهنية، والشعور بالمسؤولية من قِبَل العاملين بمجال الإعلام.
تفعيل قنوات رسمية شرعية للجهات والمؤسسات الحيوية. والإلتزام بما يصدُر منها من بيانات قابلة للنشر.
مُواكبة التطور التقني والتكنولوجي، وما ظهر من وسائل إعلامية بديلة، للتواصُل مع الجماهير، والرأى العام المُستخدم لتلك التقنيات دون غيرها.
عدم تداوُل أية تصريحات، أو معلومات، أو بيانات أمنية أو عسكرية أو اقتصادية، دون التأكد من صحتها.
المراجع
ل.د. عصمت عدلي، وتقديم أ.د. محمد علي سعدالله، المدخل إلى التشريعات الإعلامية والإعلام الأمني، الإسكندرية.
أميرة عبدالله جاف، مفهوم الإعلام الأمني وأهمية دوره في المجتمع، العراق، 2012.
د.محمد البخاري، التبادل الإعلامي من وجهة نظر الأمن القومي، 2009.
ل. أسامة الجريدلي، مُحاضرة حول مفهوم الأمن القومي، 2013، المركز الدولي للدراسات المستقبلية والإستراتيجية.
د.عبد المنعم المشاط، الأمن القومي، 2008، مفاهيم، المركز الدولي للدراسات المستقبلية والإستراتيجية.
دور الإعلام في بناء الدولة والمجتمع: http://www.aldiyarsat.net/news/129/ARTICLE/2546/2009-02-17.html
د. عبد الرازق محمد الدليمي، الأمن القومي والإختراق الثقافي والإعلامي: http://www.darbabl.net/nawafith/1/pages/8.htm
د.محمد حسين أبوصالح، التخطيط الإستراتيجي والأمن القومي: http://scdd.sudanforums.net/t13-topic
دور الإعلام الحربي وأثره في دعم الأمن الوطني للدولة: http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/FenonElam/Elamharby/sec19.doc_cvt.htm#_ftnref1


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.