أفقد التباطؤ الاقتصادي الهند التي توصف بأنها صاحبة اكثر رحلات القطارات رومانسية وفخامة في العالم بريقها حتى ان القطارات تتوقف لاوقات طويلة لنقص الرواد. وانخفض عدد السائحين الذين يزورون الهند لاول مرة منذ عام 2002 وهو العام الذي شهد بدء حملة شعارها "الهند المذهلة" التي حققت نجاحا هائلا وأغرت ملايين من السائحين الاثرياء في مختلف ارجاء العالم باستكشاف عجائبها. ورغم الامال العريضة في تدفق السائحين التي صاحبت تدشين قطار (راجاستان الملكي) في يناير/ كانون الثاني 2009 حيث يتمتع بأجنحة تتكلف الاقامة فيها الفي دولار وعربات طعام فاخرة ترضي كل الاذواق ويقود الزائر لرحلة في الهند القديمة بقصورها وبحيراتها وصولا الى تاج محل الا ان الازمة شكلت عثرة في طريق الطفرة السياحية في الهند. ويتيح القطار الذي بلغت تكلفته 8 ملايين دولار، ويتيح خدمة خمسة نجوم مزودة بانترنت لاسلكي ونادي صحي وأطعمة تقدم في أطباق من الفضة. ولكن القطار الذي يسع 82 راكبا اما يقف عاطلا في فناء محطة السكك الحديدية نتيجة لعدم وجود مسافرين او يقوم برحلته عبر راجاستان الى تاج محل في اجرا وعلى متنه حفنة بسيطة من الركاب. وأضيرت جميع القطاعات السياحية - الذي ترتفع نسب الاشغال بها الى الذروة في فصل الشتاء- من رحلات راجاستان الباهظة الثمن الى عطلات ساحلية قليلة التكلفة في جوا، مما دفع الفنادق لان تجاهد لشغل الغرف الخاوية بعد الغاء جماعي لرحلات السائحين الاجانب. وفي وصف لتراجع الرواد، قالت امريت دهاليوال التي ركبت القطار برفقة زوجها خلال فبراير/ شباط 2009 ان عدد العاملين في القطار يفوق عدد الركاب. وكان الزوجان الامريكيان ضمن 10 مسافرين فقط ارتادوا القطار في رحلة ينتظرهم في اخرها موسيقيون هنود يجلسون على وسائد يقرعون الطبول. ويتجاوز عدد من السائحين عن قطار راجاستان الملكي لآخر اقل فخامة يطلق عليه اسم قصر على عجل واضحي يعمل بنحو 60% من طاقتة لا نسبة 100% المعتادة. وتمثل السياحة أكثر من 6% من اجمالي الناتج المحلي في الهند البالغ تريليون دولار ويعمل فيها بشكل مباشر اوغير مباشر 53 مليونا من السكان. وانخفض عدد السائحين الذي يصلون الى الهند بنحو 12% الى 522 الفا في ديسمبر/ كانون الاول 2008 مقابل 596560 شخصا في الشهر نفسه من عام 2007. وأضر انخفاض عدد الزائرين بالقطاع السياحي باسره من نيودلهي الى اجرا الى شواطيء جوا وكيرالا التي كانت في السنوات الاخيرة اثيرة لدى السائحين الاوروبيين الذين يريدون التمتع بالشمس خلال فصل الشتاء. وقال بيتر كورين مدير عام فندق قصر الياسمين ان معدل الغاء الحجوزات يرتفع بسبب الازمة العالمية وفي اعقاب هجمات مومباي الارهابية، وكان معتاد ان تعمل الفنادق والمطاعم بكامل طاقتها في مثل هذا الوقت من العام الا انها اصبحت نصف خاوية. وبخلاف المشاكل الاقتصادية العالمية التي دفعت سائحين محتملين لترشيد الانفاق والبقاء في ديارهم مازالت الهند تعاني من اثار هجمات مومباي التي قتل فيها مسلحون اسلاميون 179 شخصا على مدار 3 ايام في نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 وبثت الهجمات على الهواء على قنوات اخبارية تلفزيونية في جميع انحاء العالم. وبدا ان الاجانب كانوا المستهدفين اذا هاجم المسلحون فندقين فاخرين ومنطقة أندية ليلية شهيرة ومركزا يهوديا في عاصمة المال الهندية. ومنذ ذلك الحين اصدرت دول تحذيرات لمواطنيها من السفر الى الهند واعلنت حالة التأهب في اماكن يتوافد عليها السائحون مثل جوا تحسبا لهجمات اخرى. وبلغة الارقام، أعقب الهجمات الغاء 22% من الحجوزات في ديسمبر ونحو 15% في يناير/ كانون الثاني 2009. (رويترز)