لهنّ – كشفت دراسة يابانية أن النساء اللاتي يعشن قرب طرق رئيسية مزدحمة أكثر عرضة للولادة المبكرة ربما بسبب تلوث الهواء بعوادم السيارات. لكن تاكاشي يوريفوجي من كلية أوكاياما للطب وفريقه قالوا انه لا يزال من السابق لأوانه رصد صلة مباشرة، بينما قال خبراء آخرون في الطب أن التلوث السمعي ربما يكون عاملا . وفحص يوريفوجي وزملاؤه أكثر من 14 ألف طفل ولدوا بين 1997 و2008 في شيزوكا غربي طوكيو وحصلوا على السجلات التفصيلية لكل حالة ولادة ومدى قرب مكان إقامة الأمهات من الطرق الرئيسية. وقال يوريفوجي "ربما كان تلوث الهواء عامل خطر مهما من عوامل الولادة المبكرة". وبشكل عام فان 15 % من الأمهات اللاتي يعشن ضمن دائرة قطرها 200 متر من الطرق الرئيسية يلدن قبل 37 أسبوعا من بدء الحمل مقابل 10 % من اللائي يعش على مسافة أبعد. عوامل أخرى ربطت الدراسة بينها وبين الولادة المبكرة مثل السن والوظيفة والتدخين. لكن حتى بعد أخذ هذه العوامل في الحسبان وجد الباحثون زيادة قدرها 50 % في حالات الولادة المبكرة بين النساء اللاتي يعشن قرب طرق شديدة الازدحام. كما يزيد احتمال أن تلد هذه النساء قبل الأسبوع ال 32 أو 28 من الحمل. وأضاف يوريفوجي "علاوة على ذلك اكتشفنا أن الخطر بين ربات البيوت أعلى منه بين النساء العاملات. فربات البيوت يقضين وقتا أطول في المنزل أثناء فترة الحمل...". كما يتضاعف بنحو مرتين احتمال إصابة النساء اللاتي يعشن قرب الطرق المزدحمة بارتفاع ضغط الدم والتمزق المبكر للأغشية المحيطة بالجنين وهما سببان محتملان للولادة المبكرة. قد تكون وراثية
في دراسة سابقة لباحثين بريطانيين أوضحوا أن الولادة المبكرة قد تكون وراثية وأن النساء اللواتي ولدن باكراًً معرضات بنسبة 60% لإنجاب أطفال مبتسرين.
وأوضح الباحثون أن النساء اللواتي ولدن قبل الأوان أو لديهن إخوة أو أخوات ولدن كذلك، معرضات بنسبة 50 إلى 60% لإنجاب أطفال مبتسرين، وقد شملت الدراسة 22343 أماً اسكتلندية وبناتهن.
وقال الطبيب المسؤول عن الدراسة سوهيني باتاشاريا أن بحثنا يدعم الاستعداد الجيني للولادة المبكرة ، وأن مزيداً من البحث سيركز على تحديد الجينات المسئولة عن ذلك.
وتبيّن أن النساء اللواتي ينجبن لأول مرة وكن ولِدن قبل الأوان ، أكثر عرضة بنسبة 60% لإنجاب أطفال خدّج، وهن معرضات لذلك بنسبة 50% في الولادات الأخرى.
أسباب أخرى قد تؤدي إلى الولادة المبكرة حيث كشفت دراسة حديثة شملت 160 امرأة، إن المرأة الحامل التي تعاني من أمراض اللثة تضع وليدها في فترة مبكرة عن موعد ولادتها، بينما اللاتي يتلقين علاجاً لأمراض اللثة تستمر فترة حملهن حتى الشهر التاسع.
وعلل الأطباء ذلك بأن التهابات اللثة الشديدة تزيد إنتاج مواد كيميائية هي " بروستاغلاندين " بالإضافة إلى عوامل أخرى تنخر العظام وهذا ما يؤدي إلى الولادة المبكرة.
وأكد الأستاذ "إيان تشابيل" من كلية طب الأسنان في "برمنغهام" على ضرورة عناية الحوامل بأسنانهن بشكل مستمر .
خطورة الولادة المبكرة
ترجع خطورة الولادة المبكرة إلى نقص نمو الجنين من حيث الوزن وعدم نضج الجهاز التنفسي ، فلا يستطيع الطفل المولود أن يتنفس أوكسجين الهواء بسهولة . وأسباب حدوث الولادة المبكرة كثيرة أبرزها الانفجار المبكر لجيب المياة ، والمقصود بذلك هو نزول السائل الأمينوسى المحيط بالجنين قبل بدء علامات وأعراض الولادة ، وقبل الموعد الطبيعى للولادة أى 38 أسبوعا .. ويتكون السائل الأمينوسى مع بداية الحمل وتزداد كميتة تدريجيا مع تطورة ، ولة دور مهم للحفاظ على الجنين.
ولعمر المرأة وقت الحمل علاقة وثيقة بموعد الولادة، فترتفع نسبة الولادة المبكرة بين الحوامل الصغيرات الأقل من ثمانية عشر عاما وبين السيدات المتقدمات فى السن اللائى تزيد أعمارهن على الأربعين عاما . كما أن إصابة المرأة أثناء الحمل ببعض الميكروبات والأمراض التى تنتقل إلى الجنين داخل الرحم، تؤدى إلى حدوث الولادة المبكرة مثل بعض الالتهابات الفيروسية.
للعوامل البيئية والوراثية دورا مهما أيضا فى تحديد ميعاد الولادة وحدوثها مبكرا، فقد أثبتت الاحصائيات الطبية أن نسبة الولادة المبكرة مرتفعة بين الحوامل فى قارة أفريقيا عنها فى قارة أوربا، كما أنها ترتفع بين السيدات ذوات البشرة السمراء. كما أن وجود عيوب خلقية بالرحم تؤدى إلى عدم قدرته على تحمل الجنين الا عند حجم معين ، مثل الرحم ذى القرنين.