قراء " محيط" يختلفون حول تأثير الأزمة المالية العالمية على السياحة محيط هبة رجاء الدين ألقت الأزمة المالية العالمية بظلالها علي معظم الدول بأنحاء العالم, وتأثرت بها قطاعات هذه الدول, وبالنسبة لتأثيرها علي القطاع السياحي فقد تباينت الأراء بين من رأي أن حركة السياحة تاثرت بهذه الأزمة, وبين من يري العكس, ففي الإستطلاع الذي أجرته شبكة الأعلام العربية "محيط" , جاءت أراء النسبة الأكبر من القراء 45.57% لتؤكد تأثر قطاع السياحة ببلدهم بهذه الأزمة العالمية, بينما رأي 35.44% عدم تأثره و 18.99% من القراء لم يهتم بهذه القضية. وضح من هذه النسب أن رؤية الغالبية تؤكد تأثر السياحة المحلية بالأزمة المالية العالمية, وإن كان الفارق بين النسبتين قليل, بما يؤكد أن القضية ليست محسومة, وأن لها أبعاد مختلفة تحكم تأثرها من عدمه. السياحة الإماراتية والأردنية لم تتأثر وقد جاءت الأخبار لتؤكد الإحتمال الثاني وهو عدم تأثر القطاع السياحي بهذه الأزمة , حيث أكد مسؤولو وخبراء السياحة بالإمارات اليوم أن السوق المحلي لم يتأثر بالأزمة المالية العالمية، مؤكدين أن التنوع الجغرافي للأسواق المصدرة للسياحة إلى السوق المحلي تعد أحد أهم أسباب عدم تأثر السوق إلى الآن. كما أشار الخبراء إلى أن الطلب السياحي على الإمارات عامة ودبي خاصة لايزال قوياً ولم تحدث إلغاءات خلال الفترة الماضية, فقد أكد خالد أحمد بن سليم مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي أنه من خلال الإجتماعات التي عقدتها الدائرة مع مسؤولي وممثلي الفنادق فان الحجوزات جيدة للغاية خلال الفترة الماضية مقارنة بالفترات نفسها من الأعوام السابقة, مشيراً إلى أن الخدمات الفندقية والسياحية في الإمارة موجهة في معظمها للسائح ذي المستوى المتوسط والمرتفع، وهذه الشرائح لا تتأثر كثيرا حينما تتخذ قراراتها بالسفر لأنه بالنسبة لها من الضروريات, كما قال إن هناك أمرا آخر يفيد السائح القادم إلى دبي حاليا يتعلق بمستوى سعر صرف العملات العالمية مقابل الدولار فهي أفضل وهو ما يفيد السائح. ومن جانبه أكد مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري أن الدائرة توسع مجالات عملها في الأسواق الخارجية بصورة مستمرة وهو ما يعود بالفائدة على القطاع السياحي المحلي، فخلال العامين الماضيين تم زيادة عدد مكاتبها الخارجية وسيتم التوجه خلال الفترة المقبلة لأسواق جديدة حيث سيفتتح مكتب في البرازيل العام الحالي والذي سيخدم السوق البرازيلي والأسواق المجاورة في أميركا اللاتينية كما سيتم التوسع في أسواق قائمة ومنها السوق الأميركي نفسه مواكبة لتوسعات طيران الإمارات هناك، مشيرا إلى أن الأرقام تشير إلى تزايد عدد السائحين القادمين من السوق الأميركي خلال عامي 2007 و 2008. ويشكل السائحون الأميركيون إلى دبي نسبة 5, 5% من إجمالي عدد نزلاء الفنادق الذين زاروا دبي العام الماضي، والبالغين 7 ملايين شخص، حيث بلغ عددهم 7, 385الف سائح مقابل 986 ألف سائح من الجنسيات الخليجية بنسبة 14% و752 ألف سائح بريطاني بنسبة 7, 10%, وكان عدد السائحين الأميركيين قد شهد نموا خلال السنوات الماضية بصورة ملحوظة حيث ارتفع من 34 ألف شخص عام 1997 إلى 55 ألف في العام التالي ثم 78 ألفا عام 2000 و 239 ألفا عام 2005 ثم 313 ألف شخص في عام 2006. وفي الأردن أكد عدد من الأكاديميين في القطاع السياحي أن الازمة المالية الراهنة التي شهدتها دول العالم بتأثيراتها السلبية لن تؤثر على الإستثمارات السياحية أو عدد القادمين إلى المملكة من السياح الاجانب خلال الفترة الحالية, حيث عامل مرونة الإستراتيجيات والدراسات التي تهدف الى عمليات الجذب السياحي. وقد أوضح الدكتور إبراهيم الكردي المحاضر في جامعة الحسين بن طلال أن القطاع السياحي في مأمن من الأزمة خلال الوقت الراهن إلا أنه يجب إيضاح أن القطاع السياحي العالمي جزء من الحركة الإقتصادية العالمية التي ستتأثر سلبا بأزمة الرهن العقاري, وأن مستويات الضرر تتفاوت من قطاع الى اخر ومن ضمنها القطاع السياحي داعيا الى ضرورة العمل على خطوات استباقية هي واجبة وخاصة مع مطلع العام 2009 للحيلولة دون التأثيرات السلبية من انخاض معدل الانفاق وتدني الحجوزات للسياح المتوقعة للازمة الراهنة والتي اصابت اهم سوقين للمملكة وهما السوق الاوروبية والأمريكية. وعن جانب الإستثمار السياحي في المملكة بين أن المملكة تتمتع بجذب إستثماري سياحي ضخم حيث لن تتأثر بالأزمة الراهنة سلبا بل ستشهد عمليات جذب سياحي وخاصة من الإستثمارات العربية التي ترى في المملكة بيئة امنة وجاذبة للاستثمارات السياحية حيث ان السوق السياحية الاردنية لم تتأثر بالعوامل الخارجية, مشيراً إلي أن الأسواق العربية السياحية ستشهد تسابقا خلال الفترة القادمة لعمليات الجذب السياحي لانها اقل المتضررين مشيرا ان البيانات الاحصائية للدول السياحية تشير الى نمو الحركة السياحية خلال الفترة الحالية. ومن جانبه أوضح الدكتور سلطان المعاني عميد معهد الملكة رانيا للسياحة والاثار في الجامعة الهاشمية أن تأثيرات الأزمة المالية في الوقت الراهن ذات ابعاد وجوانب إيجابية وسلبية وأنه يمكن معالجة الجوانب السلبية بسهولة من خلال خطط معالجة تأثيراتها على القطاع السياحي. وأكد المعاني أن الأسواق السياحية العربية قادرة على تجاوز الأزمات في الوقت الراهن, مشيراً إلي أن حركة السياحة في المملكة نشطة وستستمر على نفس المنوال خلال الفترة القادمة اذا اتخذ من مسألة التنسيق الايجابي بين فعاليات القطاع الحكومي والخاص للنهوض بالمنتج السياحي ليصبح مهنة. وقد رأي المعاني أن بعض جوانب تداعيات الأزمة ستكون إيجابية حيث أن رؤوس الأموال وخاصة العربية الموجودة في دول الغرب ستتجه للبحث عن أسواق أمنة لم تتعرض للأزمة المالية الراهنة ولم تعتمد على الرأسمالية بشكل كبير والتي من المتوقع أن تكون المملكة أهم تلك الأسواق, كما توقع المعاني أن تشهد المملكة نشاطاً في إنجاز عدد من الإستثمارات السياحية الضخمة خلال الفترة المقبلة. ربما تتأثر مستقبلاً... وكان قد أكد عدد من أعضاء المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية خلال إنعقاد دورته ال 84 في مدريد للفترة من 14 الى 15 أكتوير الحالي وجود تدهور في الأسواق مع الحفاظ علي الثقة في قدرة قطاع السياحة على المدى الطويل, موضحين أن نتائج الأزمة ومستويات التحدي المقبلة ستظهر خلال عام 2009 حيث سيشهد العالم تباطؤا إقتصاديا. وقد أشار فريق خبراء من منظمة السياحة العالمية إلى فقدان الثقة فيما يتعلق بالتوقعات القصيرة الأجل حيث أنه من الممكن أن يعاني القطاع السياحي العالمي من إنخفاض الطلب من قبل المستهلكين ضمن الأعمال والترفيه والشركات السياحية بفعل الضغوط الائتمانية. ومن جانبه أشار الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية فرانشيسكو فرانجيالي إلي أن المرحلة المقبلة ستشهد تدهوراً في حالتها حيث ظهرت بوادر الإنكماش الإقتصادي, مضيفاً أنه رغم الطلب السياحي لا تزال أرقامه تشهد نمواً فقد قامت منظمة السياحة العالمية بإجراء دراسة للآثار الاقتصادية والسيناريوهات على هذا القطاع إضافة إلى توضيح الخلل في التوازن العالمي والتغير الهيكلي في السياحة العالمية.