خرجت مساء أمس جنازة المخرج محمد رمضان من جامع "السيدة نفيسة"، بعد أن وصل جثمان الأربع ضحايا للعاصفة الثلجية التي ضربت جبال "سانت كاترين"، عبر طائرة عسكرية على مطار ألماظة. وبعد صلاة الجنازة انتقل جثمان المخرج رمضان للدفن في طريق مصر الفيوم، وقد حضر الجنازة أهالي الضحايا الأربعة، بالإضافة إلى مسعد فودة نقيب السينمائيين، وعدد من أساتذة أكاديمية الفنون من بينهم د. مختار يونس الأستاذ بمعهد السينما، د. أحمد عواض رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، د. مها الشناوي، د. خالد بهجت، د. محمد خيري رئيس قسم الإخراج بالمعهد، المخرج علي بدرخان. بالإضافة إلى المنتج محمد العدل، المخرج أمير رمسيس، المخرجة روجينا بسالي، المخرج أحمد رشوان، المخرجة نيفين شلبي، المخرج أحمد عويس، المخرجة منال خالد، الفنان كريم مغاوري، المخرج هافال قاسو. قال مسعد فودة في قناة "سي بي سي" أن محمد رمضان منذ أن تخرج من المعهد العالي للسينما وهو مقاتل ومتميز خلقاً وعلماً، ونحتسبه عند الله. كما قال مهندس الصوت والمنتج جاسر خورشيد في شهادته عن محمد رمضان ل"محيط": "كان صديقا وفنانا جميلا تعرفت عليه وهو لا يزال طالباً في معهد السينما، عمل معي في فيلم "بصرة" عام 2007، وكان الفيلم من إخراج أحمد رشوان، وإنتاج مجموعة العمل، ورمضان كان شخص متفاني جداً في عمله، دائما مبتسم. عرفته في المرة الثانية بعدها بثلاث سنوات في سنة مشروع تخرجه، وكنت أقدم بعض المعاونات لبعض الطلبة في الدفعة منهم هافال قاسو صديق محمد رمضان المقرب، وحضرت تقييم مشاريع تخرجهم، وكان مشروع رمضان من المشروعات المميزة التي أشادت بها لجنة التحكيم، واستمرت العلاقة بيننا حتى جاءت ثورة 25 يناير، وكان رمضان شخص ملازم لنا في الميدان طوال الوقت، ومن بعدها اعتصام السينمائيين في النقابة، وكان همزة الوصل بين السينمائيين وطلبة معهد السينما هو وصديقه هافال". أضاف خورشيد: "تم اختياري كعضو ضمن لجنة تحكيم مهرجان "يوسف شاهين للأفلام"، وكان فيلم مشروع تخرج محمد رمضان ضمن الأفلام المرشحة للجوائز، وبدون أي تحيز من أي شخص حصل رمضان بالإجماع على جائزة أحسن فيلم في المهرجان، كما حصلت بطلة الفيلم على جائزة أحسن ممثلة، وأتذكر أنني قمت بإبلاغه بنفسي بهذا الفوز، وضرورة حضوره يوم الإعلان عن النتيجة لاستلام الجائزة هو وبطلة فيلمه، واحتفلنا في اليوم التالي. واستمرت العلاقة مع محمد رمضان طوال هذه الفترة، وآخر ما أذكر له من تعليقات على صفحته بموقع "الفيس بوك" جملة كتب فيها "أنا بحب مصر قوي"، وللأسف لم أعلق عليها في حينها لأنني لم ألحظ هذه الجملة إلا بعد وفاته وأثررت على كتابة تعليق على الجملة رغم وفاته. ومن مفارقات القدر أن محمد رمضان كان منبهر بسيناء، وكان يقول عنها أنها "جنة"، وها هو قد مات في الجنة". وواصل خورشيد: "كانت تجربة رمضان القاسية ومعاناته فوق الجبال ووفاته بهذه القسوة ضحية للروتين والبيروقراطية والإهمال بمثابة تضحية بتلقائيته المعهودة التي عرفناه كلنا بها، اتمنى أن يكون جسمه الضئيل الذي قدمه كضحية أن يحدث تغيراً كبيراً". وكتبت المخرجة نيفين شلبي على حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "ناس كتير قوي ماتعرفش رمضان، زعلانة قوي علشانه، وعمالة تعيط، وجت النهاردة الدفن وصلاة الجنازة.... لأي شخص مايعرفش رمضان شخصيا.. لازم يفهم أن قهرتنا عليه دي مش من شوية، رمضان بني آدم نقي بيحب الخير، ومافيش حاجة تجبرنا أبدأ أننا نكتب الكلام دة ولا نروح الدفنة بتاعته ولا صلاة الجنازة بالأعداد دي سوى سيرته الطيبة والخير اللي كان بيعمله، الله يرحمك يا محمد يا أطيب بني آدم قابلته في حياتي". وكتبت تحت صورته وهو يحمل مجموعة كبير من البطاطين ليوزعها: "كان بيوزع بطاطين ومات من البرد". أما المخرج أحمد رشوان فوضع في صفحته على "الفيس بوك" صورة من فيلم "بصرة" أول فيلم شارك فيه رمضان، وكتب فوقها هذا التعليق: "ذهبت مع المئات من أحبائك لوداعك اليوم، كانت روحك الطيبة ترفرف حولنا، ونحن لا نقوى على وداعك، أرقد في سلام واسترح يا رمضان". وكان قد كتب فور تلقيه خبر وفاة رمضان: "مش هاقولك تاني أنت جيت يا رمضان.. مع السلامة يا حبيبي". ومن جانبه كتبت د. غادة جبارة عميد معهد السينما على صفحتها بال"فيس بوك": "شاب في عمر الورد.. يا ألف خسارة.. يا حسرة قلوبنا عليك يا رمضان". كما كتب المخرج شريف مندور في صفحته على "الفيس بوك": "أتمنى عمل تحقيق حقيقي عن رحلة الموت بتاعة سانت كاترين، اللي نظمتها شركة سياحة ولا طلعوا بالتكال؟؟ كان معاهم مرشد ولا لأ؟؟ ليه الفندق ما بلغش لما اتأخروا في العودة؟؟ قصة معاكو أجانب ولا لأ؟؟ سرعة إستجابة فرق الإنقاذ؟ و النتائج تتنشر علشان نارنا تهدى". وأضاف: "الله يرحمك يا رمضان... كلامك وطريقة موتك واجعة قلبي". وقالت السيناريست مريم نعوم في صفحتها على "الفيس بوك" تعليقين هما: "زفة صامتة إلى السماء"، "ورد بيتدفن.. ورد مالحقش يفتح في جناين مصر". والمخرج محمد رمضان من أب مصري وأم فلسطينية، تخرج في المعهد العالي للسينما بأكاديمية الفنون عام 2010، وعين معيداً بالمعهد. ومن أهم أعماله مشاركته في فيلم "بصرة" ضمن مساعدي الإخراج، وأخرج الفيلم الروائي القصير "حواس"، والذي يعد مشروع تخرجه ومثل مصر في أكثر من 30 مهرجانا سينمائيا دوليا، وحصد أكثر من 10 جوائز منها جائزة "المهرجان القومي للسينما"، وجائزة مهرجان "وهران" السينمائي الدولي بالجزائر .