انتقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف تغطية وسائل الإعلام الغربية للأحداث في أوكرانيا، حيث سقط عشرات القتلى في اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن منذ الثلاثاء. وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري في بغداد اليوم الخميس 20 فبراير ، أن وسائل الإعلام الغربية تشوه الواقع في تقاريرها وأخبارها حول الأزمة الأوكرانية، بحسب "روسيا اليوم". وأشار وزير الخارجية في هذا الخصوص إلى أن وسائل الإعلام الغربية لا تتحدث ، على سبيل المثال، عن حركة "القطاع الأيمن" القومية المتشددة وعن الاعتداءات التي تشنها على رجال الأمن. وقال لافروف: "المعارضة لا تستطيع أو لا تريد الابتعاد عن المتطرفين، وتحمل الولاياتالمتحدة كل المسؤولية لسلطات أوكرانيا، وذلك يعني الكيل بمكيالين"، مشيرا إلى أن العقوبات الأمريكية تشجع "مقاتلين" في أوكرانيا. وأضاف أن الاتحاد الأوروبي هو الآخر يسعى إلى فرض عقوبات ويرسل في الوقت ذاته بعثات إلى كييف، مؤكدا أن هذه الخطوات تشبه الابتزاز. وأشار الوزير الروسي إلى أن الغرب يؤكد أنه "يدعو الحكومة إلى عدم المساس بالميدان"، إلا أنه يفضل ألا يتحدث عن طبيعة الاحتجاج في الميدان بالعاصمة الأوكرانية، لافتا إلى أن وسائل الإعلام الغربية كثيرا ما تصمت عن وقائع العنف ضد المحافظين (رؤساء المقاطعات) في مختلف مناطق أوكرانيا والاستيلاء على مخازن للأسلحة. وقال لافروف إن الحكومة الأوكرانية أبدت إرادة طيبة أكثر من مرة ووافقت على حلول وسط والإفراج عن المحتجزين مقابل إخلاء المباني الحكومية، مؤكدا أن السلطات الأوكرانية نفذت التزاماتها بينما أفشلت المعارضة من جانبها تنفيذ الاتفاقات. واتهم وزير الخارجية الروسي الغرب بمحاولة فرض الخيار الأوروبي على أوكرانيا، قائلا إن ذلك يتمثل في مطالبة كييف بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة بأسرع وقت وتشكيل حكومة ائتلافية. وأضاف أن ذلك يعني في الحقيقة فرض حلول مسبقة على الأوكرانيين، وشدد على أن موسكو لا يمكن أن تتفق مع محاولات الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو تصوير موقفهما من الأزمة الأوكرانية وكأنه يمثل المجتمع الدولي بأكمله، وشدد على أنه حان الوقت للتوقف عن استخدام أوكرانيا كورقة في التلاعب الجيوسياسي. ودعا اللاعبين الخارجيين والمعارضة الأوكرانية إلى الابتعاد عن القوى المتشددة في أوكرانيا، معتبرا أن تصرفات زعماء المعارضة تدل على أنهم غير قادرين على الابتعاد عن المتطرفين.