هجمات مومباي.. سكيناً نال من السياحة الهندية محيط هبة رجاء الدين معالم سياحية بالهند بعد أن باتت العمليات الإرهابية التي تتعرض لها بلاد عدة, بمثابة الخطر الخفي الذي يتسلل ليهدد بضرب السياحة, والذي ثبت بالفعل نيله منها في معظم هذه البلاد, أصبحت علامات الإستفهام الآن كثيرة حول مدي تأثر سياحة الهند بالعمليات الإرهابية الأخيرة التى تعرضت لها مدينة مومباي, خاصة وأنها إستهدفت فنادق ومبان سكنية يقطنها العديدين, كان منهم أعداد كبيرة من الأجانب, فقد أدت الإنفجارات الضخمة التي هزت أرجاء مدينة مومباي الهندية في سبع مواقع مختلفة إلي سقوط نحو 100 قتيل بينهم عدد من الأجانب وإصابة نحو 900 آخرين... هجوم مباشر علي صناعة السياحة وحول هذا خرجت صحيفة "تايمز" الهندية بنتيجة أكدت بأنه يبدو أن الإرهابيين قد تمكنوا من ضرب قطاع السياحة فى الهند، خاصة مع تصاعد التحذيرات التى وجهتها الولاياتالمتحدة وإستراليا إزاء السفر الى الهند, والتي لها تأثيرها السلبي والفوري خاصة في مجال السياحة والسفر. أكد ذلك أيضاً فيجاى تاكور رئيس جمعية منظمي الجولات السياحة الهندية حين قال: "لقد كنا نشعر بالقلق إزاء تباطؤ النمو الاقتصادى وتداعياته على السياحة لكن هذا يعد هجوما مباشرا على صناعتنا حيث إستهدف الفنادق والأجانب". مضيفاً: "إن هذه الفترة هى ذروة بالنسبة لقطاع السياحة وكنا آملين فى إنتعاش الأعمال خلال شهر ولكننا الأن لا نعتقد أن هذا سيحدث, ومن السابق للأوان جداً الحديث حول مدى ضخامة التأثيرات التى ستحدثها ولكن من المؤكد أن القطاع سيتعرض لخسائر فادحة". إنصراف دولي عن الهند ويزيد من هذه المخاوف أن بعض كبار شركات الطيران العالمية مثل دلتا إيرلاينز وكونتيننتال ايرلاينز قد ذكرت مؤخراً أنها تعتزم إلغاء رحلاتها من وإلى مومباي بينما عمدت بعض الناقلات الهندية إلى التوقف عن تسيير رحلاتها إلى العاصمة الإقتصادية للدولة. ويؤكد ذلك الخطر ما قاله ستيف فيكرز رئيس مجلس إدارة شركة اف تي آي للمخاطر الدولية المعنية بالإستشارات الأمنية في هونج كونج من أن العديد من الشركات أصبحت تنصرف بصورة غير منطقية عندما يتعلق الأمر بسفر كبار التنفيذيين عبر الكف عن المخاطرة قبل الحوادث والتزام الحذر المفرط بعد اندلاع مثل هذه الهجمات، وكذلك فقد عمدت كل من أكبر شركتين يابانيتين للوساطة والسمسرة نوميورا هولدينجز وشركة دايوا للسندات الى الحد من أعداد مسافريها الى الهند، والآن فقد اصبحت شركة انديان هوتيلز التي تمتلك مجموعة تاج للفنادق بمن فيها فندق تاج محل بالاس في مومباي تتوقع انخفاضاً كبيراً في أعداد الحجوزات الملغاة في صناعة الفندقة في الدولة في خلال فترة الأشهر القليلة المقبلة. أما روبرت جرينير الرئيس السابق لدائرة مكافحة الإرهاب في وكالة الإستخبارات المركزية والرئيس الحالي لإدارة الأمن العالمي في مؤسسة كرول للاستشارات فقد أكد أن كبريات الفنادق الآن قد أصبحت في موقف لا تحسد عليه وبما أنها تعتبر بمثابة القلب في صناعة الضيافة العالمية فمن العسير عليها أن تتحول الى قلاع محصنة, مذكراً بأن كبريات الفنادق في القارة الآسيوية في السنوات الأخيرة أصبحت أهدافاً مفضلة لمعظم هجمات الإرهابيين المميتة، ففي العشيرن من سبتمبر الماضي قتل 54 شخصاً على الأقل وأصيب أكثر من 250 شخصاً آخر عندما فجر انتحاري شاحنة محملة بالمتفجرات أمام بوابة فندق ماريوت في إسلام آباد في باكستان. تحذيرات دولية من زيارة الهند وبما أن هذه المخاوف باتت واقعاً ملموساً فكانت التحذيرات من الدول لمواطنيها من هذه الخطر , فبعد أن أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الهجمات قد إستهدفت لأول مرة المواطنين الأمريكيين والغربيين الآخرين وأظهرت بشكل مأساوى, كان طبيعياً أن تحذر وتنذر المواطنين الأمريكين من هذا الخطر, فقد قامت وزارة الخارجية الأمريكية بتحذير الأمريكين بأنه يتعين عليهم المواطنين أن يأخذوا فى الإعتبار هذه "الحقيقة الجديدة" ويتحلوا بالحذر عند زيارتهم للهند، مشيرة إلى أنه في أعقاب الهجمات يجب على المواطنين أن يدركوا أن الأمر قد يتطلب بعض الوقت قبل أن تعود كافة البنى التحتية والخدمات العامة الى طبيعتها, ونصحت مواطنيها بالبقاء على حذر، قائلة ان "المشاعر متجيشة وهناك احتمالات لحدوث مظاهرات من الممكن ان تتحول الى اعمال عنف". كما اتخذت استراليا موقف اشد ازاء الهجمات، حيث نصحت مواطنيها بإعادة التفكير في السفر إلى الهند", وقالت في تحذير إن " هجمات مومباى اثبتت ان الارهابيين فى الهند يستهدفون الغربيين عمدا ومن غير المستبعد وقوع هجمات اخرى وهذه الهجمات يمكن ان تحدث فى اى وقت وفى اى مكان، بما في ذلك الاماكن التى يتردد عليها الاجانب كثيرا . وعليكم ان تتحلوا بحذر خاص لتجنب الاماكن المعروفة بأنها أهداف إرهابية". 4,32 مليون سائح أجنبي وكانت قد إجتذبت الهند 4,32 مليون سائح أجنبي في الفترة من يناير الى أكتوبر عام 2008 زيادة بمعدل 9,4 في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وكان الاجمالي حوالي 5,08 مليون زائر أجنبي قد وصلوا الى البلاد في عام 2007 أي بنمو حالي بنسبة 14 في المئة, ووفقا للإحصائيات الحكومية الرسمية فقد بلغ إجمالي الإستثمارات الأجنبية المباشرة في الدولة 12,7 مليار دولار في عام 2007 اي زيادة بمعدل بلغ 37 في المئة من العام الأسبق، وهذا الرقم قد تم تجاوزه اصلا في الفترة ما بين يناير وأغسطس من عام 2007 بعد أن بلغت تدفقات الاستثمارات الأجنبية في الدولة مستوى 26,53 مليار دولار أي أكثر من ضعف إجماليها في كامل العام السابق.