اديس ابابا: أكد رئيس الوزراء الأثيوبي ميلس زيناوي الخميس أن القاهرة ليست لديها القدرة ولا الرغبة على احتلال أثيوبيا، مشيرا الى أن المؤسسة العسكرية المصرية تدرك هذه الحقيقة جيدا. وقال زيناوي في حوار جريدة "الحياة" اللندنية نشرته في عددها الصادر اليوم: "مَن يقرأ تاريخ إثيوبيا سيدرك أنها لم تخضع للاستعمار... ولم تقم أي قوة بغزو بلادنا على مر العصور... واعتقد أن المؤسسة التي تحكم مصر تعرف ذلك جيداً". وأضاف: "كما أنني لا أعتقد أن لدى المؤسسة التي تحكم مصر القدرة الحقيقية ولا الرغبة على احتلال إثيوبيا"، مشيرا الى أن المعطيات تغيرت في القرن ال21 عن ال19 الذي حاول فيه مصر غزو إثيوبيا. وتابع: "وحتى محاولة مصر احتلال بلادنا في القرن ال19 فشلت لأن ملوكنا ألحقوا بهم الهزيمة"، مشددا على أنه لا يَعتقد أن مصر لديها رغبة من ذلك القبيل. واستغرب زيناوي قلق مصر من بناء أثيوبيا لعدد من السدود على مجاري الأنهار، قائلاً: "حقيقة لا أعرف ما هو سبب قلق المصريين فإن توليد الكهرباء من السدود لا يستهلك مياها ولا ينطوي على تحويل مجاري الأنهر". ومضى: "لذلك لا يمكنهم القول إننا بتوليد الكهرباء سنستغل مياها من حقهم أن يستغلوها لأننا لن نستهلك تلك المياه نحن فقط نقوم بتنظيم تدفقها حتى تنتج التوربينات الكهرباء". وأعرب عن قناعته بأن السودان تفهم ما تقوم به أثيوبيا وليس لديها مشكلة حيال أديس أبابا، مطالبا المصريون بضرورة القدرة على فهم ذلك مضيفا: "لكن يبدو أنهم يعانون من مشكلة". وأوضح رئيس وزراء أثيوبيا أن سد الألفية الذي يثير قلق مصر سيكون له فوائد كثيرة للسودان وليست لأثيوبيا، مشيرا الى أن السودان ستتخلص من مشكلة الطمي التي تعاني منها محطات توليد الكهرباء والتي تؤدي الى انقطاع التيار كثيرا في السودان. واختتم بالتأكيد على أن مصر الآن منشغلة بوضعها الداخلي، متمنيا حدوث تواصل بين القاهرةوأديس أبابا خلال الفترة المقبلة لمناقشة هواجس الطرفين بشأن مياه النيل. وتتزامن تصريحات زيناوي مع زيارة مقرر أن يقوم بها رئيس الوزراء المصري عصام شرف الجمعة لإثيوبيا. ومن المقرر أن يلتقى شرف نظيره الإثيوبى زيناوى صباح غد، وبعدها يلتقى رجال الأعمال والمستثمرين من الجانبين، لبحث آفاق التعاون والمشروعات المشتركة. فى سياق متصل التقى شرف زيناوى اليوم على هامش حفل تنصيب الرئيس الأوغندى موسيفينى، حيث شاركا فى حفل التنصيب. وكانت مصر اعلنت ترحيبها بإعلان رئيس الوزراء الإثيوبي تأجيل التصديق على الاتفاقية الإطارية الشاملة الخاصة بدول حوض النيل، لحين انتخاب برلمان ورئيس في مصر. يذكر أن مصر رفضت في السابق أي مساومة من شأنها تقليص حصتها في مياه النهر، من خلال زيادة حصص دول لها مصلحة في استغلال مياه النهر. وتحصل مصر على نحو 55 مليار متر مكعب من مياه النيل سنويا، وفقا لاتفاق وقع عام 1959 مع السودان، ويستند إلى تعهد بريطانيا عام 1929 بعدم تنفيذ مشاريع في مستعمراتها بشرق أفريقيا، إذا كانت ستتداخل مع إمدادات المياه لمصر.