ذكرت صحيفة لبنانية، أن اجتماع الجلسة الرابعة للجنة صياغة البيان الوزاري الذي عقد أمس سادته أجواء ساخنة خلافا للأجواء التي سادت الاجتماعات السابقة، مما يعزز الانطباع بأن فرص إنجاز البيان قريبا بدأت تتضاءل وتتضاءل معها أجواء التفاؤل التي واكبت تشكيل الحكومة. وقالت صحيفة "النهار" اللبنانية: "إن الجلسة لم تحرز تقدما فيما يتعلق بالبند الشائك العالق أمامها والمتعلق بالمقاومة وإعلان بعبدا الذي ينأى بلبنان عن الصراعات الخارجية". ولفتت الصحيفة حسبما ورد بوكالة أنباء الشرق الأوسط، إلى أن قول البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لدى عودته من الفاتيكان: "إن إعلان بعبدا متفق عليه وقد أرسل الى الاممالمتحدة، ولا يمكن ان نضعه مقابل ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة". وأبدت أوساط متابعة تشاؤمها من الأجواء التي سادت وتعذر التوصل الى اي توافق، مستبعدة التفاهم ما لم تنشط الاتصالات مجددا من أجل تذليل العقدة المستجدة. ونقل زوار الرئيس اللبناني ميشال سليمان عنه أنه لن يكون حجر عثرة اذا أنجزت اللجنة صيغة للبيان، وسيكون له مع وزرائه موقف من البيان في مجلس الوزراء بما ينسجم مع المبادئ التي يتمسك بها والثوابت التي تمّ التوصل اليها ولا سيما منها اعلان بعبدا. وذكرت الصحيفة أن رؤية رئيس مجلس النواب اللبناني رئيس حركة أمل نبيه بري للخروج من هذه المسألة واتمام البيان فتتمثل بالآتي: "اذا كان هناك اصرار على اعلان بعبدا، فان ثمة من يتشدد في المقابل بثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، وكان قد ابلغ وزير المالية علي حسن خليل ممثل حركة في لجنة البيان الوزاري أن يعلن أمام اللجنة باسم كتلة "التحرير والتنمية" التابعة لحركة أمل انها مع الاعلان لأن الرئيس بري أول من وافق عليه على رغم اعتراض جهات في 14 آذار عليه، وأن بري يصر في المقابل على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة". وأشارت الصحيفة إلى أن المخرج الافضل عند بري هو العمل بروح كل من إعلان بعبدا والثلاثية من دون ذكرهما، مع تأكيده الدائم حق اللبنانيين في مقاومتهم لأن ثمة مساحات لا يزال يحتلها العدو الإسرائيلي. وطلب بري من خليل ان يطرح في جلسة امس ادخال عبارة النأي بالنفس من باب تسهيل اخراج البيان الوزاري لتعويض ذكر اعلان بعبدا لأنها تفي بالغرض.. وفقا للصحيفة. وقالت مصادر في 8 آذار ل"النهار": "إن رفض حزب الله ذكر اعلان بعبدا يرجع الى عدم حشره ومطالبته بسحب مقاتليه من سوريا ودفعه في النهاية الى استقالة وزيريه من الحكومة". وعلمت "النهار" أيضا أن رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط كان وراء التسوية للصيغة التي ستعتمد في البيان الوزاري من حيث أخذ اعلان بعبدا والمقاومة في الاعتبار، وتشير مصادر مطلعة إلى أن مقترح جنبلاط قد يحظى باتفاق جميع الأطراف. من جانبه، قال العماد ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر ل"السفير": "إن علينا الإسراع في إنجاز البيان الوزاري حتى تباشر الحكومة في العمل وتحضير المناخ المناسب للاستحقاق الرئاسي"، محذرا من تبعات التأخير، لأن هناك مؤشرات الى عودة التوتر الدولي في أكثر من مكان، الأمر الذي يمكن ان ينعكس سلبا على لبنان ما لم نسارع الى استدراك الفرصة التي أتاحت تشكيل الحكومة، والبناء عليها، قبل فوات الأوان. ونشرت صحيفة "السفير" مسودة اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان التي ستجتمع في باريس في 5 و6 مارس المقبل، معتبرة أن هذه المسودة تشكل تلميحا إلى الحكومة اللبنانية برئاسة تمام سلام إلى مايرده المجتمع الدولي من البيان الوزاري للحكومة اللبنانية. وأشارت السفير إل أن المسودة تركز على الالتزام ب«إعلان بعبدا» وإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية . من جانبها ، ذكرت صحيفة النهار ان الرئيس اللبناني تم إبلاغه بأن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أكد مشاركته في اجتماع باريس في الخامس من الشهر المقبل، في حين ان نظيره الروسي سيرجي لافروف سيحاول حضور الاجتماع اذا ما تمكن من تأجيل موعد ارتبط به سابقا. وقد تأكد ان حضور سائر الاطراف من الدول الكبرى على مستوى وزراء الخارجية. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الفرنسي يولي فرنسوا هولاند الاجتماع الاول ل"المجموعة الدولية لدعم لبنان" في باريس اهتماماً خاصاً وأن يعقد هذا الاجتماع على مستوى وزراء خارجية الدول الاعضاء المؤسسين وهم وزراء الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين اي الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن، وانضمت الى تلك "المجموعة" كل من ايطاليا والمانيا، فضلاً عن الامين العام للامم المتحدة والامين العام لجامعة الدول العربية. وأشارت الصحيفة إلى أن أولاند أراد أعطاء دفع لهذا الاجتماع فوجه دعوة الى نظيره ميشال سليمان نقلها اليه السفير الفرنسي باتريس باؤلي الاثنين الماضي، كما دعت باريس المملكة العربية السعودية من الدول العربية بصفة خاصة نظرا الى موقعها المؤثر في المعادلة السياسية اللبنانية، ولانها تبرعت للجيش اللبناني بهبة قيمتها ثلاثة مليارات دولار، ومن مهمات المجموعة تقوية الجيش اللبناني الذي أثبت مهنية عالية في ضبط الامن الداخلي الى حد كبير ومكافحة الارهاب التكفيري. وسيمثل المملكة وزير خارجيتها الامير سعود الفيصل. وقالت الصحيفة إن مستشار أولاند الخاص لشئون إفريقيا والشرق الاوسط ايمانويل بون استخلص من جولته أمس على القيادات اللبنانية في مقدمتهم الرئيس سليمان و ورئيس الحكومة تمام سلام ووزير الخارجية جبران باسيل أن المطلوب ليس فقط المساعدات المالية والانسانية للاجئين السوريين، بل خطة دولية لاعادتهم الى بلادهم او ارسال اعداد كبيرة منهم من لبنان الى دول اخرى الى ان تتوقف الازمة المسلحة، والمساعدة في وقف الاعمال الارهابية المصدرة الى لبنان عبر الحدود السورية.