لا يمكن أن يمر يوم 22 يوليو من كل عام دون ذكر ناجي العلي رسام الكاريكاتير الفلسطيني الذي اغتاله الموساد الإسرائيلي فى مثل هذا اليوم عام 1987. ناجي العلي رسام كاريكاتير فلسطيني، تميز بالنقد اللاذع في رسومه، أُصيب على يد الموساد يوم 22 يوليه 1987 بلندن تحت عينه اليمنى، ومكث في غيبوبة حتّى وفاته في 29 أغسطس 1987، ودُفن في لندن رغم طلبه أن يدفن في مخيّم "عين الحلوة" بجانب والده. أما عن "حنظلة"، فهي أشهر الشخصيّات التّي رسمها ناجي العلي في كاريكاتيراته، ويمثّل صبيّاً في العاشرة من عمره، أدار ظهره للقارئ وعقد يديه خلف ظهره عام 1973. أصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي كما أصبح رمزًا للهويّة الفلسطينيّة. يقول ناجي العلي الذي يمر اليوم ربع قرن على اغتياله : إنّ الصبيّ ذو العشرة أعوام يمثّل سنّه حين أجبر على ترك فلسطين ولن يزيد عمره حتّى يستطيع العودة إلى وطنه، إدارة الظّهر و عقد اليدين يرمزان لرفض الشخصيّة للحلول الخارجيّة، لبسه لملابس مرقّعة و ظهوره حافي القدمين يرمزان لانتمائه للفقر. ظهر حنظلة فيما بعد بعض المرّات رامياً الحجارة (تجسيدًا لأطفال الحجارة منذ الانتفاضة الأولى) و كاتبًا على الحائط. أصبح حنظلة إمضاءً لناجي العلي، كما ظلّ رمزًا للهويّة الفلسطينيّة و التحدّي حتّى بعد موت مؤلّف الشّخصيّة. من أشهر مقولات ناجي العلي "اللي بدو يكتب لفلسطين، واللي بدو يرسم لفلسطين، بدو يعرف حالو: ميت"، "هكذا أفهم الصراع: أن نصلب قاماتنا كالرماح ولا نتعب"، "الطريق إلى فلسطين ليست بالبعيدة ولا بالقريبة، إنها بمسافة الثورة"، "متهم بالانحياز، وهي تهمة لاأنفيها، أنا منحاز لمن هم "تحت"، "أن نكون أو لا نكون، التحدي قائم والمسئولية تاريخية".