حياة قصيرة كشهاب خاطف عاشها المخرج "محمد رمضان"، ختمتها نهاية مأساوية علي الجبل في سانت كاترين لم تسلم من هوس و جدل الفيس بوك، وسط حالة من الحزن والآسي والغضب لكل من عرف رمضان ورفاقه الذين رحلوا في حادثة عرت الكثير من الإهمال وهوان الإنسان في دولة تحكمها البيروقراطية وسوء الإدارة بما فيها عشوائية تنظيم الرحلة ذاتها التي شهدت المأساة . " محمد رمضان" المعيد بمعهد السينما، حاز بفيلمه الأول ومشروع تخرجه الروائي القصير"حواس" عشر جوائز دولية كان منها جائزة لجنة التحكيم بالدورة الأخيرة للمهرجان القومي للسينما المصرية ، و بمهرجان وهران بالجزائر،و تناول فيه المشاعر الإنسانية في علاقة بين ممرضة و أحد مرضاها في حالة غيبوبة . رمضان كان شغوفا بالبحث في الفلسفة التي يعيش بها أولئك الذين يعيشون مع الموت يوميا كالممرضين واللحادين، متأثرا برحيل والديه، كان رمضان الذي يرعي ثلاثة أخوات بعد رحيل والديه ، زادت من عذوبة إحساسه بالآخرين و إشفاقه علي الأكثر ضعفا منهم ، و للمفارقة كان رمضان يعمل علي مشروع فيلمه الجديد الروائي الطويل"الإمام"عن سكان مقابر الإمام مع السيناريست عيسى جمال، عن هموم و معاناة سكان المقابر، من إنتاج شركة أفلام مصر العالمية ،ضمن 6 مشاريع تبنتها مصر العالمية في خطة إنتاجها منذ 2012 ضمن مبادرة إنتاج أفلام " مصر تحت المجهر"، و رغم إن مشروع الفيلم كما قدمه رمضان يتجاوز معاناة هذه المنطقة إلي البحث في التقاليد المتوارثة عن التراكم الحضاري المصري منذ الفراعنة، حول علاقة الإنسان المصري بالموت ، إلي أشواق حياة أفضل للمصريين الذي حلموا و آمنوا بالتغيير خلال ثورة 25 يناير . رمضان من مواليد 1981 من أم مصرية و أب فلسطيني، درس الهندسة الميكانيكية، ثم أخذه الشغف بالكاميرا للعمل في أعمال وثائقية لفضائية الجزيرة الإنجليزية منذ 2008، و عدد من الأفلام الروائية القصيرة و الإعلانات، و عمل كمدير إنتاج مع المخرج احمد رشوان في فيلمه بصره، و إلي دراسة السينما حيث تخرج من معهد السينما 2010 ، وعين معيدا بقسم الإخراج . وقف رمضان في ميدان التحرير مدافعا عن غد وحلم بمصر جديدة تحفظ حقوق أبنائها بلا تحرش ولا قهر، ومات ضحية الإهمال كرمز لرخص حياة المصري. وشيعت جنازته من مسجد السيدة نفيسة مساء الأربعاء، فيما تقام مراسم العزاء بمسجد عمر مكرم السبت القادم.