واشنطن: يصل السيناتور الامريكي جون ماكين الجمعة الى ليبيا للاجتماع بقيادة قوات المعارضة هناك. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي " عن بروك بوكانن السكرتير الصحفي لماكين قوله انه من المنتظر ان يصل الاخير الى بنغازي في وقت لاحق اليوم. ويعد ماكين من الدعاة الرئيسيين للتدخل العسكري الامريكي في ليبيا قبل قرار مجلس الامن الصادر في 17 مارس/ آذار الذي سمح باستخدام القوة العسكرية لحماية المدنيين وفرض منطقة حظر جوي. وقد ايد ماكين قرار اوباما التحرك العسكري في ليبيا من دون انتظار موافقة الكونجرس. الا انه انتقد الادارة الامريكية عندما قررت سحب الطائرات الحربية الامريكية من عمليات القصف اليومية التي تقوم بها القوة الجوية لحلف شمال الاطلسي "الناتو". على صعيد متصل، قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس ان طائرات أمريكية بدون طيار نفذت مهمات قتالية في الأجواء الليبية، عقب موافقة الرئيس الأميريكي باراك أوباما باستخدامها هناك. يذكر أن هذه الطائرات، وهي من نوع "بريديتر"، تقوم بمهمات قتالية ضد أهداف لمسلحين على طول الحدود الأفغانية الباكستانية منذ فترة. وقال جيتس إن واشنطن وضعت طائرتين من هذا النوع تحت تصرف قوات حلف الناتو، وأن هذا يمثل "مشاركة متواضعة" في جهد العمليات العسكرية في ليبيا. وصرح الجنرال جيمس كارترايت نائب رئيس أركان القوات المشتركة أن أول مهمة قامت بها الطائرتان كانت الخميس. إلا أنهما عادتا أدراجهما من دون تنفيذ المهمة لرداءة الطقس. وأضاف كارترايت أن هذا النوع من الطائرات، التي تحلق على أرتفاع منخفض، في "وضع أفضل لتنفيذ المهمات في الأماكن المأهولة بالسكان،" خصوصا تحديد مكامن الدبابات والأهداف الأخرى. وبعد اعلان واشنطن مشاركة طائرات بدون طيار في الحرب بليبيا ، دعت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الخميس إلى التحلي بالصبر حيال نتائج الحملة العسكرية لحلف شمال الأطلسي. وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي مع نظيرها الهولندي يوري روزنتال عقب اجتماعهما الخميس إن قوات القذافي تواصل "الهجمات الوحشية" بما في ذلك حصار مصراتة، معتبرة أن نظام القذافي متورط في "أنشطة مؤسفة تستهدف المدنيين مباشرة". وقالت كلينتون إن هناك تقارير تفيد باحتمال استخدام قوات القذافي قنابل عنقودية ضد شعبه، ولذا فإن "المجتمع الدولي متحد في تصميمه على مواجهة هذه الوحشية". وفي إطار دعوتها للتحلي بالصبر إزاء جهود الناتو في ليبيا، أجرت كلينتون مقارنة بين الحملة العسكرية على الجماهيرية وتلك التي شهدها إقليم كوسوفو عام 1999 والتي شكلت بداية نهاية الزعيم اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش. وقالت كلينتون للصحفيين "نحن نعمل منذ وقت قصير نسبيا. أذكركم بأن الولاياتالمتحدة وشركاء آخرين قصفوا أهدافا في صربيا على مدى 78 يوما". يذكر أن عملية الناتو عام 1999 أرغمت القوات الموالية لميلوسيفيتش، التي شنت حملة على الانفصاليين الألبان في كوسوفو، على الانسحاب من الإقليم. في غضون ذلك، قالت كلينتون إن الولاياتالمتحدة تتطلع إلى مساعدة الاتحاد الإفريقي من أجل التوصل إلى حل سياسي للنزاع في ليبيا. وأعربت خلال لقائها رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جان بينج في واشنطن عن تقديرها للأهمية التي أولاها الاتحاد الإفريقي لهذا الأمر بما يؤدي إلى عملية ديموقراطية تلبي حاجات الشعب الليبي وتجدر الاشارة الى أن قوات المعارضة الليبية تخوض قتالا ضد قوات العقيد الليبي معمر القذافي منذ شباط/فبراير الماضي، مع تحقيقها مكاسب بسيطة في ميادين القتال.