رام الله: حلّق حنظلة عاليا في سماء قرية صفا برام الله في مهرجانها الخامس لإحياء الذكرى الحادية والعشرين لاغتيال رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي برسمه "حنظلة" على قطعة قماش علقت في بالونة كبيرة. وحنظلة كما يقول عنه ناجي العلي: "أنا إنسان عربي فقط، اسمي حنظلة، اسم أبي مش ضروري، أمي اسمها نكبة ونمرة رجلي لا أعرف لأنني دائماً حافي.. ولدت في 5 حزيران عام 1967"! "هذا المخلوق الذي ابتدعته لن ينتهي من بعدي بالتأكيد، وربما لا أبالغ إذا قلت إنني قد أستمر به بعد موتي". اختار منظمو المهرجان حنظلة شعارا لمهرجانهم إلى جانب صورة للعلي الذي اغتيل برصاص مسدس كاتم للصوت في 22 يوليو/ تموز عام 1987 في لندن وظل في غيبوبة حتى توفي في 29 أغسطس/ آب في نفس هذا العام. وقال محمود كراجه مدير مهرجان "صفا الخامس للثقافة والفنون" كما نقلت عنه "رويترز" قوله: "هذا المهرجان وفاء لشخصية فلسطينية لم يكن لديها خط أحمر سوى في فلسطين ولتبقى ذكراه حية فينا. سيكون هذا المهرجان الذي نقيمه للمرة الخامسة تقليدا سنويا في ذكرى اغتياله ( ناجي العلي)". أيضا احتضنت العاصمة اليمنية صنعاء مؤخرا فعالية احتفائية لإحياء ذكرى استشهاد الفنان والمفكر العربى الفلسطينى الكبير ناجى العلى الذى تعرض للاغتيال من قبل مجهولين فى العاصمة البريطانية لندن عام 1987. وتتضمن الفعاليات التى ينظمها مركز الدراسات والبحوث اليمنى فى الفترة من 26 أغسطس إلى 3 سبتمبر القادم كما ذكرت صحيفة "العرب اللندنية" ندوة فكرية بعنوان "ناجى العلى الإنسان، الفنان"، ومعرضا كاريكاتوريا يبرز نحو 70 عملا للفنان الراحل اختيرت من بين ما يقارب 40 ألف عمل فنى أنجزها الراحل الكبير وكرسها للنقد اللاذع للأوضاع المحيطة بالمنطقة وخاصة الأوضاع السياسية والتخاذل العربى فى الجوانب المتصلة بالصراع العربي- الإسرائيلي. ويتخلل الفعاليات عرض أفلام وثائقية وسينمائية تسلط الضوء على حياة الفنان العلى ومسيرته الإبداعية والعوائق والصعوبات التى واجهته، وتستقرأ أسلوبه المميز فى فن الكاريكاتير الذى حوله من فنان إلى رمز عربى شامخ مخلد فى وجدان وذاكرة جميع أبناء الأمة. وفى حفل تدشين الفعاليات تقدّم المستشار الثقافى للرئيس اليمني، الأديب والمفكر الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح، بكلمة حيا فى مستهلها الراحل الكبير الفنان ناجى العلى وعطاءاته الفنية الزاخرة. وقال وفقا لنفس المصدر: "قليل على هذا الفنان المناضل اللامع ناجى العلى أن تحتفل به الجمهورية اليمنية ممثلة فى مركز الدراسات والبحوث اليمني، وقليل على شهيد القضية المركزية للأمة العربية أن تراق قطرات من الحبر مقابل دمه الزكى المراق والذى كتب به أجمل اللوحات النضالية الخالدة". وأثنى الدكتور المقالح على قدرة الشهيد ناجى العلى على جعل الرسم الكاريكاتورى مدلولاً سياسياً واجتماعياً بالغ التأثير، وكذا تمكنه من جعل الخط يتفوق على الحرف والريشة تتفوق على الكلمة". "احذروا ناجي، فإن الكرة الأرضية عنده صليب دائري الشكل، والكون عنده أصغر من فلسطين، وفلسطين عنده المخيم، إنه لا يأخذ المخيم إلى العالم، ولكنه يأسر العالم في مخيم فلسطيني ليضيق الاثنان معا، فهل يتحرر الأسير بأسره؟ ناجي لا يقول ذلك. ناجي يقطر، يدمر، ويفجر، لا ينتقم بقدر ما يشك، ودائما يتصبب أعداء". هكذا قال عنه الشاعر الراحل الفلسطيني محمود درويش. إنه ضمير الثورة كما كانوا يلقبونه ناجي سليم حسين العلي رسام الكاريكاتير الفلسطيني المشهور، الذي تميز بالنقد اللاذع في رسومه، ويعتبر من أهم الفنانين الفلسطينيين، رسم ما يقدر بأكثر من 40 ألف رسم. حنظلة شخصية ابتدعها ناجي العلي تمثل صبي في العاشرة من عمره، ظهر رسم حنظلة في الكويت عام 1969 في جريدة السياسة الكويتية، أدار ظهره في سنوات ما بعد 1973 وعقد يداه خلف ظهره، وأصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي على رسوماته. ويقول ناجي العلي بأن حنظلة هو بمثابة الأيقونة التي تحفظ روحه من الانزلاق، وهو نقطة العرق التي تلسع جبينه اذا ما جبن أو تراجع. وعندما سئل ناجي العلي عن موعد رؤية وجه حنظلة أجاب: عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته. يوم الأربعاء الموافق 22 يوليو 1987 وأمام المنزل رقم واحد بشارع ايفز أطلق مجهول النار على ناجي العلي فأصابه إصابة مباشرة في وجهه، نقل على أثرها إلى المستشفى وبقي في حالة غيبوبة إلى أن وافته المنية يوم 29 أغسطس عام 1987. ودفن في لندن رغم طلبه أن يدفن في مخيم عين الحلوة بجانب والده وذلك لصعوبة تحقيق طلبه، فرحل عن عالمنا وقد تجاوز الخمسين عاما بقليل .